هذا المساء تختتم ريتا خوري جولتها الثانية في تلفزيون"المستقبل"بنجاح لا يقل عن نظيره في الجولة الأولى عبر برنامج"الحلقة الاضعف". الحلقة الأخيرة من"يوميات"لن تكون سهلة. على الأقل بالنسبة الى فريق العمل الذي تسمعه يردد بعدما احتل مقاعد الجمهور في استوديو التصوير، بأنه يشعر برهبة الحلقة الاولى. رهبة تتأكد شيئاً فشيئاً مع الصمت الذي يلف المكان. صمت لا يكسره إلا تعليق من هنا وآخر من هناك، عن ذكريات سابقة تعزز الشعور بأننا أمام الحلقة الأولى من البرنامج، لا الحلقة الأخيرة... كيف لا وكل الذكريات بين الحضور تنصّب على"الحلقة الأضعف"؟ "أتذكرين ريتا حين زعقت في وجهي في"الحلقة الأضعف"؟"يسأل واحد من فريق العمل. تضحك ريتا. وتعتذر منه لأنها لم تتمكن من الاعتذار سابقاً. يردّ آخر:"انت الحلقة الأضعف. الله معك"في إشارة الى الجملة التي كانت ترددها ريتا في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج أكثر من مرة. وتنهال الذكريات. ذكريات"الحلقة الأضعف"لا"يوميات"، كل هذا قبل ان تعيدهم ريتا الى الواقع قائلة:"شباب، رجعتونا كتير... فلنبدأ الحلقة". وتبدأ الحلقة التي أرادتها ريتا خوري حلقة ممتعة لا محزنة. وفعلاً هكذا كان. أعدّ لنا فريق العمل مقتطفات سريعة من أبرز حلقات البرنامج. الحلقات التي"أضحكتنا وأعطتنا الدروس في آن واحد". مقتطفات من حلقات"الطفل"، و"الكفيف والمجتمع"، و"المسن والتكنولوجيا"، و"الحيوانات"، و"الظواهر الفنية"، و"جمهور الاستوديو"، و"اليوغا"، و"كشاش الحمام"و"الجوكي"... مقتطفات سريعة ممتعة بعيدة من الملل، يقطعها تعليق ريتا على كل محور وكأنها تكتب على ورقة يوميات"يوميات"ولكن... بالمختصر المفيد. طبعاً الاختصار صعب. خصوصاً اننا أمام 450 حلقة،"نادرا ما تكررت المواضيع فيها"."ولكن بسرعة وجدنا الحل، تقول ريتا. كان على كل واحد من فريق العمل أن يفكر في أول حلقة تأتي على باله وهو يستعرض الحلقات. وهكذا اختار كل واحد الحلقة الأحب على قلبه، فكانت الحلقة الاخيرة". حلقة إذاً من القلب، لا تخلو من الاعتراف بالخطأ."لكنها أخطاء تجاوزها البرنامج بسرعة"... من هنا لا تتردد ريتا في الإفصاح أنها كانت في البداية تظن نفسها مصلحة اجتماعية وأن هدف البرنامج معالجة المشكلات الموجودة في المجتمع ثم ما لبثت ان اكتشفت خطأ هذه الفكرة. تقول:"البدايات لم تكن ناضجة كفاية. إذ كنا نظن اننا امام برنامج يعالج مشكلات الناس الاجتماعية. ولكن بعد فترة انتبهنا الى اننا لسنا أطباء لنعالج العوارض. وبسرعة تحولنا الى برنامج يحكي قصص الناس اليومية". ولا تنحصر الصعوبات هنا بل تتعداها الى الأحكام المسبقة وعدم الخبرة في التعامل مع اناس عاديين لم يفهموا بعد أصول اللعبة التلفزيونية على عكس محاورة السياسيين الذين فهموا اللعبة التلفزيونية بل أتقنوها فدخلوا عصر الصورة، وباتت هناك إلفة بينهم وبين الكاميرا. "أن تتمكن من انتزاع ما تريده من كلام، ليس بالأمر السهل مع اناس عاديين، والأصعب من هذا حين تتوجه الى الأطفال الذين خصصت لهم حلقات عدة من البرنامج. أقولها صراحة: الحوار مع الأطفال امتحان صعب. أولاً لأنه يصعب على المرء كسب ثقة الطفل، وثانياً لأن حساسية الأطفال مفرطة. وأيضاً الحوار مع الناس العاديين صعب في الاستوديو، على عكس الحوار معهم في المنزل، حيث تغيب رهبة الكاميرا". إذاً اليوم تنتهي المغامرة الثانية لريتا خوري في تلفزيون"المستقبل". لكنها تعد جمهورها بالعودة قريباً الى التلفزيون نفسه. ولكن قبلاً لا بدّ من وقت لخلط الأوراق وانتقاء الأفضل، والأهم أن لا تكرر نفسها، أي ان تفعل تماماً كما فعلت بانتقالها من"الحلقة الأضعف"الى"يوميات"حيث شعر المرء انه أمام مقدمة جديدة لم يعرفها سابقاً. إذاً تحدّ جديد يواجه ريتا خوري في الأيام المقبلة، فهل تنجح كما نجحت من قبل؟