بعد المواسم المتلاحقة للبرامج "الواقعية" المختلفة الأنواع والأشكال، بدأ العد العكسي لبداية عرض حلقات برنامج"عيش البراري"الذي يجمع في ثلاثين حلقة مدّة كل منها 45 دقيقة، المغامرة والتحدي والمنافسة بين فريقين من الشباب تتراوح أعمارهم بين 19 و20 سنة في تجسيد مختلف لتلفزيون الواقع، حيث يعطى للمشاهد صلاحية اختيار الفريق الفائز في إطار ما يعرف بالتلفزيون التفاعلي. وتقدّم هذا البرنامج نجمة ستار أكاديمي سلمى غزالي بمشاركة مصمم الألعاب إيلي سعادة، وتخرجه زينة صوفان، وتموّله شركة Vox Algerie وتنفّذه شركة سيدر أوف أريبيا اللبنانيّة وتعرضه بالتزامن قناتا "ال بي سي" الفضائيّة اللبنانية، ومؤسّسة التلفزة الوطنية الجزائريّة"إي أن تي في"خلال الأيّام القليلة المقبلة. مشرقيون ومغربيون وبعيداً من وسائل الراحة والترفيه، يتنافس فريقان في محميّة القالا شرق الجزائر، يتألف كل منهما من سبعة مشتركين. فريق من المشرق العربي يعرف بالمشرقيين لبنان، سورية، الأردن، السعوديّة والكويت، والآخر من المغرب العربي ويعرف بالمغربيين مصر، المغرب، الجزائر وتونس، بهدف احتلال أراضي البرية التي يعيشون فيها، في مغامرة لإثبات القدرة على التخطيط والصمود حتى النهاية. وتترجم المغامرة في عشر جولات، مدة كل منها أربعة أيام. وتبدأ اللعبة في اليوم الأوّل فرديّة، يحصل خلالها كل لاعب على عدد من النقاط، تجمع في النهاية مع نقاط فريقه، ويحصل بموجبها كل فريق على مؤونة الأيّام الأربعة التالية. يمكن لأعضاء الفريق الاحتفاظ بجزء من نقاطه للجولات التالية كنقاط احتياط-. وترتفع حدة التشويق والتحدي عندما يقرر المشرقيون تنفيذ مخططهم لاحتلال بقعة من أرض المغربيين وأسر آمرها بهدف منعه من المشاركة باللعب مع فريقه وكسب المؤن والذخائر المحفوظة فيها، ويتحقق الاحتلال إذا تمكن المشرقيّون من الفوز. وعندئذ يحق لهم متابعة هجومهم واحتلال أرض جديدة، وإلاّ سيختار المغربيون تنفيذ مهمة للوصول الى أحد مطالبهم، أو الهجوم المضاد لاسترداد أراضيهم المحتلة أو احتلال أراض للخصم وكسب الغنائم. وتنقلب الأدوار في اليوم الثاني، فيتولى المغربيون الهجوم هذه المرّة وفق الاستراتيجيّة ذاتها. وفي حين ينصرف الفريقان إلى جدول أعمال اليوم الثالث، فينفّذ الفريق الخاسر المهمّات المطلوبة منه ويحصل الفريق الفائز على مكافأته، يتنافس الفريقان في اليوم الرابع، ويمنع الخاسر من تحرير أسيره بالتصويت، قبل الاستعداد للمجلس في اليوم الخامس. الوقوع في الأسر وتوضح المخرجة زينة صوفان"للحياة"أن"البرنامج جمع فريقين مع ما يرافق ذلك من اختلاف في عاداتهم وتقاليدهم، واخترنا أرضاً عربيّة لتصل الفكرة بسلاسة أكبر، فبحثنا عن"أرض بتتكلم عربي"بشروط بيئيّة غنيّة. ولم تكن المنافسة في ألعاب التحدي فحسب، بل كانت هناك أيضاً لقاءات تجمع الفريقين يعبر كل منهما عن رأيه بما يجرى"، مشيرة إلى أن"الفريق الذي يفوز بأربع ألعاب من سبع، يكون هو الفريق الرابح بدورة الأسبوع. ولكي لا يعرف أي من الفريقين بالنتيجة، لعبنا كل لعبة مرتين، ليكون تصويت المشاهدين بعد ذلك، الحكم والفصل". فهل سيستبعد أحد مشتركي الفريق الخاسر في كل مجلس؟ تجيب صوفان:"ما من خاسر يغادر البرنامج، ففي كل مجلس يجب على الفريق الخاسر استرجاع أسراه، وربح المزيد من المال، ليتمكن من شراء حاجياته اليوميّة، كما أن المال يسهل مهمة استرجاع الأسير". ولأن الفريق يضم نساءً ورجالاً، فهل يمكن المخاطرة بامرأة وتعريضها للأسر؟ تشرح صوفان أن"هذا الموضوع طرح بقوّة، وكان لكل من الفريقين وجهة نظر مغايرة، والفريقان يعرفان أن الأرض الأماميّة معرّضة للاحتلال وأسر من فيها. فاعتبر المغربيون أن ما من مشكلة بأسر امرأة، طالما أن أولويتنا الفوز، في حين رفض المشرقيون في البداية تعريض نساء الفريق للأسر، لكن الأمور اختلفت عند مطالبة الصبايا بالمساواة". وعن مدى التعاون والانسجام بين أفراد الفريق الواحد، تقول:"الفريق المشرقي كان متجانساً، بينما كان المغربيون في البداية"ضائعين". وعلى أي حال شكل الشباب صورة مصغّرة عن العالم العربي". وعن وضع الأسرى وكيفية معاملتهم، لا سيّما أن البرنامج صوّر في عز العدوان الإسرائيلي على لبنان، تنقل صوفان عن الأسير المغربي، عند سؤاله عما إذا كان يضايقه الأسر، إجابته عن معنى عذابه مقارنة بعذاب الأسرى في السجون الإسرائيليّة"، واصفة البرنامج بالعربي بامتياز والحضاري بامتياز،"كونه يصحح النظرة إلى الجيل الحالي، فليس هدف كل الشباب البحث عن المرح ولحظات الفرح، بل بعضهم يقبل التحدي ولا يتوقف عند العذاب الجسدي". وعن كيفيّة اختيار المشتركين، تشير إلى استعانة البرنامج بعالم نفس وضع نموذجاً من الأسئلة ملأه المتقدّمون بناء لإعلان ترويجي على"أل بي سي"وپ"الجزائريّة". وتقول إن"إعلان النتائج النهائيّة سيكون في الحلقة الختامية مباشرة على الهواء، حيث سيرجح الجمهور كفّة الفريق الرابح". وعن المدة التي استغرقها التصوير وعن كيفية عرض الحلقات، تقول:"أمضينا 28 يوماً، قمنا خلالها بمجهود جبّار لأننا كنا نعيش في أرض نائية بعيدة من المدنية"، مثنية على"المجهود الذي بذله المنتج التنفيذي يوسف الخوري، لأن البرنامج احتاج إلى ملاحقة النتائج بصورة يوميّة، ووقعت عليه مسؤولية متابعة أوضاع 70 شخصاً في منطقة غريبة، لا يعرفها حتى فريق التلفزيون الجزائري". وتشير مقدّمة البرنامج سلمى غزالي إلى خوضها"مغامرة حلوة، لا سيّما أن البرنامج قريب من طبيعتي"، وتؤكد أنها خضعت"لدروس مسرحيّة، وتدريب خاص ويوغا و"فوكاليز"على أيدي المسرحي جلال خوري". وتلفت إلى"قساوة الطبيعة التي واجهت الفريقين". كما تعرب عن امتنانها"بوقوف المنتج التنفيذي والمخرجة إلى جانبها، لتوجيهها في كيفية التصرف أمام الكاميرا". فهل سيتجاوب الجمهور مع سلمى غزالي في تجربتها الأولى في التقديم مثلما فعل في برنامج"ستار أكاديمي"؟