خلال مسيرة إعلامية امتدت إلى نحو 12 عاماً، استطاعت رابعة الزيّات ان تنتقل بين أنواعٍ مختلفة من البرامج، فكانت البداية مع برنامج جمالي قبل أن تقدّم برنامجها الاجتماعي المعروف «سجال»، لتنتقل من ثمّ الى تقديم نشرات الأخبار لفترة قصيرة جداً، ومنها إلى البرامج الفنية مع «بعدنا مع رابعة» و «أحلى ناس» الذي يُعرض حالياً على قناة «الجديد»، مساء كلّ جمعة. ومع أنّ رابعة اعتادت التنويع في أعمالها التلفزيونية، نجد أنّ «أحلى ناس» يحمل روح البرنامج الذي سبقه، فهل هذا يعني الاستمرار في تقديم البرامج الفنية؟ عن هذا السؤال أجابت رابعة قائلة: «برنامجي الجديد قريب من البرنامج الذي سبقه من ناحية تقديم سهرة فنية على التلفزيون، وهذا ما كان مفقوداً على القنوات اللبنانية، على رغم انتشارها في المحطات المصرية والخليجية. لكنه ايضاً يبتعد عنه في جوهره. من هنا أقول إن «أحلى ناس» هو امتداد» لبرنامج «بعدنا مع رابعة» واختزال له في الوقت عينه. فهو لا يعتمد على مجموعة ضيوف وإنما على ضيف واحد يفتح أمامنا صفحات حياته منذ الطفولة وحتى العمر الافتراضي، مئة عام. إنّه أرشفة لحياة النجم/ الضيف، وإنما بقالب عصري وجديد. لكنّ تقديم برنامج فني جديد لا يعني إصراري على المضي في تقديم البرامج الفنية. ما حصل أننا قدمنا خلال فترة الأعياد أربعة حلقات خاصة بعنوان «أحلى ناس» مع أربعة نجوم هم راغب علامة ونوال الزغبي ومعين شريف وملحم زين. إلا انّ نجاح هذه الحلقات الاستثنائية دفعنا إلى تقديم المزيد من الحلقات ضمن برنامج يتألف من 13 حلقة فقط». ترى رابعة أنّ التعامل مع الفنانين من أصعب الأمور التي يمكن أن تواجه الإعلامي وتوضح رأيها قائلة: «الحوارات مع الفنانين ليست دائماً سهلة وممتعة. فالنجم يعتقد أحياناً بأن الفلك يدور حوله وحده وأن العالم يجب أن يسير وفق مزاجه ورغبته، وهذا طبعاً نتيجة ما يسمعه من كلام «الفانز» (المعجبين)، إضافة إلى سياسة بعض المحطات التي تدفع للفنان مقابل ظهوره الإعلامي على شاشتها، ما جعله يمتنع عن التواجد في اي برنامج او قناة لا تدفع له مبالغ مالية طائلة، الا في حالات استثنائية». وعند سؤالها ان كان لهذا الأمر علاقة في عدم الاستمرار ب «أحلى ناس» بعد الانتهاء من تصوير الحلقات المتبقية أجابت: «هذا جزء من القضية. ولكن في شكل عام أعتقد بأن البرامج الفنية لا يمكن ان تعيش مثل غيرها سنوات طويلة لأنها تتعلق بأشخاص وليس بموضوعات. فضلاً عن انها منهِكة بمعنى أنها تستنزف المقدّم الذي يودّ أن يخرج بشيء جديد من الحلقة من دون أن يزعج الضيف أو يضايقه». وعن أجمل أو أصعب حلقة قدمتها، تقول: «الحلقة التي استضفت فيها الفنان زياد الرحباني. هو من أصعب الفنانين وأجملهم. كانت من أحلى الحلقات التي صورتها، اضافة الى حلقة الفنانة الكبيرة سميرة توفيق التي ظهرت للمرة الأولى معي بعد غياب متواصل استمرّ 12 عاماً، عقب حلقة صورتها مع زاهي وهبي. كنت سعيدة جداً بها». تستضيف رابعة في «أحلى ناس» فنانين من أجيال مختلفة وميادين متعددة، فمرة تكون ضيفتها ميريام فارس وجوزيف عطية والراقصة دينا ومرّة أخرى هاني شاكر ووليد توفيق ودريد لحّام... فما هو المعيار في اختيار الضيوف؟ وهل يؤدي هذا التنويع الى إفقاد البرنامج هويته الأساسية؟ تجيب رابعة: «لا، التنويع مقصود لأن هدفنا مخاطبة كلّ أفراد العائلة الموجودة في منزلها وتقديم سهرة فنية جميلة تتخللها حكايات جديدة يكشفها الفنان عن حياته وطفولته وذكرياته. لذا فإن كل حلقة تحمل طابعاً خاصاً وإن كانت البهجة هي مرادنا الأساس». وعلى رغم ذلك، تظلّ رابعة الزيات مدركة أنّ تحقيق هذه البهجة بات أمراً صعباً ومعقداً في عالم عربي مأزوم تفيض نشراته الإخباريه بصور الدم والموت. «نحاول أن نقدم صورة مغايرة للواقع وإن كان الواقع يفرض نفسه بصراعاته وحروبه ومأساويته. وأعتقد بأن «أحلى ناس» خرج في فترة عصيبة جداً سياسياً، أضف إلى أن قطع بثّ قناة «الجديد» عن مناطق كثيرة في لبنان لعب ضدّه طبعاً». تنتمي رابعة الزيات إلى المدرسة الحوارية الديبلوماسية، وعن سبب تمسكها بهذا النهج في أسئلتها وفي تعاطيها مع ضيوفها تقول: «برنامجي لا يعتمد اساساً على الأسئلة القوية والحوارات النارية. فالضيف في «أحلى ناس» هو في حلقة تكريمية ترصد إنجازاته الفنية وتروي تجربته الإنسانية منذ الولادة حتى الشيخوخة. أضف إلى ذلك أنني لست من المدرسة التي تُبيح التهجّم على الآخر والتدخل في تفاصيل حياته الشخصية من أجل الحصول على «سبق» صحافي. أنا أحب أخذ المعلومة الجديدة بأسلوب لطيف لا يؤذي الضيف أو يجرحه». ومع أنّ رابعة سعيدة بما قدمته في «بعدنا مع رابعة» وكذلك في برنامج «أحلى ناس»، فإنها قد لا تستمرّ في تقديم هذا النوع من البرامج مستقبلاً. وتضيف: «أحب البرامج الاجتماعية- الإنسانية، وأرى أن تجربتي في برنامج «سجال» كانت من أحلى التجارب التي خضتها تلفزيونياً وأتمنى تكرارها في سياق جديد». وتؤكد الزيات أنّ الخطوة المقبلة ستكون مختلفة على كل الصعد، من دون أن تحدد ما اذا كانت ستبقى في قناة «الجديد» أو أنها ستنتقل الى محطة أخرى، بل تترك الجواب للأيام الآتية.