بعد نحو خمسة اشهر من إحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي في شهر آذار مارس المنصرم،، اجتمعت دول مجلس الأمن وألمانيا 5+1، وتشاورت. ولكنها عجزت عن الإجماع على فرض عقوبات على ايران الاسلامية، وزاد الشقاق بينها. وخال الاميركيون وحلفاؤهم ان رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن هو الخطوة الاخيرة على طريق فرض شروطهم غير القانونية على إيران. وتجاوز هؤلاء ضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الفنية والحقوقية، وخالفوا بند"سي"في المادة 12 من نظام الوكالة الدولية عند إرسال الملف الإيراني الى مجلس الأمن. ولا شك في أن تمسك إيران بحقوقها، ورفض تعليق التخصيب، أربك أميركا والاتحاد الأوروبي. ولم يحل صدور بيان مجلس الأمن وإمهاله إيران شهراً، من دون استمرار الأنشطة النووية الإيرانية. ولم تتوقع مجموعة"5+1" مقاومة إيران مطالب المشروع الأميركي غير القانونية. ووجه انتصار"حزب الله"في حرب الأيام ال33 مع إسرائيل ضربة ثانية الى دول"5+1". فجورج بوش اعتبر الحرب بين"حزب الله"واسرائيل حرباً بين إيران وأميركا. ولا يخلو كلام بوش هذا من الصحة. وعليه، تكون القدرة العسكرية الاميركية ضعفت وسقطت أمام"حزب الله". في أثناء الحرب على لبنان، اصدر مجلس الامن الدولي قراره رقم 1696، في انشطة ايران النووية. وبحسب عدد من المسوؤلين الاميركيين والاوروبيين، تأثر هذا القرار بالحرب اللبنانية ومقاومة"حزب الله"القوية والمثيرة الباعثة على الإعجاب . والمهلة لتي أمهلتها إيران لوقف انشطة تخصيب اليورانيوم، والخضوع لمطالب الدول"5+1"، هي مهلة لحل الخلافات بين دول"5+1"على فرض عقوبات على إيران. ولا ريب في فشل مساعي اميركا وحلفائها. وليس لهؤلاء غير تمديد المهلة، الممدة، الى 15 أيلول سبتمبر الجاري! فإيران تجمع القوة الاقليمية الى لواء القطب الاسلامي الاقوى. وحرب الثمانية أعوام مع العراق، والحصار الاقتصادي وازمته، والحرب اللبنانية الاخيرة هي دليل على قوة ايران. وشأن اسرائيل بعد الحرب على لبنان، ينتظر الغرب الفشل والخيبة في حال خاضت قوة كبرى مواجهة عسكرية مع ايران على ما حصل في لبنان. والحق أن خمس دول بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا من دول"5+1"، أدركت أن فرض عقوبات على ايران هو في مثابة النزول الى بئر بحبل اميركي متآكل. فالخسائر المحتملة، جراء عقوبات على ايران، تنهمر على هذه الدول، في حين تنجو اميركا من الضرر. فهي فرضت عقوبات على ايران منذ عقود، ولا مصالح لها في هذا البلد. وعلى المسؤولين عن الملف النووي الايراني إدراك أن تقرير محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثبت أن الوكالة الدولية خاضعة لأميركا وحلفائها. ولم تعد عضوية ايران في هذه المعاهدة حظر انتشار السلاح النووي مبررة. وعلينا الانسحاب من هذه المعاهدة الباطلة من دون تأخير. عن حسين شريعتمداري رئيس تحرير الصحيفة، "كيهان" الايرانية، 3\9\2006