وجه رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع ابو علاء رسالة الى المجتمع الدولي، يحضه على تنشيط عملية السلام، معتبراً أن تسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي ستكون "مستحيلة" في غياب تدخل فاعل من الولاياتالمتحدة. وأعرب قريع خلال زيارة للندن هي الأولى منذ تسلمه السلطة والتقى خلالها رئيس الوزراء توني بلير ووزير الخارجية جاك سترو، عن استعداده لمناقشة خطة "فك الارتباط" الاسرائيلية شرط ان تكون جزءاً من "خريطة الطريق". راجع ص7 في غضون ذلك، رفض الرئيس حسني مبارك اقتراح نشر قوات مصرية في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، واصفاً ذلك بأنه "فخ لأننا سنكون في موقف مواجهة مع الفلسطينيين". وانتقد في مقابلة نشرتها صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية خطة "فك الارتباط"، معتبراً أن كل الخطوات الاحادية الجانب "يأتي بنتيجة عكسية"، وإذا نقلت المستوطنات الى الضفة الغربية "ستكون هذه كارثة". كما جدد رفضه أي مبادرة اصلاح للمنطقة مفروضة من الخارج، وقال إن من شأن ذلك نشر التطرف. وفي لندن التي زارها في مستهل جولة أوروبية تقوده الى النروج اليوم ثم فرنسا، حرص رئيس الوزراء الفلسطيني على اظهار تمسكه ب"خريطة الطريق" بوصفها "اقتراحاً دولياً وافق عليه الفلسطينيون والاسرائيليون رسمياً". ودعا في محاضرة أمام "المعهد الملكي للعلاقات الدولية" الادارة الاميركية الى تحمل مسؤوليتها الاخلاقية والسياسية في تنشيط الخريطة، معتبرا ان تسوية الصراع "مستحيلة من دون الولاياتالمتحدة". وقال ان دور المجتمع الدولي هو ضمان ان تكون خطة الانسحاب من غزة "خطوة على طريق تنفيذ خريطة الطريق". وزاد انه لا يؤيد مشروع "الشرق الاوسط الكبير" الأميركي ولا يعارضه، لكنه شدد على ان أحد الشروط المسبقة لنجاح هذا المشروع هو تسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، والتعاطي مع "حقيقة المشاكل في المنطقة" من دون ان يكون المشروع مفروضاً ومن دون ان "يتجاهل مخاوف سكان المنطقة". وأشار الى ان "الوقت ينفد" بالنسبة الى الحل القائم على دولتين، بسبب "نجاح المتطرفين" من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بفرض اجندتهم على الساحة. ورحب قريع عقب لقائه وزير الخارجية البريطاني بالانسحاب الاسرائيلي من غزة وأي أراض أخرى شرط ان يكون ذلك جزءاً من تنفيذ "خريطة الطريق" والانسحاب الشامل ووقف الاستيطان، فيما أعرب سترو في مؤتمر صحافي عن "صدمته" من مجزرة قطاع غزة أول من أمس. وتجنب الخوض في طبيعة الخطة الامنية التي تردد ان بريطانيا وضعتها للتهدئة في الاراضي الفلسطينية، لكنه قال ان بلاده ستقدم العون للفلسطينيين بعد الانسحاب، بما في ذلك النظر في نشر مراقبين بريطانيين على المدى البعيد، شرط موافقة الجانبين. ووصف المفوض الفلسطيني في المملكة المتحدة عفيف صافية زيارة قريع بأنها "ناجحة جداً"، مشيراً إلى أنه "بسبب حصار الرئيس ياسر عرفات لم يحدث لقاء على مستوى بلير وأركان الدولة وقيادة المعارضة في المجتمع البريطاني منذ ثلاث سنوات". واضاف ان الزيارة سمحت بتحضير لقاءات على اعلى المستويات وشملت كل الوان الطيف السياسي في بريطانيا. وأوضح صافية في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان المناقشات كانت "معمقة ومكثفة وتمكنا من اعطائهم وصفا للواقع الفلسطيني وتصورنا لسبل تحريك مسيرة السلام بصيغة لها صدقية". واضاف ان المسؤولين البريطانيين "نقلوا الينا ما قيل لهم اسرائيليا عن نيات رئيس الوزراء ارييل شارون في مبادرته للانسحاب من غزة، وابو علاء شرح لهم الموقف الفلسطيني، وهو اننا نتوقع التنسيق مع الطرف الفلسطيني الرسمي، وشمولية الانسحاب من المستوطنات، والسيطرة الفلسطينية على الحدود مع مصر، والاتفاق على الممر الآمن بين الضفة وقطاع غزة في فترة انسحابهم وليس في فترة لاحقة، وضمانات دولية بعدم نقل المستوطنين من القطاع الى الضفة، وضرورة وقف الجدار".