رحب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على نحو حذر أمس بالانسحاب الاسرائيلي المقترح من غزة، إلا أنه شدد على أن من المهم معرفة الشروط الأمنية وغيرها التي سيتم بموجبها هذا الانسحاب. وقال سترو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم عقب محادثاتهما في وزارة الخارجية في لندن ان بريطانيا ترحب بأي انهاء للاحتلال الاسرائيلي، ولكنه أوضح أهمية عدم انتقال المستوطنين من غزة الى الضفة الغربية وانما الى اسرائيل نفسها. وذكر سترو ان محادثاته مع شالوم تركزت على اقتراحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للانسحاب من غزة وغيرها من الاقتراحات الاسرائيلية كما قال. وشدد على ما سماه بالتزام اسرائيل تنفيذ "خريطة الطريق". ورداً على سؤال قال شالوم انه شرح الخيارات الأربعة المتعلقة بانسحاب اسرائيل من قطاع غزة ومن بينها ما جاء في تقرير صحافي أمس حول امكان انسحاب كل المستوطنين والجنود الاسرائيليين من هناك باعتبار ذلك أحد الخيارات المطروحة. وكشف شالوم النقاب عن أن شارون سيشرح أولا للرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارته المقررة لواشنطن نهاية الشهر الجاري موضوع الانسحاب من غزة موضحاً ان اسرائيل تريد دعم الأميركيين والمجتمع الدولي في هذا الشأن. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي ان شارون سيعرض بعد عودته من واشنطن على حكومته الاقتراحات الخاصة بالانسحاب الاسرائيلي من غزة لكي يحصل على دعمها في هذا الشأن. وتوقع شالوم، رداً على سؤال آخر، عقد اجتماع خلال الشهر الجاري بين شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، وحاول توجيه اللوم الى الجانب الفلسطيني بالنسبة إلى عدم انعقاد اللقاء، مشيراً الى ضرورة تنفيذ الفلسطينيين التزاماتهم الواردة في "خريطة الطريق" حول تفكيك البنية التحتية ل"الارهاب". ورداً على سؤال آخر قال سترو ان دول الاتحاد الأوروبي ترى ضرورة تنفيذ "خريطة الطريق"، موضحاً ان الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا "لم تعط حتى الآن ردها النهائي على اقتراحات شارون الى أن تصبح الأمور أكثر وضوحاً". ودان سترو بشدة الهجمات التي نفذت أمس في كربلاء وباكستان قائلاً انها جاءت في اليوم التالي للاخبار الطيبة المتعلقة بالموافقة على الدستور الموقت تمهيداً لانتقال السيادة الى الشعب العراقي في أول تموز يوليو المقبل. وتحدث كل من شالوم وسترو عن ضرورة انهاء "الارهاب الفلسطيني" بينما قال وزير الخارجية الاسرائيلي انه حض نظيره البريطاني على زيادة الضغوط على ايران في ما يتصل ببرنامجها النووي، خصوصاً بعد هزيمة الاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتوجه شالوم وسترو بعد ذلك الى عشرة دونينغ ستريت لعقد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للبحث في بقية القضايا المتعلقة بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي والدور البريطاني والأوروبي في هذا الشأن.