سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتبر ازالة "التهديد العراقي" بداية فرج لن يكتمل قبل ازالة أخطار ايران وليبيا والسعودية . شارون يرهن انهاء الصراع بالتنازل عن حق العودة ويبدي استعدادا ل"تنازلات مؤلمة" تشمل التخلي عن أراض
اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون "ازالة التهديد العراقي" بداية فرج لن يكتمل قبل "ازالة" الأخطار الأخرى المتربصة باسرائيل من إيران وليبيا والمملكة العربية السعودية، مضيفاً ان انهيار النظام العراقي أحدث هزة في الشرق الأوسط تحمل في طياتها فرصاً لحصول تغييرات كبيرة ولإقامة علاقات مغايرة بين اسرائيل والدول العربية ومع الفلسطينيين "شرط ان يتخذ الفلسطينيون قراراً استراتيجياً بمكافحة الارهاب". وقال ان اسرائيل لن تتجاهل هذه الفرص بل ستسعى الى درسها بعمق. ورأى شارون في حديث مطول أجرته معه صحيفة "هآرتس" ان ثمة مسائل أخرى ينبغي معالجتها بعد الانتهاء من الحرب على العراق تتمثل بجهود ايران للحصول على أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية وجهود كبيرة تبذلها ليبيا في مجال التسلح النووي "وهذه تطورات خطيرة وجدية". كما زعم ان "السعودية تقدم دعماً للتنظيمات الارهابية الفلسطينية هنا". واستبعد ان تواصل الولاياتالمتحدة حملتها العسكرية الحالية لتطاول هذه الدول "حتى لدولة عظمى توجد تقييدات وحدود". وقال شارون ان السلام قد يتحقق في الأفق المنظور وأسرع مما يظن البعض "لكن الأمر منوط أولاً وقبل كل شيء بالعرب"، ويستوجب بزوغ قيادة فلسطينية مختلفة ونضالاً ضد الارهاب وسلسلة من الاصلاحات ووقف التحريض وحل كل تنظيمات "الارهاب"، مضيفاً ان رئيس الوزراء الفلسطيني المعين محمود عباس أبو مازن ادرك انه من غير الممكن إخضاع اسرائيل بواسطة الارهاب. وقال انه في اللحظة التي ستقوم فيها الحكومة الفلسطينية فإنه ينوي بدء العمل معها وأنه لن ينتظر أي مكالمة هاتفية في سبيل ذلك. وتابع انه لن يتنازل في كل ما يتعلق بأمن اسرائيل وأن الدولة العبرية وحدها ستقرر في نهاية الأمر ما يشكل خطراً عليها وما لا يعتبر خطراً، ليضيف ترتيلته المعهودة عن استعداده لتقديم تنازلات مؤلمة "لكل يهودي ومؤلمة لي شخصياً" وتشمل الانفصال عن أماكن "مرتبطة بوقائع تاريخنا كافة". ورفض الافصاح عن هوية هذه الأماكن، معتبراً "فلسطين التاريخية" مهد ولادة الشعب اليهودي، "فتاريخنا مرتبط ببيت لحم وشيلا وبيت ايل وأنا أدرك اننا سنضطر الى التخلي عن بعض هذه المناطق، لكنني عاقد العزم على بذل كل جهد مستطاع للتوصل الى تسوية". ورفض شارون الرد المباشر على السؤال اذا كان مستعداً لإخلاء المستوطنات النائية، مكرراً القول انه مستعد لاتخاذ خطوات مؤلمة في مقابل سلام حقيقي وليس وعوداً بتحقيق السلام. ورداً على سؤال هل يقبل بفكرة دولتين لشعبين، قال شارون: "اعتقد ان هذا ما ينبغي أن يحصل. يجب رؤية الأمور بصورة واقعية. في نهاية المطاف ستقوم دولة فلسطينية". وأضاف انه لا يعتقد بأنه يتعين على اسرائيل السيطرة على شعب آخر وادارة شؤونه الحياتية "ولا اعتقد ان لدينا القوة لذلك. انه عبء ثقيل جداً علينا فضلا عن الاشكالات الأخلاقية والمشاكل الاقتصادية شديدة الوطأة". ويتباهى شارون بما يصفه نجاحه في "فضح" طبيعة السلطة الفلسطينية ومن يقف على رأسها "وجعلناه غير ذي صلة". اختبار التنفيذ وعن "التحفظات" الاسرائيلية حيال "خريطة الطريق"، قال شارون ان هذه الخطة الدولية ستكون مقبولة اليه إذا تطابقت ورؤية الرئيس جورج بوش كما عرضها في خطابه في حزيران يونيو الماضي، مضيفاً انه انجز تفاهماً مع الولاياتالمتحدة يقضي بعدم الانتقال من مرحلة الى أخرى، كما تنص الخريطة، قبل إتمام المرحلة السابقة، وان ما سيقرر الانتقال الى المرحلة التالية "اختبار التنفيذ" وليس الجدول الزمني. وقال ان التحفظ الثالث يتعلق بمسألة حق عودة اللاجئين الفلسطينيين "وإذا كان الفلسطينيون راغبين حقاً في التوصل الى نهاية النزاع ينبغي ان يكون هناك اعتراف فلسطيني بحق الشعب اليهودي في وطنه وحقه في اقامة دولة مستقلة على ترابه الوطني وهذا من ناحيتي شرط لما يسمى نهاية النزاع". وأعلن شارون رفضه طرح مسألة النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة واعتبرها حساسة لا ينبغي الانشغال بها الآن وستطرح للنقاش في المرحلة النهائية من المفاوضات. ونفى شارون ان يكون يخشى ضغطاً أميركياً، مشيداً بالعلاقات الوطيدة بين واشنطن وتل أبيب التي وصلت الى مستوى لم تعهده من قبل "ومن غير الممكن زحزحة اسرائيل في المسائل المبدئية والحيوية لوجودها". تحول حقيقي أم مناورة؟ وتباينت ردود الفعل في الأوساط السياسية على تصريحات شارون هذه وبينما اعتبرها اليمين المتطرف "تحولاً حقيقياً في معتقدات شارون" "رأى فيها اليسار محاولة مكشوفة من شارون لاستمالة الرئيس الأميركي والتظاهر بالاعتدال "انها مجرد ستار دخاني ومناورة خادعة". اما زعيم حزب الوسط شينوي وزير العدل يوسف لبيد فسارع الى الترحيب ب"المواقف العقلانية" لرئيس حكومته ووعده بدعم وزراء "شينوي" له ودعا حزب "العمل" الى الانضمام الى الحكومة لتشكيل "جبهة واحدة" تقود الى عملية سياسية مع الفلسطينيين والدول العربية. ابو ردينة يطالبه بالتنفيذ وفي غزة أ ف ب، اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات امس ان "المطلوب من شارون ان يعلن موافقتة على خريطة الطريق وان يبدأ بتنفيذها وذلك بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية"، مضيفا ان "اي تعديلات على الخطة مرفوضة لاننا ابلغنا من اللجنة الرباعية وتحديدا من الولاياتالمتحدة انه لن يكون اي تعديل على خريطة الطريق". واضاف: "المطلوب هو الالتزام والتنفيذ لخريطة الطريق وغير مطلوب على الاطلاق اي تعديلات او تغيرات، كذلك المطلوب من شارون ان يتوقف عن اضاعة الوقت وان يتوقف عن الاستمرار بعدوانه على الشعب الفلسطيني من اجل تنفيذ خريطة الطريق". وتابع ان "اي افكار خارجة عن خريطة الطريق مرفوضة ولا بد ان تبذل الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الجهود الكفيلة لاجبار اسرائيل على تنفيذها"، معتبرا ان "هذا هو الامتحان الحقيقي امام اللجنة الرباعية لاظهار مصداقية المجتمع الدولي". وعن تصريحات وزير خارجية فرنسا دومينيك دو فيلبان، قال ابو ردينة: "اننا نرحب بفكرة مؤتمر دولي للسلام الذى يعيد للشرعية الدولية مكانتها، حيث تحاول اسرائيل التهرب والخروج عن هذه الشرعية الدولية". وكان دو فيلبان اقترح في القاهرة خطة من خمس مراحل للتوصل الى "سلام الشجعان"، مستقاة من "خريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية.