طالبت السلطة الفلسطينية اللجنة الرباعية الدولية بموقف واضح وصريح من تشبث رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بمواقفه المتعارضة مع خطة "خريطة الطريق" لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي على أساس اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة خالية من المستوطنات اليهودية. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في تصريح الى "الحياة" ان ما قاله شارون لزعيم حزب "العمل" المعارض خلال اجتماعهما أول من أمس عن "رؤيته" للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين "ينسف أسس خريطة الطريق الأميركية، ويؤكد ان شارون يواصل محاولاته تخريب أي مبادرة. وسبق له أن احتقر اللجنة الرباعية عندما وصفها بأنها لا شيء". وأوضح أبو ردينة ان هذه التصريحات تؤكد ان شارون "لا يريد السلام". وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان شارون عرض على زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي عمرام متسناع خلال لقائهما للتشاور لتشكيل حكومة وحدة، "خطة الكانتونات" للضفة الغربية وإبقاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة في اطار ما يسميه "دولة فلسطينية" تربط الجسور والطرق بين اجزائها المقسمة. وذكرت المصادر ذاتها ان شارون قال ان رؤيته للتسوية تستند الى تقسيم الضفة الغربية الى سبعة كانتونات منفصلة عن بعضها، وتربط بينها جسور وطرق تشكل في النهاية "الدولة الفلسطينية". وتحدث شارون باسهاب عن "أهمية مدينة الخليل التاريخية للشعب اليهودي". اما في ما يتعلق بقطاع غزة، فذكرت المصادر ذاتها ان شارون جدد تمسكه بإبقاء الاستيطان اليهودي فيها معتبراً أن المستوطنات تشكل "أهمية استراتيجية لأمن اسرائيل ولمواصلة الاشراف على ميناء غزة". وعبر متسناع عن مشاعر "الصدمة" و"القلق الكبير" إزاء أقوال شارون خلال لقائه قادة حزب العمل الذي يتزعمه مشيراً الى أن ما استمع اليه من شارون يؤكد أن الأخير لن يجد له شريكاً يوافقه على رؤيته هذه في الجانب الفلسطيني ويؤكد ان شارون "يضلل الرأي العام الاسرائيلي عندما يتحدث عن استعداده لتقديم تنازلات مؤلمة للتوصل الى سلام مع الفلسطينيين ورغبته في اقامة حكومة وحدة وطنية". وجاءت تصريحات شارون فيما وافقت الادارة الاميركية على ارجاء الاعلان رسمياً عن تفاصيل "خريطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية التي تضم بالاضافة الى الولاياتالمتحدة الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة الى ما بعد انتهاء شارون من تشكيل حكومته الجديدة أي بعد ستة أسابيع على الأقل. الى ذلك نفى أبو ردينة ما قاله شارون في اللقاء نفسه في شأن اتصالات اجراها مع مسؤولين فلسطينيين مثل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ووزير المالية سلام فياض في مزرعته. وقال ابو ردينة انه لم تجر أي اتصالات بين مسؤولين فلسطينيين وشارون في الفترة الأخيرة، وان أي اتصال يجري يتم فقط بموافقة الرئيس ياسر عرفات الا ان ذلك لم يحدث منذ فترة طويلة. وأضاف: "نحن لسنا ضد الاتصالات. فليعودوا الى طاولة المفاوضات من دون شروط". ونسبت الصحيفة الى شارون قوله ان هناك "قادة فلسطينيين يكرّسون وعرفات في طريقه الى المغادرة". ووصف اللقاء المزعوم مع أبو مازن بأنه "لقاء تاريخي". واعتبر أبو ردينة ان تصريحات شارون ترمي الى "الايحاء بوجود اتصالات فلسطينية - اسرائيلية في اطار تضليل الرأي العام الاسرائيلي والمجتمع الدولي".