قالت مصادر صحافية إسرائيلية مطلعة إن المؤتمر الذي دعا رئيس الحكومة البريطانية توني بلير إلى عقده في لندن الشهر المقبل حول النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، سيكرس لتعجيل الاصلاحات في السلطة الفلسطينية بهدف التمهيد لإعادة تحريك عجلة المفاوضات السلمية. من جهة أخرى نقلت المصادر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون عدم اكتراثه بالتحذير الذي نقله إليه السناتور الأميركي الديموقراطي جوزيف ليبرمان من أن الإدارة الأميركية ستمارس ضغوطاً جدية على تل أبيب، غداة الانتهاء من الحرب المتوقعة على العراق، لوقف نشاطها الاستيطاني في الضفة الغربية. كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أمس أن بلير بعث برسالة إلى شارون عرض فيها برنامج المؤتمر الذي دعا إلى عقده في العاصمة البريطانية في الثاني عشر من كانون الثاني يناير المقبل، وأنه أبلغه أنه سيتناول أساساً التغييرات المطلوب ادخالها على السلطة الفلسطينية ودستورها وإدارة أموالها واقتصادها، فضلاً عن مناقشة قضية "الأمن"، وأنه أعرب عن أمله بأن يحقق المؤتمر بعض التقدم. وأفادت الصحيفة ان وفوداً عن السلطة الفلسطينية ومصر والأردن والسعودية وممثلي الرباعية الدولية ستشارك في المؤتمر الذي سيرأسه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ويشارك فيه بلير نفسه. وأضافت ان بريطانيا توجهت رسمياً بطلب إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لتعيين ممثلي السلطة في المؤتمر، إضافة إلى الدعوات المباشرة التي سلمتها لوزيري المال والتخطيط الدولي سلام فياض ونبيل شعث. وتابعت الصحيفة ان شارون ووزير خارجيته بنيامين نتانياهو نقلا إلى الحكومة البريطانية استياءهما من توجهها مباشرة إلى الرئيس الفلسطيني. ونقلت عن مصادر بريطانية قولها إن بريطانيا التزمت عدم تحويل المؤتمر إلى "منصة تنديد بإسرائيل"، وان بلير لن يسمح بذلك. وزادت أن بلير دعا إلى هذا المؤتمر نظراً لخيبة أمله من الأوضاع في الشرق الأوسط والجمود السياسي الحاصل جراء عدم النشاط الأميركي في هذا الاتجاه. وختمت بالتشديد على أن المؤتمر سيكرس للضغط على الفلسطينيين لتنفيذ المطلوب منهم في "خريطة الطريق"، أي الإصلاحات السلطوية. ليبرمان يحذر إسرائيل من "اليوم التالي" ونقلت "هآرتس" أيضاً بعض ما تناوله لقاء شارون مع السناتور الأميركي اليهودي جوزيف ليبرمان الذي يزور الدولة العبرية، وكتبت أنه نقل لمضيفه تحذيراً من "أن يتغير التوجه لدى الإدارة الأميركية والكونغرس" من مسألة الاستيطان، غداة انتهاء الحرب على العراق، وان الإدارة الأميركية قد تسعى لتطبيق هذا التوجه القائل بوجوب وقف النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وأشار ليبرمان إلى أن ثمة حركة احتجاج ضد الاستيطان تشهدها الولاياتالمتحدة، خصوصاً في جامعاتها، وانها قد تتنامى بعد الحرب على العراق "على رغم التأييد غير المسبوق لإسرائيل في أوساط الإدارة والكونغرس ومجلس الشيوخ على خلفية الحرب على الإرهاب". وتابعت الصحيفة ان شارون رد على ضيفه، المرشح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي في انتخابات العام 2000، بتأكيد ما وصفه "حق اليهود في الاستيطان على أراضٍ تابعة للدولة هي مهد الشعب اليهودي"، وان الاستيطان جزء من النظرة الأمنية الإسرائيلية، ليضيف ترتيلته المعهودة بأنه على استعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة" في مقابل تحقيق السلام "لكن من دون التنازل عن أمن إسرائيل ومواطنيها". وأبلغ شارون السناتور الأميركي رفضه بحث مصير المستوطنات قبل الولوج في مفاوضات الحل الدائم، معتبراً أن اخلاء أي مستوطنة أو أي انسحاب أحادي الجانب "سيبث للطرف الثاني ضعفاً إسرائيلياً ولن يوقف الإرهاب". وقللت الوزيرة تسيبي ليفني من حديث ليبرمان عن "اليوم التالي"، وقالت لإذاعة الجيش إن البحث في مسألة الاستيطان لن يتم في المراحل الأولى من المفاوضات، وان إسرائيل ترفض تقديم هذا البحث على سائر المسائل، وبخاصة المتعلقة بتنفيذ الجانب الفلسطيني المطلوب منه.