أوشكت المحادثات بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان"، التي تحمل السلاح في غرب البلاد الجارية، في مدينة أبشي التشادية منذ ستة أيام، على الانهيار إثر رفض الخرطوم مطالبة "الحركة" برقابة دولية وتحفظ الحركة على اقتراحات تشادية. وفي غضون ذلك، اتهمت "الحركة" الحكومة باستئناف قصف مواقع يسيطر عليها المتمردون. وقال نائب رئيس وفد "الحركة" إلى المحادثات عثمان البشرى إن حركته أبلغت الوسيط التشادي تحفظاتها على اقتراحات حكومته، واعتبرت الاقتراحات سابقة لأوانها ولا تصلح أساساً للتفاوض. وكشف أن الاقتراحات التشادية تمثل مشروعاً للحل النهائي يشتمل شقين سياسي وتنموي "لكنه مبهم"، موضحاً أن المشروع "أوجد حلولاً من خلال التجربة التشادية من النزاعات المحلية وفيه بعض الجوانب الجيدة مثل نزع أسلحة الميليشيات غير النظامية واقتسام السلطة والثروة". وأشار إلى أن المشروع "سابق لأوانه لأنه يفترض أن يناقش في ملاحق الاتفاق والتي لم تعط الحكومة حسن النية لمناقشتها". وجدد البشرى تمسك حركته بمطالبها الأربعة التي تشمل إقرار بروتوكول لحماية المدنيين، وآخر يسمح بتمرير الاغاثة إلى مناطق الحركة، وايجاد رقابة دولية لمحادثات أبشي وتجريد الميليشيات العسكرية المتحالفة مع الحكومة من أسلحتها. وانتقد المشروع التشادي وقال إنه لم يراع جوانب مهمة أبرزها عدم التزام الخرطوم بنود الاتفاق السابق، خصوصاً ما يتعلق بالقوات غير النظامية والسيطرة عليها واستغلال الحكومة وقف النار وتوجيه الميليشيات المتحالفة معها لمهاجمة القرى، مما أدى إلى قتل المواطنين وترويعهم وتشريدهم. واتهم الخرطوم بانتهاج سياسة الأرض المحروقة. وقال الناطق باسم وفد الحركة إبراهيم حسن إبراهيم في اتصال هاتفي مع مراسل "الحياة" في أسمرا إن الجيش السوداني شن هجمات جوية مكثفة على منطقة عدّ الخيل في شمال دارفور. واعتبر ان الهجوم أثناء المفاوضات "يؤكد سوء النيات وعدم استعداد النظام للسلام، ويمثل استئنافاً للحرب ويهدد بانهيار اتفاق وقف النار". ورأى أن الهجوم سيجعل حركته "أكثر تشدداً في المطالبة بنشر مراقبين دوليين". على صعيد آخر، أعلن تنظيم "مؤتمر البجا" المعارض الناشط في شرق السودان ان عناصر من التنظيم تسللت إلى مدينة بورتسودان وقطعت الألياق الضوئية الخاصة بالاتصالات الدولية في إطار تصعيد للمواجهة مع الدولة. وأفاد ان عناصره انسحبوا بعد نجاحهم في مهمتهم.