بدأت في مدينة ابشي التشادية محادثات بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان" لتحويل اتفاق وقف النار الذي وقّعه الطرفان في ايلول سبتمبر الماضي برعاية تشاد، الى اتفاق سلام. ورأس الجانب الحكومي مدير جهاز الاستخبارات اللواء عبدالكريم عبدالله وقاد وفد الحركة عبدالله حسب الله دومي. وطالب دومي بآلية لحماية المدنيين في دارفور، ورقابة دولية لتنفيذ اتفاق ابشي، وابرام بروتوكول يسمح بوصول الاغاثة الى المناطق التي تسيطر عليها حركته في ولايات دارفور المتاخمة للحدود مع ليبيا وافريقيا الوسطى وتشاد. وعلم ان الحركة تحمل مطالب تدعو الى اشراكها في الحكومة الاتحادية وحكومات ولايات دارفور الثلاث وانشاء مفوضية للتنمية في المنطقة، ورصف الطريق الذي يربط شمال البلاد خلال عامين واستيعاب كوادرها العسكرية في وظائف قيادية في الجيش واجهزة الامن في مقابل اقرار اتفاق ينهي الحرب في المنطقة. وتعهد اللواء عبدالله بمواصلة الجهود لانقاذ الاتفاق، واكد التزام الحكومة بسط الامن والاستقرار وتنفيذ كل الملاحق التابعة للاتفاق. الى ذلك تعهد مدير برنامج المعونة الاميركية اندرو ناتسيوس الذي انهى امس زيارة لدارفور استمرت يومين توفير المساعدات الانسانية الى نحو 400 الف نازح من ولايات المنطقة بسبب المواجهات المسلحة. وطالب السلطات توفير الامن والحماية لقوافل المساعدات بعد مقتل تسعة موظفين اخيراً. في موازاة ذلك، حمل نواب شرق السودان الحكومة مسؤولية غياب الامن، اثر سيطرة فصيل معارض على الطريق الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان على البحر الاحمر لساعات. وحذّروا من خطر المجاعة التي تهدد 14 ألفاً في مدينة همشكوريب التي تسيطر عليها المعارضة. وقال رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الشرق علي يوسف عمارة "ان مواطني المدينة التي تسيطر عليها المعارضة بدعم اريتري منذ اكثر من عامين في وضع سيئ بسبب انعدام الغذاء والكساء بعد توقف المنظمات الانسانية". ووجهت الهيئة سؤالاً عاجلاً الى وزير الداخلية اللواء عبدالرحمن محمد حسين يتعلق بحجم المساعدات الخارجية لضحايا السيول التي اجتاحت مدينة كسلا القريبة من الحدود الاريترية. الى ذلك اعترف حاكم ولاية البحر الاحمر اللواء حاتم الوسيلة بهجوم فصيل البجا المعارض الذي ينطلق من الاراضي الاريترية على مواقع في ولايته. وقال امام المجلس التشريعي لولايته "ان قوة من الجيش والشرطة تصدت للمهاجمين وقامت في اليومين الماضيين بعمليات تمشيط في كل المناطق الحدودية مؤكداً هدوء الاوضاع الامنية".