منعت السلطات السودانية اعضاء قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في الداخل من السفر الى أسمرا للمشاركة في الاجتماع الذي يبدأ في 26 الشهر الجاري. ووصل الى العاصمة الاريترية أمس زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لحضور الإجتماعات قبل توجهه الى الولاياتالمتحدة وأوروبا في اطار تحرك يهدف الى البحث في مشاريع السلام في السودان. في غضون ذلك، اعتبر قيادي بارز في تنظيم معارض ينتمي الى قبائل البجا في شرق السودان، أن لا مانع لدى حركته من تطبيق نظام مماثل للذي يفرضه إتفاق وقف النار في جبال النوبة. وقال الناطق باسم سكرتاريا "التجمع" في الداخل علي السيد ل "الحياة" أمس، إن اعضاء الوفد تقدموا بأكثر من طلب الى وزارة الداخلية للحصول على تأشيرات خروج الى أريتريا كان آخرها أول من أمس، لكنها قوبلت كلها بالرفض. وكان وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين أعلن أن السلطات لن تسمح بسفر هؤلاء الى أسمرا لأنهم جزء من معارضة ذات جناحين عسكري ومدني. واشترط تخلي "التجمع" عن العمل العسكري ونبذ العنف والتزام الحل السلمي. وسعت مصر وليبيا الى معالجة الموضوع الا ان الخرطوم بقيت متمسكة بموقفها. وبدأت المعارضة استعدادها لعقد اجتماع "التجمع" الذي يأتي في وقت يعتبر منعطفا سياسيا مهما بعد دخول الولاياتالمتحدة على خط احلال السلام في السودان واشرافها على اتفاق جبال النوبة الذي يشمل مراقبة دولية لوقف النار. وقالت مصادر في المعارضة أن قيادتها ستعقد الاجتماع في 26 الشهر بدل 23 منه كما كان مقررا. ويعيش "التجمع" مرحلة حرجة منذ خروج حزب الامة المعارض منه وعودة قياداته الى السودان. ويصل رئيسه السيد محمد عثمان الميرغني الى اسمرا السبت للمشاركة في الاجتماعات. وينتظر أن يحدد جدول أعمال الاجتماع في لقاء يعقد الاسبوع المقبل. من جهة أخرى، قال مسؤول العلاقات الخارجية في تنظيم "البجا" مسؤول العمل الانساني في "التجمع" عبدالله محمد أحمد كنّه أن "الاوضاع في شرق السودان تستدعي ايفاد بعثة دولية لتقصي الحقائق". وأوضح أنه سيعرض اقتراحه على اجتماع المعارضة "للعمل مع حلفائنا لتفادي كارثة انسانية محدقة تهدد الوجود البشري في مناطق البجا".