أعادت دمشق تصعيد لهجتها تجاه زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال طالباني، الرئيس الحالي لمجلس الحكم الانتقالي العراقي، بعد تكراره في حديث نشرته "الحياة" امس "اتهامات تسيء الى سورية حكومة وشعبا" وانضمامه الى "دعوات مشبوهة ومغرضة" في هذه الفترة. وقال بيان رسمي صدر عن "مصدر مسؤول" تلقاه مكتب "الحياة" في دمشق ان طالباني "كرر في حديثه توجيه الاتهام الى سورية، متجاهلا نفيا رسميا صدر في السابع من الشهر الجاري" لان يكون وزير الخارجية فاروق الشرع "صرح بأن المستفيدين الوحيدين من سقوط النظام السابق هم اميركا واسرائيل والاكراد". وفي سعي لضبط التصعيد مع طالباني وتوضيح تصريحات وزير الخارجية السوري عشية زيارة طالباني المرتقبة الى دمشق، اكد المصدر الرسمي الخميس الماضي "ان الشرع لا يمكن ان يطلق مثل هذا الاتهام بحق الاكراد الذين هم جزء من الشعب العراقي وجزء من الامة الاسلامية". لكن طالباني عاد وكرر امس فهمه لتصريحات الوزير السوري، اذ قال: "حدث في الفترة الاخيرة نوع من سوء الفهم، أتى من جانب الاستاذ فاروق الشرع الذي بدا كأنه متألم لسقوط النظام الديتاتوري، فقال ان سقوط النظام أفاد فقط اسرائيل والاكراد واميركا، وحشر الاكراد بين اسرائيل واميركا". واوضح المصدر ان "تجاهل طالباني النفي وإصراره على اتهام عار عن الصحة هما محاولة لتشويه السياسة الخارجية السورية والاساءة الى سورية حكومة وشعبا. وهذا أمر له دعاته المشبوهون والمغرضون لا سيما في الوقت الحاضر. ومن المؤسف ان ينضم السيد طالباني اليهم". وفي ضوء هذا التصعيد، طرحت تساؤلات حول مصير الدعوة الرسمية التي كان نائب الرئيس عبدالحليم خدام وجهها الاسبوع الماضي الى طالباني بصفته رئيسا لمجلس الحكم الانتقالي. وكانت مصادر عراقية ابلغت "الحياة" اول من امس ان زعيم الاتحاد الوطني سيزور سورية على رأس وفد من المجلس يضم تسعة اعضاء في اطار جولة تشمل ايضا ايران وتركيا اعتبارا من 19 الجاري، وان الامين العام ل"الحزب الاسلامي العراقي" محسن عبدالحميد "سمع تجديداً" للدعوة خلال محادثاته مع المسؤولين السوريين.