أعلنت اسرائيل انها لا تقيم أي اعتبار للقرار الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليل الثلثاء - الاربعاء ويطالبها بوقف بناء الجدار الفاصل في عمق الضفة الغربية وهدم الاجزاء التي شيدت منه. وتحدّت اسرائيل الهيئة الدولية بإعلانها انها ستمضي قدما في بناء الاجزاء المتبقية منه على طول نحو ثلاثمئة كيلومتر. ورحبت السلطة الفلسطينية من جانبها بقرار الجمعية العامة، فيما حذر مستشار الامن القومي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العميد جبريل الرجوب امس من تصاعد الكره والعنف اذا استمرت اسرائيل ببناء الجدار الفاصل. نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤولين كبار انهم "لم يتأثروا او ينفعلوا" من الرسالة الصارمة التي وجهتها الجمعية العامة للدولة العبرية وان لا نيّة بوقف بناء الجدار الفاصل، مضيفين ان قرار الجمعية العامة الاخير "يندرج في سلسلة طويلة من قرارات الاممالمتحدة المناوئة لإسرائيل". وقال وزير الخارجية سلفان شالوم في حديث الى الاذاعة، من برلين التي يزورها، ان مسار "الجدار امني وليس سياسياً" وان اسرائيل تقوم بما يلزم "لمنع تسللل مخرّبين لتنفيذ عمليات انتحارية ضدنا". وقال انه سيوضح لنظيره الالماني يوشكا فيشر والمستشار غيرهارد شرودر ان احتمالات استئناف العملية السلمية لن تتحقق من دون اقامة الجدار الفاصل! وكرر الموقف ذاته نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت وقال في حديث اذاعي ان اسرائيل ستتحدى ما تحاول الجمعية العامة ان تمليه عليها "وهي هيئة تناصبنا العداء ولا تتفهّم احتياجاتنا وتتحرك دوماً ضد اسرائيل". وهاجم الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف الهيئة الدولية بشدة زاعماً ان الجمعية العامة خرقت القانون الدولي بتبنيها القرار الاخير "وهي التي تدرك ان الجدار جاء ليدافع عن امن الاسرائيليين" ودعا الحكومة الى مواصلة بناء الجدار بل تسريعه بصفته "مشروعاً وطنياً من الدرجة الاولى". من ناحيته، قال المندوب الاسرائيلي لدى الاممالمتحدة دان غيلرمان لاذاعة الجيش ان القرار "مهزلة" فيه رياء من جانب معظم دول العالم التي تندد بوسائل الحماية التي توفرها اسرائيل لمواطنيها وتتجاهل "الارهاب والقتل" اللذين تواجههما. ولفتت الاذاعة الى نجاح الجهود الديبلوماسية الاسرائيلية في ثني المندوب الفلسطيني لدى الجمعية العامة ناصر القدوة عن التقدم بمشروع قرار ثان بتحويل البت في قانونية الجدار الى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وقالت ان اوروبا ودولاً عربية مارست نفوذها على الفلسطينيين ليعدلوا عن تقديم المشروع الذي اعتبره ديبلوماسيون اسرائيليون "خطيراً للغاية". التصويت في الجمعية العامة وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة ا ف ب تبنت ليل الثلثاء - الاربعاء قرارا يطلب من اسرائيل "وقف" البناء في "الجدار الامني" في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وحصل القرار على موافقة 144 دولة واعترضت عليع اربع دول هي الولاياتالمتحدة واسرائيل وماكرونيزيا وجزر مارشال وامتنعت 12 دولة عن التصويت. وجاء القرار بعد التوصل الى تسوية قدمها الاتحاد الاوروبي تطلب ايضا من الطرفين "الوفاء بما التزماً به في خريطة الطريق". ويطلب القرار من السلطة الفلسطينية بذل "جهود ملموسة على الارض" لوقف "العمليات العنيفة" ويطلب من اسرائيل "عدم القيام بأي عمل مثل عمليات الابعاد وضرب المدنيين والقيام بإعدامات عرفية". وتطلب الفقرة الاولى في النص "من اسرائيل وقف والغاء بناء الجدار في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك حول القدس الذي ينحرف عن خط الهدنة عام 1949 ويتعارض مع بنود القانون الدولي ذات الصلة". وزعم مندوب اسرائيل لدى الاممالمتحدة دان غيلرمان ان "تبني هذا القرار يضر بالاممالمتحدة وبعملية السلام". واضاف: "ما دامت الغالبية تتبع مثل هذا التقليد فيجب ان لا يفاجأ احد بأن يتطلع ضحايا الارهابيين الى مكان آخر لحمايتهم". ورحبت السلطة الفلسطينية امس أ ف ب، رويترز بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة وقال الوزير في حكومة الطوارىء الفلسطينية صائب عريقات: "نرحب بقرار الجمعية العامة. انه قرار مهم جداً في المضمون السياسي والقانوني والاخلاقي ومضمون رفض الاحتلال الاسرائيلي ورفض سياسة فرض الحقائق على الارض من المستوطنات والجدران". واضاف: "نحن نأمل ان يشكل قرار الجمعية العامة رسالة لكل الاطراف المعنية بأن السلام لا يمكن ان يتم ويأتي الا من خلال الشرعية الدولية ومن خلال تنفيذ قرارات ذات العلاقة وعلى رأسها الانسحاب الى خط حزيران يونيو عام 1976 بما فيه القدس واقامة دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين". واعتبر عريقات ان تصريحات وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي ايهود اولمرت التي اكد فيها ان اسرائيل ستواصل بناء "السياج الامني" في الضفة الغربية "ان دلت عن شيء فإنها تدل على غطرسة القوة وعلى مدى استخفاف اسرائيل عبر السنوات الطويلة بقرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن والشرعية الدولية". وحذر مستشار الامن القومي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات العميد جبريل الرجوب امس من تصاعد الكره والعنف اذا استمرت اسرائيل ببناء الجدار الفاصل. وقال الرجوب ان قرار الجمعية العامة "يعكس رغبة دولية تحظى بغالبية مطلقة ضد العدوان الاسرائيلي". واستخدمت الولاياتالمتحدة في مجلس الامن حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يمنع اسرائيل من مواصلة بناء الجدار في الاراضي الفلسطينية. ويقول مراقبون دوليون ونشطاء سلام اسرائيليون ان بامكان اسرائيل اقامة الجدار على اراضيها لو كانت الدوافع وراء إقامته امنية.