حذر الفلسطينيون من انهيار عملية السلام اذا استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض الفيتو في الاممالمتحدة بما يسمح لاسرائيل بأن تمد سياجها الامني في عمق الضفة الغربية. وقال المبعوث الفلسطيني لدى الاممالمتحدة ناصر القدوة انه اذا أتيح لاسرائيل مواصلة البناء فسيعني هذا انهيار الحل القائم على اساس اقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية وسيدفع باتجاه حل اكثر راديكالية او صراع دائم. وأضاف انه يتعين النظر بجدية في هذا الامر. وكان القدوة طلب الثلثاء ان يصوت مجلس الامن على مشروع قرار يهدف الى منع اسرائيل من مواصلة بناء "الجدار الفاصل" على اراض فلسطينية ويدين خطط بناء اكثر من 600 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات. وبعد محادثات مغلقة في شأن الطلب الفلسطيني، قال ديبلوماسيون ان هناك تأييداً عاماً داخل المجلس لإصدار قرار في شأن "الجدار". لكنهم اوضحوا ان من المرجح ادخال تعديلات على المشروع الفلسطيني. وقال السفير الصيني وانغ جوانغيا ان غالبية اعضاء المجلس ترى ان "الجدار الفاصل غير قانوني وتريد ان تقول شيئاً في هذا الصدد". لكن السفير الاميركي جون نغروبونتي المح الى ان واشنطن قد تستخدم "الفيتو" لمنع المشروع. وقال للصحافيين: "لا نعتقد ان القرارات المتحيزة من هذا النوع تخدم اي هدف مفيد على رغم اننا ايضاً نقر بأن لدينا تحفظاتنا تجاه التصرفات الاسرائيلية في ما يتعلق بباء الجدار". وتابع: "نرى انه يتعين على كلا الجانبين تجنب اي تصرفات لتصعيد الموقف. وقلنا اننا لا نعتقد ان بناء هذا الجدار يتماشى مع الرؤية لدولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب في سلام مع جارتها اسرائيل". وقال نغروبونتي ان مشروع القرار يجب ان يدين بالاسم الحركات الفلسطينية التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التي يفجر فيها الفلسطينيون انفسهم وان يدين الهجوم الذي هز حيفا السبت الماضي حتى تؤيده واشنطن. وزاد: "لا أرى ان زملاءنا السوريين يسارعون الى اقتراح مشروعات تتفق مع هذه المعايير". وكان نغروبونتي استخدم اخيرا الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الامن يطالب اسرائيل بالتراجع عن خطط اعلنتها "لابعاد" الرئيس ياسر عرفات. لكن المجموعة العربية في الاممالمتحدة ردت برفع نسخة منقحة نسبياً من المشروع الى الجمعية العامة حيث لا تملك اي دولة حق الفيتو. وتبنت الجمعية القرار بموافقة 133 دولة واعتراض 4 وامتناع 15 عضوا. ومثلت الولاياتالمتحدة واسرائيل نصف الاصوات الرافضة وهو ما جعل واشنطن تشعر بعزلة عن اوروبا وروسيا. ونفى السفير الاسرائيلي دان غيلرمان تلميحات فلسطينية بان الجدار يهدف الى ضم اراض فلسطينية من التي احتلتها اسرائيل خلال حرب 1967 أو حماية المستوطنات. وأشار الى ان اسرائيل ستتجاهل اي قرار يحاول عرقلة بناء الجدار قائلا ان على رأس اولويات حكومته حماية مواطنيها من "المفجرين الانتحاريين المتطرفين المتعصبين المجانين". وتابع ان الفلسطينية التي فجّرت نفسها في حيفا دخلت الى اسرائيل عبر نقطة لم يكتمل فيها بناء الجدار. اسرائيل اتمت حتى الآن بناء 145 كيلومتراً من الجدار.