شكلت احداث سفينة الاسلحة "كارين ايه" التي تصر اسرائيل على انها كانت مرسلة الى السلطة الفلسطينية، نقطة تحول لدى الادارة لاميركية بالنسبة الى نظرتها الى السلطة ورئيسها ياسر عرفات قد تؤدي في الايام المقبلة الى المزيد من التباعد بين الطرفين، وربما وصل الى حد المقاطعة. وبدأت الديبلوماسية الاميركية ارسال اشارات ورسائل الى عدد من الدول العربية وتحديداً مصر تعكس هذا الاتجاه، ما يوحي بأن المناخ في واشنطن لم يعد مواتيا للرئيس الفلسطيني بعدما تأكدت من خلال مصادرها الخاصة "ان السلطة على اتصال بايران و"حزب الله" فيما تقود الولاياتالمتحدة حربا على الارهاب الدولي". وشهد الاسبوع الماضي نقاشات مكثفة داخل الادارة الاميركية في ما يتعلق بسبل التعاطي مع عرفات في ضوء المعطيات الجديدة. وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة على اجواء النقاش ل"الحياة" ان معظم الافكار المطروحة لا يصب في مصلحة السلطة الوطنية. وتابعت ان وزير الخارجية كولن باول لم يتمكن من الدفاع عن وجهة نظر وزارته الى الاستمرار في تبني السلطة الوطنية ومتابعة الاتصال معها، خصوصا بعد مقتل مواطنين اميركيين في الهجمات الاخيرة. وتنظر الادارة الاميركية عن كثب الى علاقة تنظيم "فتح" ب"كتائب شهداء الاقصى" واستئناف حركة "فتح" نشاطها العسكري. وفي حال التأكد من علاقتها بالهجمات الاخيرة او معرفتها بها، فسيكون لذلك تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات بين واشنطنوعرفات. واشارت المصادر الى طي فكرة طرحت الاسبوع الماضي عن خفض مستوى الاتصالات مع عرفات الى مستوى القنصل العام. وتبني هذه الخطوة يعني ذلك توقف باول ونائبه ويليام بيرنز والمبعوث الجنرال المتقاعد انطوني زيني عن الاتصال بعرفات. ومع عودة الكونغرس الى العمل الاسبوع الجاري، يتوقع ان تشتد الحملة على الرئيس الفلسطيني وان تتزايد المطالبة بقطع العلاقات معه. وتقر اوساط وزارة الخارجية انه على رغم وجود شبه اجماع في الادارة بالنسبة الى الموقف من عرفات، فان واشنطن ما زالت تعتقد انه الطرف الوحيد الذي يمكن التعامل معه في الوقت الراهن.