تحاول اسرائيل امتصاص الغضب الاميركي، بعد توبيخ نادر من البيت الابيض لرئيس الوزراء ارييل شارون الذي انتقد الرئيس جورج بوش وشبّهه برئيس الوزراء البريطاني السابق نيفيل تشمبرلين عندما حاول استرضاء هتلر. وحاول شارون التراجع عن موقفه فأصدر مكتبه بياناً جاء فيه انه "طلب ابلاغ تقديره الى الرئيس بوش لقراره الجريء والشجاع بمحاربة الارهاب". وسيزور واشنطن الاسبوع المقبل ثلاثة مسؤولين ممن تربطهم بالادارة الاميركية علاقات جيدة، في محاولة لإزالة الخلاف. ويمثّل هذا تراجعاً عن تصريحات شارون عندما اعلن انه لن يقبل لاسرائيل مصير تشيكوسلوفاكيا التي ضحّت بها القوى الغربية من اجل بناء سلام قصير مع النازية الالمانية وطالب واشنطن بعدم "ارضاء العرب على حسابنا". وفي محاولة لاصلاح الامور، اعرب شارون عن تقديره "للصداقة العميقة والعلاقات الخاصة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل ولا سيما بوش". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان الوقت حان لكي تنحي القوى المتحالفة الخلافات جانباً. ومضى يقول للتلفزيون الاسرائيلي "يجب ان نكون اكبر من التصرحيات ونعود الى الاساسيات… اننا في معسكر واحد ونحارب ونتحرك في الاتجاه نفسه". الى ذلك اكدت صحيفة "هآرتس" امس، عبر موقع الانترنت ان الوزير دان ميردور ورئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي عوزي ديان والسفير السابق في واشنطن زلمان شوفال سيزورون واشنطن هذا الاسبوع في محاولة لحض الادارة الاميركية على رفض انضمام سورية وايران "اللتين تؤويان منظمات ارهابية وتدعمانها" الى التحالف الدولي لمناهضة الارهاب. وافاد المراسل السياسي الوف بن ان وزير الخارجية كولن باول سيلقي في الايام القريبة خطاباً سياسياً يرسم معالم السياسات الاميركية في الشرق الاوسط وتصورها لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، وزاد ان "اوساطاً في الادارة الاميركية ابلغت تل ابيب امس ان موظفي الخارجية ينكبّون الآن على نص الخطاب وان اجزاء منه لن تروق لاسرائيل" اذ سيتضمن الخطاب تأكيد ضمان امن اسرائيل ووقف العنف "لكن سيظهر للفلسطينيين ان ثمة ضوءاً في آخر النفق"، اذ سيتحدث عن ضرورة التوصل الى تسوية دائمة ومن دون ان يخوض في تفاصيل المسائل المتعلقة بهذه التسوية. وما زال من المقرر ان يزور مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بيل بيرنز المنطقة الاسبوع المقبل. كما تم تعيين الجنرال المتقاعد انطوني زيني المستشار الخاص لباول ليكون مستشاراً في قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية. وحسب مصادر الخارجية الاميركية فإن زيني الذي كان قائداً للقوات الاميركية في منطقة الخليج لم يحدد له بعد مهمات خاصة. وتخشى اسرائيل من ان يلعب زيني دوراً في الجهود السلمية بين الفلسطينيين واسرائيل لاعتقادها بأنه اقرب الى العرب.