استدعت الادارة الاميركية مبعوثها الى الشرق الأوسط الجنرال المتقاعد انتوني زيني. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان ان الوزير كولن باول طلب منه العودة الى واشنطن بعد حوالى ثلاثة اسابيع في المنطقة حيث سعى، بلا جدوى، الى التوصل لاتفاق على وقف النار بين الفلسطينيين واسرائيل. وقال المتحدث باسم الوزراء ريتشارد باوتشر ان "باول طلب منه العودة الى واشنطن" للتشاور. وأضاف: "الهدف من المشاورات تقديم تقويم للوضع الى الرئيس جورج بوش وباول في ضوء الأحداث الأخيرة"، وقال ان "زيني سيعود الى المنطقة لمواصلة مهمته". وكان الرئيس حسني مبارك استقبل زيني والمبعوث الأميركي الآخر ويليام بيرنز، في حضور وزير الخارجية أحمد ماهر وسفير الولاياتالمتحدة في مصر ديفيد وولش. وتم خلال اللقاء بحث الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية والجهود المصرية والاميركية لاحتوائه ومحاولة احياء مفاوضات السلام بين الطرفين. وصرح ماهر عقب اللقاء أن مبارك اكد للمبعوثين ضرورة وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية "على الشعب والقيادة الفلسطينية من اجل العودة الى المفاوضات". وأوضح مبارك للمبعوثين ان القاهرة تساند كل جهد مخلص للخروج من دائرة العنف لمصلحة السلام العادل والأمن والاستقرار. وغادر زيني وبيرنز مقر الرئاسة المصرية من دون ان يتحدثا الى الصحافيين. الى ذلك، رحبت مصر بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الخميس المقبل في مقر الجامعة العربية في القاهرة. وكانت الجامعة تلقت امس طلباً رسمياً من "فلسطين لعقد هذا الاجتماع لبحث الأوضاع الخطيرة والمتردية جراء الهجمة الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية". وجاء في بيان صادر عن الجامعة ان الامانة العامة أبلغت طلب فلسطين الى المندوبيات لإبلاغ الحكومات العربية وتلقي الرد. وكانت محاولات جرت لعقد هذا الاجتماع بناء على طلب سورية قبل اسبوع، إلا انه أرجئ بسبب اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي في الدوحة واكتفى الوزراء العرب بجلسة تشاورية في العاصمة القطرية. فيما دعا ماهر الخميس الى اجتماع، لكن الوزراء المعنيين فضلوا التوجه الى مجلس الأمن.