وُضع اتفاق وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين واسرائيل على المحك امس، اذ لم تمض ساعات على بدء تطبيقه حتى اصيب فلسطيني برصاص مستوطنين وتوفي لاحقا. كذلك شهد قطاع غزة مسيرات حاشدة احتجاجا على الاتفاق الذي بات يعرف باسم "خطة تينيت" نسبة الى مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه جورج تينيت"، فيما واصلت اسرائيل اقامة المناطق العازلة. في غضون ذلك، بدأت اسرائيل بازالة حواجز عسكرية وسحبت دبابتين من مفترق الشهداء. القدسالمحتلة، غزة - "الحياة"، اف ب - سقط امس اول شهيد فلسطيني منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار الذي فاوض في شأنه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي جورج تينيت واعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر. وكان عوني الحداد 42 عاما اصيب بجروح مع ثلاثة فلسطينيين آخرين هما والد وابنتاه وجميعهم يتحدرون من الخليل فيما كانوا في شاحنة صغيرة قرب مستوطنة اناتوت في شمال شرق القدس. وقال مساعد القائد العام للمنطقة العسكرية الوسطى الجنرال بيني غانز للاذاعة الاسرائيلية ان "منفذي الاعتداء الذين اطلقوا اكثر من 15 رصاصة على الشاحنة انطلاقا من سيارة هم على ما يبدو من الفلسطينيين الذين اخطأوا في التعرف على هدفهم". لكن الاذاعة الاسرائيلية اشارت الى ان مطلق النار اسرائيلي اعتقد على ما يبدو انه يتعرض لهجوم فأطلق النار، فيما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان ناطقا مجهولا اعلن مسؤوليته عن هذا الاعتداء باسم مجموعة "شلهيفيت-غلعاد" اليهودية السرية غير المعروفة. ويشير هذان الاسمان العبريان الى شلهيفيت باز الطفل الاسرائيلي الذي قتل اخيرا برصاص قناصة في الجيب اليهودي في الخليل، والى غلعاد زار المستوطن الذي قتل في ظروف مماثلة قرب نابلس في الضفة ايضا. واتهم وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه المستوطنين بقتل الفلسطيني، وقال لاذاعة "صوت فلسطين": "المستوطنون بأكملهم عصابة ارهابية يجب ان تلقن الدرس الذي تستحقه، وهم خارجون عن اي قانون واي اتفاق". واشار الى ان "هذه الجماعة المتطرفة طبقت تهديدات شارون وتصريحاته كما طبقها الجيش الاسرائيلي في الاعتداء امس على الاطفال في خان يونس وكل الوطن". وكان شارون دعا اول من امس الى عدم ترك الفلسطينيين ينعمون بالامان. اجتماع غزة الامني في غضون ذلك، عقد مسؤولون أمنيون فلسطينيون واسرائيليون اجتماعاً صباح امس للبحث في بدء تنفيذ بنود "خطة تينيت" على الأرض. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان الاسرائيليين وعدوا خلال الاجتماع بإعادة فتح معبر المنطار التجاري شرق مدينة غزة، ومعبر العودة في رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر واعيد فتحه، كما وعدوا بتسهيل حركة مرور الباصات والسيارات والمواطنين عبر الحواجز العسكرية الكثيرة المنتشرة على طول الطرق الرئيسة في القطاع، اضافة الى السماح للصيادين بالنزول الى البحر لصيد الأسماك. وافاد شهود ان الجيش ازاح فعلا دبابتين موجودتين على مفترق الشهداء قرب مستوطنة "نتساريم" جنوبغزة لمئات الامتار، لكنهم اشاروا الى ان الكتل الاسمنتية والمطبات الحديد لا تزال موجودة. واشاروا الى ان جيبات عسكرية اسرائيلية ما زالت موجودة قرب المفترق وتمنع السيارات الفلسطينية وتجبرها على التوقف خلال مرور قافلة عسكرية او للمستوطنين من مستوطنة "نتساريم" واليها. وشدد قائد الامن الوطني شمال قطاع غزة العميد صائب العاجز على ضرورة "رفع كل الحواجز العسكرية وازالة المظاهر العسكرية بما في ذلك الآليات والدبابات الموجودة على المفترقات الرئيسة". ويربط مفترق الشهداء المحاذي لموقع عسكري اسرائيلي قرب مستوطنة نتساريم جنوبغزة بشمالها ويعتبر من اهم الشوارع الرئيسة في المدينة. واكدت مصادر امنية فلسطينية لوكالة "فرانس برس" ان "الحواجز والتعزيزات العسكرية الاسرائيلية لا تزال كما هي خصوصا على مفترقي المطاحن قرب مستوطنة غوش قطيف في خان يونس ودير البلح القريب من مستوطنة كفار دروم". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر اعلن امس للاذاعة الاسرائيلية ان الجيش بدأ تغيير تدابيره الامنية في الاراضي الفلسطينية تطبيقا ل"ورقة تينيت". واضاف: "هناك بداية اعادة انتشار للجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وقد رفع قسم من حواجز الطرق". وتابع: "اذا التزم الفلسطينيون كامل تعهداتهم خصوصا وقف اطلاق قذائف الهاون، سنستخلص عندئذ النتائج لتخفيف تدابير اخرى". وفي اعقاب الاجتماع الامني، توجه المسؤولون الفلسطينيون والاسرائيليون الى منطقة المطاحن التي تعتبر أكثر المناطق تعقيداً امام حركة الفلسطينيين حيث تنتشر الحواجز العسكرية والمستوطنات، وهناك هاجم مستوطنون السيارة التي كان يستقلها اللواء المجايدة وقذفوها بالحجارة تعبيراً عن رفضهم "خطة تينيت". مسيرات فلسطينية وفي المقابل، خرجت مسيرتان في المنطقة الوسطى من القطاع والثانية في مدينة خان يونس ليل الاربعاء - الخميس، دعا خلالها المشاركون الى تصعيد وتيرة الانتفاضة حتى "كنس الاحتلال والمستوطنين وتفكيك المستوطنات". لكن اكبر هذه المسيرات، كانت تلك التي شهدتها مدينة غزة ظهر امس وشارك فيها نحو 5 آلاف مواطن تلبية لدعوة من القوى الوطنية والاسلامية. ودعا المشاركون الى مواصلة الانتفاضة ورفض الضغوط الاميركية والاسرائيلية.