بينما بدأت قوات الاحتلال أمس الانسحاب من قطاع غزة ، مازالت الشكوك تساور الفلسطينيين في جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون في تنفيذ الخطة حسب ما تم الاتفاق عليه. وعبر عدد من الخبراء الفلسطينيين عن عدم قناعتهم الكاملة بالتزام شارون ، وأكدوا ان شارون لم يلتزم ولن يلتزم بأي اتفاق من شأنه الوصول لصيغة سلمية . وفي غضون ذلك ابلغ شارون كونداليزا رايس مستشارة الامن القومى للرئيس الامريكى ان اسرائيل لا تنوى وقف السياج الامنى على خطوط التماس مع الضفة الغربية والقدس لان هذا السياج يضمن الامن لاسرائيل على حد زعمه. مبينا انه لا يمكن لاسرائيل تقديم تنازلات فى موضوع امنى هام لاسرائيل الذى يمثله اقامة هذا السياج. وكانت رايس ابلغت ارئيل شارون والمجلس الوزارى المصغر للامن برفض بلادها لاقامة هذا الجدار الذى سيتسبب فى خلافات خلال المفاوضات مع الفلسطينيين وسيعرقل مسيرة السلام. كما رفض شارون الشروط التى وضعتها المنظمات الفلسطينية لدى اعلان الهدنة مثل رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والافراج عن المعتقلين.غير انه قال يمكن الافراج عن بعض المعتقلين المحكومين اداريا ممن لم تثبيت عليهم تنفيذ عمليات سقط فيها قتلى من الجانب الاسرائيلى. من جانبها عادت قوات الأمن الفلسطينية الى المواقع التي كانت فيها في قطاع غزة قبل اندلاع الانتفاضة في 28 سبتمبر 2000 بعد ان أنهى الجيش الإسرائيلي انسحابه من مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون في شمال القطاع ومن المناطق العازلة القريبة من الحدود مع اسرائيل. وذكر مصدر امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي انسحب من مدينتي بيت لاهيا وبيت حانون والمناطق العازلة القريبة من الحدود مع اسرائيل التي احتلها بعد اندلاع الانتفاضة، من شمال قطاع غزة حتى وسطه. واكد مسؤول امني وشهود عيان فلسطينيون ان جرافات فلسطينية وإسرائيلية بدأت صباح أمس إزالة التلال الرملية على مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم جنوبغزة لتمكين الفلسطينيين من المرور عليه بعد اغلاقه منذ عامين ونصف العام. وكان اغلاق المفترق قد ادى الى توقف حركة السير في شارع صلاح الدين الذي يصل شمال قطاع غزةبجنوبه وينص الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ضمان حرية تنقل الفلسطينيين عليه. واضافت المصادر نفسها ان الجرافات ازالت جزءا كبيرا من التلال الرملية التي كان الجيش الاسرائيلي وضعها على عرض الطريق إضافة الى عشرات الكتل الاسمنتية. وذكر شهود عيان ان الحركة تجري بسهولة بدون عوائق اسرائيلية على حاجزي ابو هولي في دير البلح (وسط قطاع غزة) والمطاحن بخان يونس (جنوب). من جهة اخرى اكدت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان السيطرة على الطريق الذي يربط بين معبر ايريز (شمال) وخان يونس انتقلت بدون اي مشكلة الى الشرطة الفلسطينية. وذكر مصدر عسكري إسرائيلي امس انه لم تسجل سوى حوادث متفرقة صغيرة فقط في الاراضي الفلسطينية منذ اعلان الهدنة، وقد اطلقت قذيفة مضادة للدبابات على موقع عسكري اسرائيلي قريب من مستوطنة نيفيه ديكاليم جنوب قطاع غزة الليلة قبل الماضية لكنها لم تسبب اصابات. وتعرضت وحدة للجيش الإسرائيلي لاطلاق نار لم يسبب اصابات قرب رفح في المنطقة نفسها في موقع قريب من الحدود مع مصر. كما استهدفت عيارات نارية تجمع غوش قطيف الاستيطاني. وفي شمال الضفة الغربية عثر جنود اسرائيليون في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين على حزام للمتفجرات جاهز للتشغيل خبأه فلسطيني اعتقل قبل اسبوع. وعند مدخل مستوطنة كريات اربع القريبة من الخليل جنوبالضفة الغربية، اصيب جندي اسرائيلي برضوض طفيفة عندما اطلق فلسطيني النار اصابت خوذته. و قال مصدر امني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي نسف منزل عائلة موسى عوا احد اقرباء ناشط فلسطيني اعتقل منذ ثلاثة ايام. من جهة اخرى، تحدثت الاذاعة الاسرائيلية عن تخفيف الاجراءات المفروضة على عبور نحو خمسة آلاف عامل فلسطيني من قطاع غزة الى إسرائيل. وذكر مصدر امني فلسطيني انه سمح اعتبارا من اليوم للشبان الذين تتراوح اعمارهم بين 16 و35 عاما بالسفر. و قالت الاذاعة الإسرائيلية ان الاسرائيليين والفلسطينيين سيعقدون اجتماعا امنيا جديدا للبحث في وسائل الانسحاب من بيت لحم طبقا للاتفاق الذي تم التوصل اليه الجمعة الماضي بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقالت المصادر نفسها ان الامريكيين سيتولون الاشراف على تنفيذ هذا الاتفاق الذي يندرج في اطار تطبيق خارطة الطريق الخطة الدولية للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي الجانب الفلسطيني اعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان مباركتها لاعلان اربعة فصائل فلسطينية هدنة في العمليات ضد اسرائيل. ودعت اللجنة الاسرة الدولية الى الزام الجانب الاسرائيلي بتنفيذ الوقف الفوري لكافة اشكال العدوان الاسرائيلي على شعبنا ، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية المنتخبة واطلاق سراح جميع الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية. من جهته رحب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بإعلان الفصائل الفلسطينية الهدنة مع إسرائيل، مؤكدا أهمية استمرار الحوار الإيجابي والمسؤول والحريص على المصلحة الوطنية ووحدة الصف، وضمان حق الجميع بحرية الممارسة السياسية في إطار القانون والديمقراطية. ورحب رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات بإعلان الهدنة التي رأى أنها موقف يخدم المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني. ورأى البيت الابيض في الهدنة التي اعلنتها الفصائل الفلسطينية خطوة في الاتجاه الصحيح لكنه اصر على تفكيك البنى التحتية الارهابية على حد وصفه، مؤكدا انه لا يزال هناك عمل لا بد من انجازه. وكانت حركات المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي وفتح التي يتزعمها عرفات والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين قد اعلنت الاحد هدنة في العمليات ضد اسرائيل لمدة ثلاثة اشهر. فيما قللت اسرائيل من اعلان حماس والجهاد الاسلامي عن الهدنة انها لا تعلق اي اهمية على هذا الاعلان، مؤكدة ان محاورها الوحيد للتوصل الى حل هذه المنظمات الارهابية هو السلطة الفلسطينية. شارون رفع العلم الفلسطيني في نقطة تفتيش في شارع صلاح الدين