وصف الفلسطينيون اجراءات اسرائيل لتخفيف القيود في قطاع غزة بأنها "تضليل وذر للرماد في العيون"، إذ لم يشعر السكان بأي تغيير. وبدا واضحاً أمس أن الاجراءات اقتصرت على تحريك بعض الدبابات، وعلى فتح "مزاجي" لبعض الطرق التي شهدت زحمة سيارات كانت تنتظر "الفرج". واقتحمت الشرطة الاسرائيلية المدججة بالاسلحة أمس الجمعة الحرم القدسي الشريف بعدما أدى مصلون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى. غزة، القاهرة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - لم يشعر سكان قطاع غزة أمس بأي تغييرات من شأنها تسهيل تحركاتهم رغم إعلان تل أبيب التخفيف من اجراءاتها ورفع القيود المفروضة على حركة تنقل الفلسطينين في القطاع. وقال الجيش الاسرائيلي في بيان أنه خفف القيود في المنطقة اعتباراً من ليل الخميس - الجمعة، بعد أربعة ايام على تقسيمها ثلاث مناطق. .واعلن أيضاً انه فكك صباحاً عبوة مفخخة تحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات وضعت قرب مستوطنة كفر داروم جنوب القطاع. وشهدت حركة المرور اختناقات. وشوهدت دبابات تقف بعرض طريق صلاح الدين الرئيسي، قرب مستوطنة نتساريم جنوبغزة الذي يربط شمال القطاع بجنوبه. وتحركت دبابة كانت تقف بعرض الطريق، ولكن بقيت دبابتان على مفترق الشهداء المحاذي للمستوطنة من الجهة الشرقية وواحدة على مفترق دير البلح واثنتان على مفترق المطاحن قرب مستوطنة غوش قطيف بخان يونس. واصطفت سيارات فلسطينية في طوابير انتظاراً لاشارة من جندي للسماح لها بالمرور، وازدحمت الطريق بالمنتظرين. ووقف بعض السائقين العموميين بجوار سياراتهم يحدقون في الصفوف الطويلة في انتظار دورهم. وقال أحدهم: "انه ليس اعادة لفتح الطرق انما هو نكتة، ونكتة سخيفة"! وقال عدد كبير من المسافرين الذين ذهبوا الى مدينة غزة للعمل أو زيارة الاقارب قبل الحصار الاسرائيلي انهم اصبحوا محاصرين هناك. وافاد مسؤولون امنيون ان الجيش "منع بعض السيارات الفلسطينية المدنية من المرور من دون ان يعطي اي تفسير لهذا المنع". ووصف سائق سيارة اجرة ما اعلنته اسرائيل من تخفيف للقيود بأنه "نكتة". وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان تسهيل الانتقال تقرر خلال اجتماع الحكومة الامنية المصغرة يوم الخميس، على الارجح بعد ضغوط اميركية. واعتبرت السلطة الفلسطينية الاجراء "جزئيا وغير كاف". وقال العميد صائب العاجز قائد الامن الوطني الفلسطيني شمال القطاع انه "ذر للرماد في العيون. الطرق مفتوحة اسمياً فقط ولكن على أرض الواقع مازالت معاناة الفلسطينيين كبيرة ومستمرة". وأكد "أن الكتل الاسمنتية مازالت موجودة بعرض الطرق الرئيسة، اضافة الى الدبابات بعرض الطرق على المفترقات الرئيسية، والمواطنون يمرون تحت تهديد الجيش الاسرائيلي باطلاق النار في اي لحظة". ويذكر أن الجيش الاسرائيلي أقام الاثنين الماضي حواجز منعت الفلسطينيين من التنقل بين شمال غزةوجنوبها. وقال في بيانه "كان تقييد التنقل في القطاع بسبب حادث غير عادي وكان مزمعاً ان يبقى فترة محدودة والهدف هو تقييد حركة الارهابيين الفلسطينيين". وأضاف أن رفع القيود سيخفف الموقف على الشعب الفلسطيني"، وأن ليست ثمة نية لجعل حياة المدنيين أصعب. لكنه أكد أنه "سيواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لوقف الارهاب الفلسطيني وحماية المواطنين والجنود الاسرائيليين". وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان ليلى عودة، المراسلة الفلسطينية لقناة ابو ظبي التلفزيونية، اصيبت برصاصة حية في فخذها أطلقها الجنود الاسرائيليون اثناء محاولتها تغطية حال الدمار في منطقة بوابة صلاح الدين برفح، على الحدود مع مصر، إثر القصف الاسرائيلي وأعمال جرف المنازل في المنطقة. وفي القدس، قامت الشرطة الاسرائيلية المدججة بالاسلحة أمس الجمعة بعرض للقوة في الحرم القدسي الشريف واقتحمت الحرم بعد أدى مصلون صلاة الجمعة في المسجد الاقصى وألقوا حجارة على جنود الاحتلال. وصرح ناطق باسم الشرطة بأن قوة كبيرة دخلت الحرم "وتوقف القاء الحجارة". وقال شهود عيان انه لم يحدث اطلاق للنار اثناء الحادث ولم يصب احد ولم تدخل الشرطة المسجد الاقصى أو مسجد قبة الصخرة. وافادت مصادر طبية ان أربعة فلسطينيين أصيبوا بجروح خفيفة برصاص مطاط اطلقه جنود على متظاهرين كانوا يرشقوهم بالحجارة ، قرب رام الله في الضفة الغربية. وأوضحت أن عشرة اصيبوا باعياء نتيجة تنشقهم دخان القنابل المسيلة للدموع. وصرح صائب عريقات المفاوض الفلسطيني بأن الموقف على أرض الواقع يتناقض مع بيان الجيش الاسرائيلي الذي وصفه بأنه "مضلل" لأنه يشير الى ان الفلسطينيين في غزة يتمتعون الآن بحرية التنقل. واشار الى ان القطاع "مازال مقسما ثلاثة اقسام محاصرة وما تم اليوم ليس رفعاً للاغلاق المفروض على المدن". وحض الدولة العبرية على انهاء الحصار والتزام اتفاقات السلام التي وقعتها. وقال ان ما يحتاج إليه مواطنوه هو فك الحصار بالكامل وليس مباراة دعائية في العلاقات العامة امام كاميرات المصورين. واوردت صحيفة "يديعوت احرنوت" في سياق تقرير لها عن الاوضاع الأمنية بنود الخطة التي طرحها افرايم سنيه في جلسة المجلس الوزراي الامني الخميس الماضي. ويشمل الاقتراح خطة عمل مفصلة "لوقف العنف والارهاب" والتزام متبادل بالامتناع عن اتخاذ خطوات احادية الجانب وخطة "لترميم الاقتصاد الفلسطيني" و"بعد فترة هدوء متفق عليها، تنفذ اسرائيل النبضة الثالثة من الانسحاب من مناطق الضفة الغربية وفقا لاتفاق اوسلو المرحلي واخيرا البدء بالمفاوضات حول التسوية الدائمة. وقالت مصادر اسرائيلية ل"الحياة" ان خطة سنيه "تستند الى جوهر المبادرة الاردنية -المصرية". وأكد عريقات ان "الاتصالات الجارية بين الفلسطينيين والاسرائيليين لم تتمخض عن اي شيء". وقال ان الاتصالات بين الطرفين والتي كان احدها لقاء اثينا مع وزير الخارجية شيمون بيريز "لم ترق بعد الى درجة القول ان هنالك شيئا ملموسا". ونفى في الوقت ذاته اجتماعه مع بيريز مساء الخميس.