أكد وزير العدل الاميركي جون آشكروفت أنه لا يوجد أي معتقل في الولاياتالمتحدة من دون تهمة، وحذر الذين يأتون الى الولاياتالمتحدة بأنه سيتم اعتقالهم في حال جاؤوا للقيام بنشاطات ارهابية. وقال آشكروفت في حديث خاص مع "الحياة" إن السلطات الأميركية اتخذت تدابير استثائية لحماية المسلمين في شهر رمضان للتأكد من أنهم لا يتعرضون لمضايقات. وشرح المبادئ التي تقود المسؤولين الأميركيين في وضعهم لاستراتيجية مكافحة الارهاب، وقال: "إننا سنحترم حقوق الناس كما نص عليها الدستور الأميركي وفي الوقت نفسه نريد ان نعطل نشاطات الارهابيين من خلال تعقب الاشخاص الذين يدعمون منظمات إرهابية معروفة أو أنهم يدعمون الإرهابيين مباشرة، كما نقوم بحماية أهداف أخرى يمكن للإرهابيين اختيارها، على سبيل المثال، فإننا نقوم بحماية البنى التحتية حتى لا نعطي الارهابيين أهدافاً قابلة للاختراق. كما اننا ندعو المواطنين الاميركيين ليكونوا اكثر تيقظا لما يحصل حولهم". وسئل عن عدد المحتجزين العرب والمسلمين من دون اتهامات موجهة إليهم، فقال: "لا استطيع أن أعطي رقماً محدداً اليوم، ولكن لا يوجد أي معتقل من دون أن تكون وجهت إليه تهمة. لم نعتقل أي شخص من دون تهمة. لقد اعتقلنا فقط خارقين للقوانين. اشخاص خرقوا القانون وتعليمات وقوانين الهجرة". وسألته "الحياة" انه يوجد عدد كبير في الولاياتالمتحدة من الذين يخرقون قوانين الهجرة من مختلف الأعراق والجنسيات فكيف يفسر اعتقال هؤلاء من أصل عربي ومسلم وحدهم على انه ليس استهدافاً وتصنيفاً عرقياً، فقال آشكروفت: "لدينا ما يقارب 20 ألف محتجز بمخالفات تتعلق بقوانين الهجرة، وما يقارب 563 شخصاً منهم له علاقة بهذه بالتحقيقات الجارية، لذلك فالقول بأن الأشخاص الوحيدين الذين لدينا اهتمام بهم هم الذين لهم علاقة بالأحداث لا يتفق مع الوقائع". وعن جهود الحكومة الأميركية لتطمين الجالية العربية والاسلامية في الولاياتالمتحدة والزوار والطلاب العرب الراغبين في المجيء الى الولاياتالمتحدة، قال آشكروفت: "اجتمع بشكل منتظم مع ممثلي هذه الجاليات، وقد ذهبت شخصياً إلى المساجد، كما التقيت مع ممثلين عن هذه الجاليات في البيت الأبيض حين التقوا رئيس الولاياتالمتحدة، وسافرت الى أمكنة في الولاياتالمتحدة توجد فيها جاليات من اصول شرق اوسطية، والتقيت مع عديد من الأفراد. في كل مرة يتبين انه تم التعدي على حقوقهم نتخذ اجراءات. لقد حاكمنا بعض المسؤولين عن هذه الأعمال ونتعاون مع السلطات المحلية من أجل مقاضاة الذين يتعدون على حقوقهم". وتابع: "أوصينا بتدابير استثنائية إلى السلطات والأجهزة الأمنية في الولايات لكي تكون منتبهة أكثر خلال موسم شهر رمضان لحماية حقوق المسلمين، وللتأكد من أنهم لا يتعرضون للمضايقات". وعن وضع الطلاب العرب الموجودين في الولاياتالمتحدة او هؤلاء الذين يرغبون في المجيء مستقبلاً، قال آشكروفت إن الولاياتالمتحدة "كانت دائماً مفتوحة لهؤلاء الذين يأتون لدعم الحرية، وهذا تراث الولاياتالمتحدة بأن ترحب بهؤلاء الأفراد. لكن الاشخاص الذين يأتون إلى هنا من أجل دعم الارهاب أو الانخراط بأعمال ارهابية عليهم ان يكونوا حذرين جداً، لأننا سنعتقلهم ولن نتسامح معهم. باب الحرية لا يزال مفتوحاً كما في السابق، ولكننا لا نفتح الباب للذين يأتون إلى هنا لتدميرنا". وعن التعاون مع الدول الأخرى في مكافحة الارهاب، قال: "سنستمر بالتعاون مع الحكومة السعودية من أجل الحد من النشاطات الإرهابية ليس فقط في الولاياتالمتحدة، ولكن في أي مكان يهدد الارهاب مصالح الولاياتالمتحدة حول العالم، ونتطلع الى التعاون". وعن الربط بين أحداث 11 أيلول سبتمبر والصراع الاسرائيلي - الفلسطيني من خلال استهداف الولاياتالمتحدة لمنظمات تحارب إسرائيل، في الوقت الذي سارعت الولاياتالمتحدة والعالم العربي الى رفض السماح لبن لادن باستغلال القضية الفلسطينية، قال آشكروفت إن رئيس الولاياتالمتحدة "قال بصراحة إن المعركة هي ضد الإرهاب، الارهاب الذي يمتلك الوصول أو قدرة الوصول الى الولاياتالمتحدة، أو استهداف المصالح الأميركية، وهو ثابت في ذلك". وأشار إلى أن عدداً من الدول العربية ساعد الولاياتالمتحدة في الحرب ضد الارهاب و"نحن نقدر ذلك وسنتذكره دائماً". وختم آشكروفت قائلاً: "نؤمن في الولاياتالمتحدة بأن الأشخاص من أصول شرق أوسطية ساهموا بشكل عظيم في الثقافة والحرية... ونحن نحترم ونقدر هذه المساهمات، كما اننا نستنكر محاولات بن لادن وجماعته الإرهابية لتعطيل حياة المدنيين وقتلهم ونحن مصممون على وضعه أمام العدالة".