شرح وزير الخارجية اللبنانية فارس بويز امس لسفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن المعتمدين في لبنان: الاميركي ريتشارد جونز والفرنسي دانيال جوانو والروسي أوليغ بيريسبكين والبريطاني ديفيد روس ماكلينان والصيني آن هوي هو، موقف لبنان الرافض اقتراح اسرائيل التنفيذ المشروط للقرار الدولي الرقم 425. وأكد بويز، على الأثر، رفض لبنان تعديل القرارين 425 و426، وقال انهما "يتّسمان بطابع الاستمرار والثبات، ويجب الا يتغيرا مع المتغيرات الدولية والا دكْت صدقية مجلس الأمن". واعتبر ان كلام الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان على متغيرات طرأت منذ صدور القرار 425 قبل 20 عاماً "كلام عام لم ينطو على أي تعديل بل قال بوجود ظروف ولم يأتِ على أبعد من ذلك". وأشار الى انه سيلتقي اليوم سفراء أوروبا والدول العربية ودول عدم الانحياز. وسيبعث برسائل خطّية الى وزراء خارجية هذه الدول تؤكد الموقف اللبناني. كذلك رفض بويز دعوة وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين لبنان الى "التجاوب" مع طرح وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي. وعن التمديد للقوات الدولية في حزيران يونيو المقبل تلقائياً قال "اعتقد ذلك، وآمل الا يسقط مجلس الأمن أمام ضغوط اسرائىلية حيال هذا الموضوع وحتى الساعة ليس هناك اشارة الى ان هذا الموضوع مطروح". واعتبر ان الكلام على فيتو صيني أو فرنسي في حال طرح تعديل القرارين الدوليين، "سابق لأوانه اذ لم يطرح هذا التعديل رسمياً". وكرّر بويز ان "ما يحصل على مستوى القرار 425 يهدف الى تعطيله عبر جرّ لبنان الى مفاوضات والاقرار بمبدأ ترتيبات أمنية تشكّل دهاليز لن نخرج منها"، موضحاً "ان روحية القرار كما أرادها مجلس الأمن "كانت تقوم على عدم ربط الموضوع بأي اعتبار أمني أو سياسي". واضاف "ان اسرائيل تنادي بالقرار شكلاً، فيما مضمون ما تقترحه هو اتفاق 17 ايار مايو جديد. وهي تلجأ الى طرحها لتغطية النقمة داخل المجتمع الاسرائىلي حيث ثمة من يطالب بانسحابها من جنوبلبنان بعد الأثمان الباهظة التي دفعتها، ولتغطية نقمة دولية بعدما توقفت مفاوضات السلام على مختلف المسارات". وفي حين رفض السفير الاميركي الادلاء بتصريح، قال السفير الروسي ان بويز لم يسلّم السفراء رسائل لانه سيرسلها اليوم الى حكوماتهم عبر سفراء لبنان في الخارج. وقال السفير الفرنسي ان موقف بلاده لم يتغير من القرار 425 "الذي يفسر في وضوح ما يجب القيام به ولا يتضمن شروطاً او مهلاً زمنية". ورفض الاجابة عن إمكان لجوء فرنسا الى استعمال "الفيتو" في حال طرح تعديل القرار 426. وعن قول وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين ان الاقتراح الاسرائيلي جدّي، قال السفير جوانو "ان موقف اسرائيل مهمّ، لانها تعترف بالقرار للمرة الاولى منذ 20 عاماً". ونفى ان تكون ثمة مبادرة فرنسية، مشدداً على استعادة لبنان سيادته واستقلاله على ارضه كاملين. واضاف "لا يمكن معالجة مسألة جنوبلبنان من دون سورية، وهذا الاتجاه صحيح. فالمساران اللبناني والسوري متلازمان، وتحرير الجنوب أمر يهمّ اسرائيل وسورية ولبنان". وأشار الى ان لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل "غير معنية بمفاوضات لتحرير جنوبلبنان". مخيبر الى ذلك، تخوف رئيس "التجمع للجمهورية" ألبير مخيبر من ان تؤدي المواقف اللبنانية من تنفيذ القرار 425 الى "تخلي المجتمع الدولي عن تعاطفه معنا"، معتبراً ان "الغرور والكبرياء في السياسة اللبنانية المتبعة ليسا من صنع لبنان، هذا الوطن الصغير، بل هما مفروضان عليه". وقال "ان ما تمارسه الحكومة اللبنانية ضد مصلحة لبنان وشعبه وتحرير ارضه من الجيوش الغريبة".