تسلّم وزير الخارجية اللبناني فارس بويز رسالة من نظيره الفرنسي هوبير فيدرين "لإشراك الحكومة اللبنانية في أفكارنا وخطواتنا" في شأن عملية السلام وطرح وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي في شأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425، حين زار باريس، كما قال السفير الفرنسي في بيروت دانيال جوانو. وسلّم جوانو الرسالة إلى بويز بعد ظهر امس في مكتبه في وزارة الخارجية، بعدما كان الأخير اجتمع مع وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي الذي بدأ أمس زيارة رسمية لبيروت. وقال جوانو رداً على سؤال عن الرسالة "من المعلوم ان هناك تنسيقاً وثيقاً بين الديبلوماسيتين الفرنسية واللبنانية في الاطار الراهن، وأجريت مع الوزير بويز مجدداً جولة أفق تتعلق بالحال في المنطقة وعملية السلام وسلّمته رسالة من نظيره فيدرين". وحين سئل هل الرسالة الخطية على علاقة بطرح موردخاي الاخير في واشنطن في شأن القرار 425، أجاب "كلا. انها رسالة كتبها الوزير فيدرين الى الوزير بويز بعد زيارة السيد موردخاي لباريس. وهي تتضمن وجهة النظر الفرنسية من عملية السلام وهذه هي الرسالة الثانية خلال اسابيع وتُظهر مدى قلقنا، ولإشراك الحكومة اللبنانية في شكل وثيق جداً في أفكارنا وخطواتنا، وليستمر عملنا بشفافية كبيرة". وأضاف: "استوضحت الوزير بويز نتائج محادثاته مع نظيره الإيراني الوزير خرازي. وتبلغت منه معلومات في هذا السياق". وقال "ان إيران هي بالنسبة الى فرنسا شريك مهم جداً في الشرق الأوسط". وعن زيارة الرئىس جاك شيراك للبنان، قال جوانو "ان بعثة فرنسية برئاسة مدير البروتوكول السفير فريديريك غراسيه ستزور بيروت الاسبوع المقبل للتحضير لهذه الزيارة مع السلطات اللبنانية". وأوضح انها "ستتم من 29 أيار مايو حتى 31 منه، إذ سيمضي ليلتين ويكون بذلك زار لبنان للمرة الثالثة خلال عامين وتقتصر زيارته فقط عليه". وكان الوزير الايراني خرازي بدأ محادثاته في لبنان الذي انتقل اليه من سورية قبل ظهر أمس بلقاء بويز، ثم بلقاء رئيس الجمهورية الياس الهراوي. وقال رداً على سؤال عما اعلنه عطاء الله مهاجراني الناطق الرسمي باسم الحكومة الايرانية ل "الحياة" السبت الماضي عن عدم الحاجة الى مقاومة "حزب الله" في حال انسحبت اسرائيل من الجنوب، ان كلام الاخير "فُسّر في شكل سيئ"، مشيراً الى "تفسير آخر هو عندما تنسحب اسرائىل تكون اهداف المقاومة تحققت". راجع ص3 والتقى خرازي عصر أمس رئىس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين، وأكد على الاثر "اننا نسعى في لقاءاتنا مع الطوائف المختلفة الى تعزيز الوحدة الوطنية لأن التلاحم اللبناني يضمن وحدة لبنان". وأوضح خرازي الذي زار لاحقاً البطريركية المارونية في بكركي والتقى الكاردينال نصرالله صفير انه سيبحث مع مختلف القيادات الدينية في التلاحم اللبناني والوحدة. وذكر انه بحث مع شمس الدين "في الوضع الشيعي والوضع في جنوبلبنان". واعتبر "ان تفكير اسرائيل في الانسحاب انتصار للمقاومة اللبنانية والشعب اللبناني". وبعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مساء قال خرازي: "كان واضحاً جداً ان مواقف المسؤولين اللبنانيين متناسقة في عدم قبول اي شرط من شروط اسرائيل". وأضاف "ان الكلام الاسرائيلي على الانسحاب نشأ بفعل المقاومة، لذا لن تتمكن اسرائىل من وضع شروط، وتريد ان تحدث هوّة بين لبنان وسورية، ولن نخدع بهذه الطروحات". وعن لجوء اسرائىل الى الخيار العسكري قال "ليس مستبعداً، لكي تزيد من ضغوطها، خصوصاً انها تظهر انها تريد الانسحاب وان اللبنانيين لا يريدونه".