رفض ألبان كوسوفو الالتزام بالاتفاق الذي أبرمه المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وأبلغ رئيس الوفد الألباني المفاوض فهمي اغاني "الحياة" انه أكد لوزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان قبول جانبه، يقتصر حتى الآن على قرار مجلس الأمن رقم 1199. وفي غضون ذلك، تواصل الضغط الدولي على القيادة السياسية في كوسوفو وتسلم الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا رسالة في هذا الشأن من وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، بينما أكد الوسيط الاميركي كريستوفر هيل الرفض الدولي لاستقلال الاقليم. وجاء ذلك في وقت تواصلت الاشتباكات العنيفة في أنحاء كوسوفو بعدما رفضت حكومة بلغراد سحب قواتها العسكرية الخاصة الموجودة في الاقليم. ونشرت صحيفة "كوخا ديتورا" الالبانية الصادرة امس الخميس في بريشتينا اسماء 9 قرى في بلديتي ماليشيفو وميتروفيتسا قصفتها المدفعية الصربية. وقالت ان "القوات الصربية قتلت خمسة ألبان في بلدية بيتش والمنطقة الحدودية مع البانيا". وذكرت مصادر حلف شمال الاطلسي امس ان المجلس الدائم للحلف أقر خطة عمليات للمراقبة الجوية لإقليم كوسوفو باسم "عين النسر". واكد القرار ان حوالى 20 طائرة تابعة للحلف ستشارك في المهمة التي تبدأ في غضون أيام عدة وتساهم فيها الطائرات الروسية، وتهدف الى "استكمال عمل المراقبين الأوروبيين الذين سينتشرون في أراضي الاقليم". وعلى صعيد آخر، فشلت مجموعة الاتصال الدولية في الاتفاق على مشروع لتقديمه الى مجلس الأمن يسمح باستخدام القوة "إذا انتهكت بلغراد التزاماتها في شأن كوسوفو". وتساءل مراقبون في البلقان عن مغزى هذا الاجراء ما دام الغرب متأكداً من ان روسيا ترفضه، اضافة الى ان الدول الرئيسية في الحلف الاطلسي أعلنت ان كل شيء تم اعداده للتدخل من دون حاجة الى تفويض من الاممالمتحدة بعد قرار مجلس الأمن 1199. وكانت الدول الغربية أعلنت عن رغبتها في اصدار قرار يدعم اتفاق الديبلوماسي الاميركي مع الرئيس ميلوشيفيتش، قبل حلول الموعد الاقصى الذي حدده الاطلسي الثلثاء المقبل للالتزام بمضامين الاتفاق الخاصة بسحب القوات الصربية من كوسوفو والسماح بعمل ألفين من المراقبين الدوليين في الاقليم. وأبلغ الرجل الثاني في قيادة الحركة الوطنية لألبان كوسوفو فهمي اغاني "الحياة" ان القوات الصربية "تتحمل مسؤولية استمرار القتال في كوسوفو والحيلولة دون عودة النازحين الألبان الى ديارهم". واضاف اغاني الذي رأس وفد ألبان كوسوفو والتقى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في العاصمة المقدونية سكوبيا أول من أمس، انه أبلغ كوك ان الطرف الألباني "مستعد لتنفيذ ما يتعلق به من قرار مجلس الأمن 1199 الذي يطلب وقف النار فوراً وسحب القوات الصربية وعودة النازحين". وأوضح ان الألبان لا يمكنهم قبول الاتفاق الذي أبرم بين هولبروك وميلوشيفيتش في بلغراد "لأنهم لم يكونوا طرفاً فيه ولم يستشاروا في شأنه ولا يعرفون شيئاً عن مضامينه باستثناء ما نشرته وسائل الاعلام وتناقلته التصريحات". وذكرت المصادر الألبانية ان الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا تسلم رسالة من وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين "طلبت دعم اتفاق السلام الذي أبرمه هولبروك مع ميلوشيفيتش بصورة كاملة". وأشارت هذه المصادر الى ان الرسالة تعبر عن موقف مجموعة الاتصال الدولية التي "تعتبر الاتفاق اساس أي مفاوضات لحل أزمة كوسوفو". من جهة اخرى، نشرت صحيفة "بوبيدا" الصادرة في عاصمة جمهورية الجبل الأسود تصريحاً للسفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يتولى الوساطة الدولية في شأن كوسوفو اكد فيه: "ان موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الدائم لا يؤيد استقلال كوسوفو". وأوضح ان ذلك "يستند على رؤية الامور بأنه مع نهاية القرن العشرين ينبغي التحدث عن توحيد أوروبا وليس الانفصال من دول البلقان".