طالب جيش تحرير كوسوفو بأن تتفق معه منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في شأن أعمال المراقبة الأرضية التي ستقوم بها في الاقليم. وجاء ذلك في وقت وصلت طليعة المراقبين الدوليين الى اقليم كوسوفو أمس الأحد واجتمعت مع الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا وبدأت الترتيب لمهماتها الميدانية. في غضون ذلك، استمر اطلاق نار متفرق بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان فيما واصل الوسيط الأميركي كريستوفر هيل جولاته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا في مسعى لاقناع كل الأطراف بالالتزام باتفاق التسوية السلمية للمشكلة. من جهة أخرى، واصلت طائرات يو - تو التجسسية الأميركية امس ولليوم الثاني على التوالي طلعاتها الاستطلاعية في اجواء اقليم كوسوفو للتأكد من مدى تنفيذ الأمور المتعلقة بالانسحاب العسكري الصربي. وقال البيت الأبيض الأميركي بناء على المعلومات الأولية التي جمعتها الطائرات الاستطلاعية، "ان هناك اشارات واضحة الى ان كتيبتين على الأقل من الكتائب السبع الصربية الموجودة في كوسوفو، يتم سحبها". وذكر تلفزيون بلغراد انه تم تبادل ضباط ارتباط بين يوغوسلافيا والقاعدة الجوية للحلف الأطلسي في ايطاليا "لمنع وقوع أي مشاكل خارج اطار الاتفاق الخاص بالمراقبة الجوية". وأجرت مجموعة طليعية لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في كوسوفو محادثات أمس مع الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا في بريشتينا حول صلاحيات ألفي عنصر تابعين للمنظمة سينتشرون في أنحاء الاقليم. وذكر ناطق باسم المجموعة ان المهمات الرئيسية الأولية للمراقبين "تتركز على توفير السلامة لأنفسهم ومراقبة انسحاب القوات الصربية ومساعدة عشرات الآلاف من اللاجئين على العودة الى ديارهم". جيش تحرير كوسوفو ونقلت صحيفة "ريلينديا" الألبانية التي تصدر في المنفى عن رئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو ادم ديماتشي انه ينبغي على منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ان "تبرم اتفاقاً مع قيادة المقاتلين الألبان اسوة باتفاقها مع الطرف الصربي". واعتبر ديماتشي ان من الصعب تنسيق كل الأمور المتعلقة بجيش التحرير مع المراقبين "من دون وجود اتفاق مكتوب بين الطرفين يحدد العلاقة من جميع جوانبها بين الطرفين". وشكك ديماتشي في أن يكون بمقدور ألفي مراقب غير مسلحين "ردع العمليات القمعية التي تمارسها السلطات الصربية وضمان عودة النازحين الى ديارهم". وأكد على ضرورة نشر قوات مراقبة مسلحة أطلسية في كوسوفو "لمساعدة المراقبين المدنيين ومساندتهم". من جهة أخرى، أكد الطرفان الصربي والألباني حصول مواجهات في مناطق متفرقة من الاقليم بينهما. وذكر المركز الإعلامي الصربي في بريشتينا ان جيش تحرير كوسوفو "شن أكثر من 30 هجوماً وقتل وجرح خمسة عسكريين صرب اضافة الى عدد من المدنيين". ومن جانبها، أفادت المصادر الألبانية ان القوات الصربية قصفت 7 قرى ألبانية "وهو دليل على ان حكومة بلغراد غير جادة في سحب قواتها ووقف هجماتها العدوانية على المدنيين الألبان". وواصل السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي يتولى الوساطة الدولية في شأن أزمة كوسوفو، جولاته المكوكية بين بلغراد وبريشتينا. ويقوم هيل بوساطة غير مباشرة بين الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وزعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا.