دمشق، عمان، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن ناشطون سوريون مقتل 32 شخصاً برصاص الأمن أمس. وانتشرت قوات الأمن بكثافة في دمشق وريفها حيث تظاهر ألوف في «جمعة ماضون حتى إسقاط النظام»، كما خرجت تظاهرات حاشدة في مدن عدة، خصوصاً حمص وإدلب وحماة ودرعا وأريافها. وأظهرت أشرطة مصورة بثتها مواقع معارضة على الإنترنت أمس، آلاف المتظاهرين في احتجاجات حاشدة في أحياء الميدان وكفرسوسة والقدم وبرزة والصالحية، إضافة إلى احتجاجات مماثلة في معظم مناطق ريف دمشق، خصوصاً داريا ودوما وحرستا وسقبا ورنكوس. وقال ناشطون إن معظم القتلى أمس سقطوا في ريف حماة وفي جبل الزاوية قرب الحدود مع تركيا. وشهدت المنطقتان عملية عسكرية كبيرة الأسبوع الماضي. وأضاف شهود أن محتجين قتلوا أيضاً على مشارف دمشق، بينهم طفل يبلغ من العمر 12 سنة، وفي حمص الواقعة على بعد 165 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة. وذكرت «لجان التنسيق المحلية» في سورية أن 27 شخصاً قتلوا أمس وإن كان من بينهم عدد صغير توفي متأثراً بجروح أصيب بها في وقت سابق، فيما أشار «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى مقتل 32 شخصاً برصاص الأمن. ولفت ناشط إلى أن القوات السورية اقتحمت أمس بلدة قرب حماة بحثاً عن منشقين. وأضاف: «هاجموا حلفايا في السادسة والنصف صباحاً ونزل أفراد من الجيش والأمن من حافلات وشاحنات مسلحين بمدافع آلية. ظلوا لساعتين يطلقون النار عشوائياً لتخويف السكان. وكان من بين القتلى الستة اثنان من عائلة الجمال كانا متجهين إلى حلفايا من قرية الطيبة القريبة». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «11 أصيبوا بجروح، ثلاثة منهم في حالة حرجة، خلال عملية مداهمات وملاحقات أمنية في حلفايا». وقُتل شخص في قرية خطاب في محافظة حماة «خلال عمليات مداهمة»، وفق المرصد. وقُتل ثلاثة أشخاص في قريتي سرجة وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية برصاص قوات الأمن التي قامت بعمليات دهم في المنطقة. وفي حمص، قتل متظاهران برصاص عناصر الأمن خلال تجمعات في بضعة أحياء شارك فيها آلاف الأشخاص. وقتلت قوات الأمن شخصاً آخر في حي نهر عائشة في دمشق، بحسب المرصد الذي تحدث عن مقتل شخص ثان في دوما في ريف دمشق. وتحدث المرصد عن العثور على ثماني جثث، ست في جبل الزاوية واثنتان في حمص. وقتل القسم الأكبر من هؤلاء الأشخاص في الساعات الأربع والعشرين الماضية خلال عمليات شنتها قوات الأمن. وفي مدينة حماة، قام عناصر أمنيون بمحاصرة مسجد سعد بن أبي وقاص استباقاً لتظاهرة مناهضة للنظام عقب صلاة الجمعة كما حلقت طائرات في أجواء المدينة. وأفاد ناشطون بأن العديد من الدبابات وناقلات الجند اتجهت صباح أمس إلى معرة النعمان في محافظة إدلب. وأعلن المرصد استناداً إلى ناشطين أن «رتلاً من الآليات العسكرية شوهد صباح الجمعة يتحرك باتجاه معرة النعمان». وأضاف أن «العمليات العسكرية والأمنية التي نفذتها السلطات السورية في قرى ريف إدلب أسفرت أول من أمس عن مقتل مواطنين اثنين وفقدان 9 مواطنين واعتقال 73 شخصاً على الأقل من قرى كنصفرة والموزرة وعين لاروز وكفرعويد وأبديتا وإبلين ومعرة حرمة». وما زالت الاتصالات الهاتفية مقطوعة في مدينة الزبداني التي تشهد منذ فجر الثلثاء الماضي عمليات مداهمات وملاحقات أمنية أسفرت عن مقتل شاب واعتقال 153 شخصاً. وفي ريف دمشق، اقتحمت عناصر المخابرات جامع الفارس في داريا وأطلقت الرصاص الحي لتفريق المعتصمين وملاحقتهم، فيما أطلقت قوات الأمن في دير الزور الرصاص بكثافة لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا من مسجد الروضة في حي الجبيلة. ورفع متظاهرون في الكسوة جنوبدمشق لافتة كتب عليها: «بشار يا جزار»، بينما لوح محتج بالعلم السوري القديم الذي سبق صعود حزب البعث الذي يتزعمه الأسد إلى الحكم قبل نحو 50 سنة. في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس إن «ضابطاً بالشرطة قُتل وأصيب أربعة آخرون في محافظة درعا في الجنوب عندما أطلقت جماعات مسلحة النار عليهم». وأكدت منظمة «أفاز» العالمية أمس أنها تحققت من أسماء 3004 سوريين قتلوا منذ تفجر الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) الماضي. وأشارت إلى أن «الجيش السوري أطلق النار على رجال ونساء وأطفال في احتجاجات سلمية أو عذبهم أو ألحق بهم عاهات مستديمة أو قتلهم في الحجز». وشملت القائمة 278 من أفراد الجيش، وإن لم تقل المنظمة كيف ماتوا. جنيف - ا ف ب - دانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الهجمات على الخدمات الطبية في سورية، مؤكدة أن فرق الإغاثة وسيارات الإسعاف تعرضت لإطلاق النار مراراً في البلاد. وقالت رئيسة عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأوسط بياتريس ميغيفاند-روغو: «من غير المقبول بالمرة أن يفقد المتطوعون حياتهم اثناء مساعدتهم آخرين لإنقاذ حياتهم». وكان متطوع في الهلال الأحمر العربي السوري توفي هذا الأسبوع جراء إصابات لحقت به أثناء تأديته واجبه، بحسب ما أشارت اللجنة الدولية. وأصيب متطوعان آخران في الحادث نفسه حين تعرضت سيارة الاسعاف التي كانوا فيها لنيران كثيفة أثناء نقل أحد الجرحى إلى المستشفى. وقال الصليب الاحمر: «ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أفراد تابعون للهلال الأحمر وسيارات تابعة له لنيران أو لهجمات أخرى منذ بداية العنف في سورية». وحض كل الأطراف المعنيين على «احترام وتسهيل» عمل الهلال الاحمر لمساعدة المحتاجين.