بعد يوم من سيطرة قوات الجيش السوري على حى بابا عمرو في حمص الذي بات أحد رموز الحركة الاحتجاجية في سورية، تظاهر أمس آلاف المناهضين للنظام في «جمعة تسليح الجيش الحر». وترافقت التظاهرات مع اعمال عنف تسببت بسقوط ما لا يقل عن 70 قتيلاً بينهم 12 في الرستن في ريف حمص و10 في بابا عمرو، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. يأتي ذلك فيما أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر، أن قافلة الصليب الاحمر التي تحمل مساعدات إنسانية للمدنيين «لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو في حمص»، معتبراً أنه «من غير المقبول ألاّ يتمكن اشخاص ينتطرون المساعدات العاجلة منذ اسابيع، من الحصول على أي دعم». وأضاف كيلنبرغر أن القافلة «ستبقى هذه الليلة في حمص على أمل التمكن من دخول بابا عمرو قريبا جداً». وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت امس، إن قافلة تابعة لها تحمل مساعدات إنسانية عاجلة وصلت حمص وعلى وشك دخول منطقة بابا عمرو المنكوبة. وقالت كارلا حداد كبيرة الناطقين باسم اللجنة لرويترز في جنيف: «نحن في حمص ونستعد لدخول بابا عمرو». وذكرت اللجنة في وقت سابق، أن قافلتها المكونة من سبع شاحنات والمحملة بالأغذية وإمدادات الإغاثة الأخرى اتجهت من دمشق الى حمص حيث ينتظرها متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري وسيارات الإسعاف التابعة له ليدخلوا معاً منطقة بابا عمرو. وتلقى الصليب الأحمر «الضوء الأخضر» من السلطات السورية بعد ساعات من انسحاب مقاتلي المعارضة من المنطقة التي تعرضت لقصف عنيف بعد حصار استمر 26 يوماً. وساءت الأوضاع الإنسانية بشدة في المنطقة التي تعرضت لقصف عنيف. وأظهرت لقطات تلفزيونية ثلوجاً كثيفة وانخفضت درجة الحرارة بشدة، فيما لا يتوافر للسكان الوقود او الكهرباء اللازمين للتدفئة. وهناك أيضاً نقص في الأغذية والإمدادات الطبية. ولم يفلت أي مبنى تقريباً من قصف المدفعية وتحمل مبان عديدة آثار أعيرة نارية. وعن التطورات الميدانية أمس، قال المرصد السوري في بيان، إن 12 شخصاً قتلوا في «سقوط قذيفة على تظاهرة في الرستن بينهم خمسة اطفال تم التعرف على اثنين منهم (9 و12) عاماً». وأوضح ان المدينة تتعرض «لإطلاق نار كثيف وسقوط قذائف من القوات السورية المحاصرة للمدينة». وذكر المرصد ان عشرة سوريين «قتلوا بالرصاص» في بابا عمرو و «لم تتضح ظروف مقتلهم». وأكد ناشطون على شبكة الإنترنت أن العشرة أُعدموا على أيدي قوات النظام التي دخلت الحي، والتي تقوم بحملة اعتقالات فيه. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله: «تأكدنا من إعدام عشرة شبان صباحاً، بعد حملة اعتقالات شملت الذكور بين 14 وخمسين عاماً». وأضاف: «من تبقى في بابا عمرو ليس ناشطاً ولا منشقاً وإلا لما بقي في الحي. هذا الأمر يجعلنا نفكر ان الإعدامات انتقائية، وهذا معروف عن النظام السوري، والهدف منها الانتقام من بابا عمرو». وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما في ريف العاصمة في اطلاق رصاص من القوات السورية، بحسب المرصد. وفي دير الزور، أفاد المرصد عن مقتل مواطنين اثنين وإصابة «تسعة آخرين اثنان منهم في حالة خطرة، وذلك إثر إطلاق الرصاص من القوات السورية في حي العرفي على مشيّعي شخص كان قتل صباحاً» في حي القصور. كما قتل مواطن في مدينة حماة ثر اصابته برصاص قناصة. وفي مدينة حلب، قتل ثلاثة مواطنين في حي السكري ومساكن هنانو في اطلاق رصاص من القوات السورية خلال محاولة تفريق تظاهرة. اما في محافظة ادلب، فقتل شاب من قرية معر شمارين «اثر اطلاق الرصاص عليه من حاجز امني»، كما قتل «رجل وزوجته وسائق سيارة اجرة وجرح سبعة آخرون اثر اطلاق رصاص عشوائي من قوات النظام على السيارة عند جسر مدينة سراقب»، بحسب المرصد. ورغم اطلاق الرصاص على عدد من التظاهرات، واستمرار القصف والاعتقالات، خرج السوريون المناهضون للنظام في تظاهرات في عدد كبير من انحاء البلاد، تلبية لدعوة للتظاهر من اجل «تسليح الجيش السوري الحر». وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي، إن «آلاف المتظاهرين خرجوا في 12 نقطة في المدينة يهتفون لمدينة حمص والمدن المحاصرة في ريف حلب، وينادون بإسقاط النظام وتسليح الجيش السوري الحر». وتظاهر الآلاف ليل اول من امس في حلب تضامناً مع حمص والمدن الاخرى المحاصرة. وقال ناشطون: «تظاهرة حاشدة ضمت آلاف الأشخاص انطلقت قرابة التاسعة والنصف ليلاً (19:30 ت.غ) من حي سيف الدولة ووصلت الى حي صلاح الدين». وذكر المرصد أن «أكثر من ألفي متظاهر خرجوا في تظاهرة مسائية لإسقاط النظام» في حلب. وأضاف المرصد ان «متظاهرين أحرقوا سيارة للأمن في حي صلاح الدين إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات النظامية» لتفريقهم. كما أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق تظاهرة حاشدة في مدينة منبج إثر رفع «علم الاستقلال» على مبنى بلدية منبج وتم اعتقال اكثر من 35 متظاهراً، بحسب المرصد. وفي دمشق، قال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي، إن «آلاف المتظاهرين خرجوا في أحياء عدة من العاصمة، بينها المزة والحجر الاسود والعسالي والقدم والقابون وكفرسوسة».