بمبادئ راسخة، ونظرة عميقة تستشرف المستقبل، تسير العلاقات بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية، على الطريق الصحيح، مُحققة تطلعات القيادتين والشعبين الصديقين، في حصد أقصى استفادة متبادلة، وما كان لهذه العلاقات، التي يصل عمرها إلى 94 عاماً، أن تحقق هذا، لولا أنها قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل، والسعي الحثيث لتعزيز المصالح المشتركة. ومنذ انطلاق أحداث قطاع غزة في السابع من أكتوبر من العام 2023 وإلى اليوم، والمملكة تستثمر هذه العلاقات لاستعادة الهدوء في منطقة الشرق الأوسط، وترسيخ أسس السلام القائم على الحق والعدل، وذلك بإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدسالشرقية، ويتجلى هذا في التواصل الدائم بين قادة المملكة، وكبار المسؤولين الأمريكيين، لبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، والعمل سوياً على وقف الحرب في القطاع، بما يضمن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. وبحكمة بالغة، يطور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من طبيعة العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مُوجهاً إياها إلى مسار يحقق للمملكة وشعبها أهداف رؤية 2030 وتطلعاتها المتنوعة، من خلال شراكة إستراتيجية مستدامة بين البلدين في العديد من المجالات. من جانبها، تدرك الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثقل المملكة الاقتصادي والسياسي والديني، ودورها المحوري في المنطقة والعالم، ما يدفعها إلى تعزيز التنسيق والتشاور معها في العديد من الأمور، والعمل المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها، ملفات قطاع غزة، والسودان، واليمن، والأزمة الروسية - الأوكرانية، وتبادل وجهات النظر حيالها، والمساعي المبذولة تجاهها، بما يحقق الأمن والسلم الدوليين. وآخر مشاهد التنسيق بين الرياضوواشنطن، المباحثات التي أجراها الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية في واشنطن، مع كبار المسؤوليين الأمريكيين، أبرزهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، وتناولت استعراض أوجه العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك، وسبل تعزيزه. وتندرج العلاقات السعودية - الأمريكية، ضمن شبكة علاقات راسخة تربط المملكة بالعالم، الذي ينظر إلى المملكة اليوم على أنها دولة استثنائية، مُحبة للسلام، وداعمة له، ولا تتردد في تسخير كل إمكاناتها لتعزيز هذا السلام ونشره على كوكب الأرض، ويظهر هذا في دور الوساطة السعودية لمباحثات السلام بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا من جانب، ومباحثات أخرى بين أوكرانياوالولاياتالمتحدة من جانب آخر، تستهدف وقف الحرب الأوكرانية - الروسية.