اكد السفير الايراني لدى لبنان غضنفر ركن ابادي ان مبدأ السياسة الخارجية لبلاده هو دعم المظلوم، وقسم العالم الى «مشروعين: الصهيوني المدعوم من الولاياتالمتحدة والمشروع الآخر هو مشروع الشرفاء وحماة الحق والعدالة وداعمي المقاومة لمواجهة هذا المشروع الاحتلالي»، ورأى «ان الانتفاضات والحركات الشعبية ليست وليدة الصدفة او اللحظة». وفي محاضرة ألقاها عن «العلاقات الايرانية - العربية والدور الذي تلعبه الجمهورية الاسلامية في المنطقة العربية» في المستشارية الثقافية الايرانية، قال: «بعد انتصار الثورة الاسلامية قبل 32 سنة وفي الاسبوع الاول اغلقنا السفارة الاسرائيلية في طهران، وسلمناها الى ممثل منظمة التحرير الفلسطينية ورفعنا العلم الفلسطيني على سطح هذه السفارة. ونظرنا الى القضية الفلسطينية والمقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في لبنان وفلسطين باعتبارهما من اعدل القضايا وأحقها في العالم، ونظرنا الى كل ما يجري في العالم من هذا المنظار: دعم المظلومين والمستضعفين وأصحاب الحق، مهما كانت ديانتهم ومذهبهم وانتماؤهم السياسي، وعلى هذا الاساس دفعنا وخسرنا مادياً، ولكن الحمد الله كسبنا معنوياً، وما يجري حالياً في عدد من البلدان في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، نحن ندعم المطالب المحقة للشعوب في اي منطقة في العالم». ورأى ان «ما حصل في مصر موضوع مهم جداً وكبير وانتصار كبير جداً لكل الشرفاء وحماة الحق والحقيقة، تحطمت القلعة الحصينة في الحفاظ على الامن الاسرائيلي، ونشهد اليوم دوراً بارزاً لجمهورية مصر العربية في المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس». نحن دوماً كنا نؤكد ونقول للجميع لا يوجد عدو في العالم سوى العدو الاسرائيلي الذي يخطط في كل مكان من العالم ليوجد خلافاً بين المسلمين انفسهم وبين المسيحيين انفسهم، وبين المسلمين والمسيحيين، هدفه ان يفرّق ويثير الفتن الطائفية والمذهبية». وفي مقابلة خاصة أجراها موقع 14 آذار الإلكتروني الإخباري مع السفير ابادي، اعتبر الاخير رداً على سؤال عن الاحتجاجات الحاصلة في سورية، «أن سورية وضعها مختلف تماماً عن اي دولة عربية اخرى، لأنها بدأت الإصلاحات قبل ان يُطلب منها ذلك، اما المجموعات التي خرجت الى الشارع، فلا تتعدى بضعة آلاف من الأشخاص في احسن الاحوال، ولا تمثِّل بالتالي سوى نسبة ضئيلة للغاية من مجموع السوريين، أي ما لا يزيد عن واحد في المئة من الشعب السوري البالغ تعداده ما يزيد عن 20 مليون نسمة. وعلى رغم وجود بعض المطالب الشعبية المحقة، فما نراه في سورية حالياً لا يشبه الانتفاضة الشعبية بشيء، إنه بالأحرى انتقام سياسي من دمشق بسبب وقوفها الى جانب المقاومة ودعمها القضايا المحقة، انها ضغوط دولية يمكن رؤيتها بوضوح من خلال اجتماعات مجلس الأمن، المهتمة بشكل مبالغ فيه بما يجري في سورية، حيث أُعلن أن الهدف منها فك الارتباط بإيران و «حزب الله» و «حماس». وجرى تقديم عروض كثيرة لإيران ايضاً للابتعاد عن تأييد المقاومة ضد إسرائيل، فقلنا لمن قدم هذه العروض إننا وصلنا للاكتفاء الذاتي في غالبية المجالات، ولسنا في حاجة لمساعداتكم، هم يحتاجون إلينا ونحن لا حاجة لنا بهم. في سورية الآن مؤامرة وتصفية حسابات سياسية، وليس مطالب اصلاحية، لأن المسؤولين السوريين أبدوا تعاطفاً مع مطالب الناس هناك، وبدأوا الإصلاحات قبل ان يُطلب منهم». وعن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جدّد أبادي «حرص إيران الشديد لمعرفة الحقيقة والجناة ومحاكمتهم ومعاقبتهم بأشد العقوبة، ولكن مشكلتنا تبقى مع الآلية التي ستوصلنا الى هذا الهدف، لأنّ أي آلية ينبغي ان تكون بعيدة من التسييس كلَّ البعد. وهنا نقف مع عموم اللبنانيين الذين يؤيدون فكرة الحقيقة ومحاکمة المجرمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».