أكد الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله تأييده الحوار الوطني، لكنه قال: «لن نقبل ان يفرض علينا احد شروطاً». وتوعد اسرائيل بأن «الصواريخ ستنزل على تل ابيب وغيرها اذا اعتدت على لبنان». وقال نصرالله في احتفال حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت في ختام مسيرة ذكرى عاشوراء: «شهدنا في الأشهر الماضية إساءة بالغة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وخرجتم ولبّيتم النداء ودافعتم عن نبيّكم، اليوم هنا في يوم العاشر، نقول لكل العالم نحن أمة لن تسكت على أية إساءة، وحاضرون أن نقدم المهج وأن نخوض اللجج وأن نواجه كل العالم». واذ اعتبر ان الأولوية المطلقة هي مواجهة المشروع الأميركي - الصهيوني، قال: «إنني أحذر على امتداد العالمين العربي والإسلامي، من خطورة تحويل الأصدقاء إلى أعداء، والأعداء إلى أصدقاء. هناك من يعمد في العالم العربي والإسلامي، سياسياً وإعلامياً وتعبوياً، ليقدم إسرائيل صديقاً، وليقدم إيران عدواً. ولكن إسرائيل لا تساعد أصدقاءها بسبب طبيعتها العدوانية فهي تُحرجهم من خلال اعتداءاتها كل حين، في حروبها على غزةوالفلسطينيين ولبنان. ويقف هؤلاء ليجدوا أن كل ما فعلوه خلال سنوات منذ محاولة تقديم إسرائيل ككيانٍ طبيعيٍ يمكن التعايش معه، وتقديم إيران كعدوٍ يهدد المنطقة، يذهب أدراج الرياح». وقال نصرالله ان «إيران هي صديقة العرب والمسلمين جميعاً، وداعمة الشعوب المستضعفة والمظلومة والمحتلة أرضها، وهذا ما تأكد خلال المواجهة الأخيرة في قطاع غزة، وقبلها في لبنان. ونحن كنا واضحين، باستنادنا بعد الله إلى الجمهورية الإسلامية الشجاعة الجريئة التي لا تعمل حساباً، لا لضغوط أوباما، ولا لتهديدات بوش قبله، ولا لكل هذا الغرب الذي يؤكد في كل يوم التزامه أمن إسرائيل، وتفوق إسرائيل». ولفت الى ان «ايران عندما تدعم حركات المقاومة، إنما تقوم بواجبها، وهي لا تُملي شروطاً، ولا تطلب شيئاً، ولا تريد جزاءً من أحد»، منبهاً من أن «كل من يُحاول أن يُقدّم إسرائيل كصديق هو خادمٌ لإسرائيل، علم أو لم يعلم، كما أن كل من يُحاول أن يُقدّم إيران كعدو، هو خادمٌ لإسرائيل، علم أو لم يعلم». واعتبر ان «فلسطين هي قضيتنا المركزية وستبقى. لكن هناك من يسعى من خلال إثارة الفتن المذهبية والتحريض الطائفي والمذهبي أن يدق إسفيناً، أو يضع الحواجز النفسية، بين غير العرب والعرب، وبين الشيعة والسنّة، وبين شعوب المنطقة والشعب الفلسطيني، وبيننا وبين فلسطين». وقال: «إن فلسطين هي جزءٌ من إيماننا وعقيدتنا ومسؤوليتنا، ولا يمكن أن يحول بيننا وبين مساندتها ودعمها والوقوف الى جانبها، شيءٌ على الإطلاق. ومن الواجب أن نقف أمام نموذج انتصار الدم على السيف، النموذج الجديد، الذي شهدناه في الأيام القليلة الماضية في غزة». واذ جدد «التبريك لأهلنا في غزة، للمقاومة الفلسطينية، بكل حركاتها وفصائلها وكتائبها وسراياها، على هذا الانتصار العظيم، ولشهدائها وجرحاها وشعبها»، قال ان «هذا انتصارٌ حقيقي، مهما حاول بعض الكتبة المرتزقة عند أسياد إسرائيل، أن يطعنوا فيه، كما طعنوا في انتصار تموز 2006، وانتصار غزة 2009». وتوجّه نصرالله بنداء إلى الحكومات والدول في العالمين العربي والإسلامي، قائلاً: «إن غزةوفلسطين لا تحتاجان فقط إلى تعاطفكم، وإلى محبتكم وإلى زياراتكم، وإنما إلى سلاحكم وأموالكم ودعمكم وإلى مساندتكم الحقيقية. والمقاومة صنعت الانتصار تلو الانتصار، من خلال هذه المواجهة الاخيرة تأكد أيضاً، أن إسرائيل واقعاً هي أوهن من بيت العنكبوت». واذ دعا نصرالله «السلطات في البحرين إلى الاستجابة إلى المطالب المحقّة للشعب البحريني»، قال: «المظلوم اليوم في سورية هو كل سورية، بشعبها وجيشها وكل وجودها، لأنها مستهدفة على أكثر من صعيد». وأضاف: «هناك حقوق مشروعة في الإصلاح يطالب بها الكثيرون من الشعب السوري، وهناك أيضاً من يقبل هذا الحق ويستجيب لهذه المطالب. اليوم نصرة المظلوم في سورية تتمثل في الدعوة والعمل إلى وقف القتال ووقف نزيف الدم ووقف تدمير سورية، لتبقى موحدة، وتستعيد عافيتها وموقعها في المنطقة، حتى لا تضيع من أيدي الجميع». وفي الشأن اللبناني، أكد نصرالله «حرصنا الشديد على الأمن والاستقرار والسلم الأهلي والعيش الواحد بين جميع مكوّنات الشعب اللبناني، ونحن نثبت من خلال كل أدائنا وسلوكنا هذه الحقيقة. أما ما يُلقى علينا من اتهامات، خصوصاً في مجال الاغتيال، فهو اتهامات ظالمة وواهية وكاذبة، لا تستند إلى أي دليل وإلى أي معطى، بل هي تكمل وتنجز أهداف الاغتيال الذي يحصل هنا وهناك». وقال: «إننا نؤكد ابتعادنا عن أي فتنة وصبرنا على كل ظلم وتهمة وشتيمة، بل على كل اعتداء، وعدونا الوحيد هو إسرائيل، الغاصبة لفلسطين والقدس ولأرضنا اللبنانية والعربية، وليس لنا أعداء في لبنان». وأضاف: «توجد خصومات سياسية لنا في لبنان، ومنافسات سياسية وانقسامات سياسية حادة، ولكن نحن لا ننظر إلى أي فريق لبناني على أنه عدو. قد ننظر إليه على أنه خصم، وأحياناً قد يظلمنا هذا الخصم وقد يعتدي علينا، ولكننا لا نتعاطى إلا من هذا الموقع الذي ينظر إلى إسرائيل على انها هي العدو الوحيد. ولذلك نحن كنا وما زلنا نؤمن بأن الحوار والتواصل والعمل السياسي هي الطريق لمعالجة الأزمات، ولم نرفض في أي يوم من الأيام أن نذهب إلى حوار أو إلى طاولة حوار». وزاد: «في الأسابيع القليلة الماضية هناك من وقف ليقول: أنا لا أريد الحوار مع هؤلاء لأنهم قتلة، لأنهم مجرمون، وهناك من قال إنه لا يريد أن يحضر في مجلس أو مكان أو محضر يوجد فيه مندوبون ل «حزب الله»، وهناك من اعلن مقاطعة الحوار. ولكن عندما وقفنا لنقول ما قلنا في يوم الشهيد، قالوا إن «حزب الله» يعطّل الحوار ويقطع الطريق على الحوار». وتابع: «نحن مستعدون للاستجابة لدعوة الحوار في 29 من الشهر الجاري. نحن لا نقبل أن يفرض أحد شروطاً علينا في الحوار. وأنا دائماً كنت من دعاة التواضع، وأقول لكم تواضعوا، وأقول لكم اليوم: نحن مع الحوار والتلاقي والتواصل والعمل السياسي والحل السياسي، ولكن من يتكبر علينا فلنتكبر عليه. نحن لن نستجدي الحوار من أحد، الذي يحب أن يأتي إلى الحوار أهلاً وسهلاً، ومن لا يحب أن يأتي إلى الحوار، مجدداً، الله معه». ووجّه نصرالله رسالة «للعدو الإسرائيلي، ولبعض المراهنين عليه في المنطقة من جديد. الكل يعرف موقع ودور المقاومة التي حررت ودافعت وحمت، وتجربة غزة أكدت هذا المعنى. عندما انتهت المواجهة في غزة، خرج البعض وللأسف حتى في لبنان ليقول: انتبه يا لبنان، إسرائيل لأنها انحشرت عربياً ودولياً، وفي غزة أصبح هناك تضامن عربي وإسلامي ودولي معها، تريد أن تستعيد خسارتها وأن «تفش خلقها» في لبنان، وعادوا يهوّلون من جديد على لبنان، على قاعدة أنه إذا اعتدت اسرائيل على لبنان فلن يلقى لبنان التعاطف العربي والاسلامي والدولي الذي لاقته غزة». وأكد نصر الله أن «الذي حمى غزة بعد الله هو إرادة المقاومة وشعبها وسلاحها وصواريخها». وقال: «هنا في لبنان، نحن لا نحتاج إلى أي تعاطف، والاسرائيلي يعرف جيداً أن هذه الارادة وأن هذا السلاح وأن هذا الشعب وأن هذه الحاضنة موجود هنا. بل أكثر من ذلك، إذا كانت اسرائيل اهتزت وارتبكت أمام عدد من صواريخ فجر 5 التي نزلت على تل ابيب، أريد أن أقول لهم اليوم - ويمكن أن تكون هذه المرة الاولى التي نتحدث فيها بهذا الوضوح، إسرائيل التي هزّها عدد من صواريخ فجر 5 لا تتجاوز أصابع اليد خلال ثمانية أيام، كيف ستتحمل آلاف الصواريخ التي ستنزل على تل ابيب وغير تل ابيب إذا اعتدت على لبنان»، لافتاً الى انه «اذا كانت المواجهة مع قطاع غزة، وبسبب الحصار، يعني الموضوع يرتبط بالامكانات وليس بالارادة، كانت المعركة شعاعها من أربعين كلم إلى سبعين أو ثمانين كلم. أما المعركة معنا فشعاعها على طول فلسطينالمحتلة من الحدود اللبنانية إلى الحدود الأردنية إلى البحر الاحمر، وهنا فليسمعني الإسرائيلي جيداً من كريات شمونة إلى إيلات». وقال: «لقد انتهى الزمن الذي يُهوَّل علينا بإسرائيل، هذه إسرائيل المخيفة المرعبة انتهت منذ زمن، وليس الآن، لكن هناك من لا يزال يعيش على كوابيس الخوف التي اعتاد أن يعيشها طوال عشرات السنين».