أكد نائب رئيس البرلمان الايراني محمد رضا باهونار، أن «البرلمان الإيراني يحتل موقعاً مميزاً وفريداً في نظام الحكم في إيران وفي إمكانه أن يلعب دوراً مهماً ومؤثراً وفاعلاً في تطوير العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة كافة». عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا امس مع وفد من «لجنة الصداقة البرلمانية الإيرانية - اللبنانية» برئاسة باهونار في حضور السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي والنائب غازي زعيتر، العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البرلمانين اللبناني والايراني والبروتوكولات والاتفاقات الموقعة بين الجانبين لتعزيز العلاقات وتطويرها. وأكد المسؤول الايراني «دعم بلاده للبنان في شتى المجالات»، مكرراً دعوة الرئيس سليمان لزيارة إيران. ورحب سليمان بالوفد، شاكراً لإيران «وقوفها الدائم الى جانب لبنان». وزار الوفد بعد ذلك رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي الكبيرة، وقال باهونار بعد اللقاء: «قدمنا التهنئة القلبية الحارة لدولة الرئيس ميقاتي على تشكيل الحكومة الجديدة، ولمناسبة مرور الذكرى السنوية لانتصار المقاومة اللبنانية. أؤكد لكم أن البرلمان الإيراني يحتل موقعاً مميزاً وفريداً في نظام الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي إمكانه أن يلعب دوراً مهماً ومؤثراً وفاعلاً في تطوير العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة كافة، والبرلمان الإيراني، كأي برلمان آخر، بعيد من بعض القيود التي تعترض عمل الحكومات، وهذا الأمر يطلق حريته في التعاطي المباشر والبناء مع كل البرلمانات الصديقة والشقيقة». وأضاف: «أكدنا خلال اللقاء أوجه التعاون الثنائي الأخوي والبناء الذي في إمكانه أن يستمر ويتعزز في المستقبل. كما أكدنا أن كل القضايا المحقة والعادلة في هذا العالم ولا سيما في لبنان وفلسطين والمقاومة الباسلة لم تكن في يوم من الأيام من القضايا العابرة أو الهامشية في السياسة الإيرانية وأنما تأتي دوماً في صلب السياسة والتوجهات السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية». وتابع: «كما تطرقنا إلى قضايا الساعة من قبيل الانتفاضات الشعبية التي تقوم حالياً في بعض البلدان العربية، وأعربنا عن قناعتنا بأن الغرب في شكل عام والولايات المتحدة الأميركية في شكل خاص تريد أن ترسم أمواج هذه الانتفاضات الشعبية العربية وأن تسيرها وتديرها في الاتجاه الذي يخدم المصالح الأمبريالية الأميركية، ونحن نؤكد قناعاتنا بأن صحوة هذه الشعوب ووعيها ودرايتها ستقطع الطريق على هذه المشاريع الأميركية والغربية المشؤومة». وقال: «أكدنا للرئيس ميقاتي أن إيران لديها تجربة فريدة واستثنائية في مجال البناء والعمران، ولا سيما ابان الحرب التي فرضت عليها والدفاع المقدس عن ترابها الوطني، كذلك خلال نجاح تجربتها الفريدة والمميزة في الصمود والتصدي في وجه الحصار الغربي والأميركي المفروض على الجمهورية في المجالات كافة خلال العقود الماضية، وهي تمكنت من أن تتخطى كل الصعاب وأن تبني نفسها بنفسها في المجالات العمرانية والإنمائية والصناعية والتكنولوجية المتطورة، وهي على أتم الاستعداد كي تضع هذه التجربة الإيرانية الفريدة في مجال تطبيق الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين لبنان وإيران». وعن انعكاس ما يجري في سورية على الوضع الإيراني أجاب: «نحن نعتقد ان ما يجري في سورية حالياً هو عبارة عن مؤامرة أميركية - إسرائيلية بمشاركة حلفاء الأميركيين والعدو الصهيوني، هذه الأطراف المتآمرة تريد أن تبين للعالم أن الأوضاع الحالية هي أوضاع متشنجة ومضطربة في سورية، لكن نحن نعتقد أنه، في الجبهة المقابلة، فإن كل القوى التي تمثل محور الممانعة والتصدي والمقاومة للمشاريع الأميركية والإسرائيلية وفي طليعتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان والمقاومة في فلسطين وحركة حماس، كل هذه التيارات ينبغي ان تتحلى بأقصى درجات الوعي والحذر والإدراك والحكمة والدراية من اجل أن تقطع دابر التدخلات الأميركية الإسرائيلية في الوضع الداخلي السوري. نحن نعتقد بأن الهدف من كل ذلك ليس لافتات الإصلاحات المعلنة إنما فصل سورية عن محور المقاومة».