شدد المرشح الرئاسي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي على أنه «لن يُسمح بتكرار تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين»، كما نبه إلى إمكان نزول المصريين مجدداً للمطالبة برحيله عن السلطة، لكنه شدد على أنه «لن ينتظر نزولاً ثالثاً للجيش للإطاحة به من سدة الحكم»، فيما وعد منافسه مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي ب «إقامة دولة مدنية ديموقراطية عادلة تقضي وتطهر مؤسسات الدولة من الفساد»، معتبراً أن الدولة تحتاج إلى «إدارة حكيمة لتحقيق أهداف الثورة». وقبل يومين من انطلاق الاستحقاق الرئاسي ببدء اقتراع المصريين المغتربين، تعهد وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم أمس ب «تأمين إرادة المصريين في اختيار رئيسهم الجديد»، مشيراً إلى أن هناك خططاً مشتركة بين الجيش والشرطة لتأمين لجان الاقتراع وتنسيقاً كاملاً لتأمين الحدود». وكان وزير الدفاع السابق اجتمع أمس بوفد من أدباء وكتّاب مصر، حيث أكد وفقاً لبيان وزعته حملته الانتخابية أن هناك «مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم، من أجل خلق منظومة وعي حقيقية لدى المواطن المصري تمكِّنه من إدراك مستوى التحديات التي تواجه الوطن في الوقت الراهن»، قبل أن يطل السيسي مساءً في الجزء الثاني من المقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية» والتي ركز فيها على علاقات مصر الدولية. وشدد السيسي على أن الدور العربي المساند لمصر عقب 30 يونيو الماضي «كان له الأثر الكبير في إحداث الاستقرار»، مؤكداً العمق الاستراتيجي بين مصر والدول العربية. وأوضح السيسي أن قوات الجيش الموجودة في سيناء «هدفها حماية الأمن القومي لمصر وليس للاعتداء على أحد» في إشارة إلى إسرائيل، لكنه لفت إلى أنه في حال «وجود ضرورة لتعديل اتفاق السلام مع إسرائيل فإنه سيطلب ذلك لو فاز بالرئاسة». وسعى السيسي إلى طمأنة قوى الشباب، مشدداً على تقدير المصريين لدورهم، وأن ما فعلوه من أجل بلدهم لا ينسى، ولا ينكره إلا جاحد، لكنه دعاهم إلى «تقدير الظروف الصعبة التي تعيشها مصر»، وقال: «أنتم صنعتم التغيير قفوا مع مصر حتى نبني مستقبلاً لكم ولأبنائكم»، مشدداً على تطلعه لمساهمة الشباب في صناعة المستقبل. وكان السيسي أكد بلهجة حاسمة في الجزء الأول من حديث تلفزيوني لقناة «سكاي نيوز» الذي أذيع مساء أول من أمس، على أنه لن يسمح بتكرار تجربة حكم جماعة ا»لإخوان المسلمين»، وقال إن «إشكالية الإخوان أنهم كانوا جاهزين ومنظمين جداً ومستعدين للحكم لكنهم لم يكونوا مستعدين للنجاح في الحكم»، مشيراً إلى أن المصريين «اختاروا الإخوان على عقد الدستور والقانون، لكنهم كانوا يتحركون وفق وجهة نظر أخرى غير الدستور والقانون». ولفت إلى أن الجماعة، كانت في «عزلة عن المجتمع المصري. كانوا غير متوافقين مع النسيج. هذه إحدى الإشكاليات التي واجهت استمرارهم». وأكد السيسي أنه «ليس بيني وبين الإخوان خصومة أو ثأر، لكنهم قدموا أنفسهم بشكل جعل المصريين لا يقبلونهم. هم حوّلوا الخلاف السياسي بسبب فشلهم إلى خلاف ديني. إلا ان المصريين لا يحتاجون لمن يحدثهم باسم الدين، فهم مسلمون ومسيحيون متدينون». وشدد على أن تجديد الخطاب الديني مسؤولية الأزهر والكنيسة وليس مسؤولية أي جهة أخرى. وأكد السيسي أنه لن ينتظر حتى نزول الجيش إلى الشارع لمساندة الناس إذا خرجوا ضده، في إشارة إلى أنه سيترك السلطة حينها، وقال رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن الجيش سينزل لخلعه إذا طالب المصريون بذلك: «لن أنتظر حتى نزول الجيش. إذا رفضني الناس سأقول أنا تحت أمركم»، مؤكداً أن الجيش «لا يصطف مع أحد ضد أحد وأنه ينظر لمصلحة البلاد دونما أي اعتبار آخر». وتعهد السيسي بأنه «إذا سارت الأمور وفق خطتنا، سيشعر المصريون بتغيير حقيقي خلال عامين»، وأكد أن لديه «احتراماً حقيقياً للحريات وإرادة الناس. لكن أرجو ألا توصلنا الحرية لحالة من الفوضى». وتعهد بدعم الشرطة ورفع كفاءتها من أجل تحقيق مهمتها في حفظ الأمن والقانون. في المقابل، أكد المرشح حمدين صباحي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة «معركة جديدة نخوضها من أجل وصول الثورة للحكم وتحقيق أهدافها، والقصاص للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن»، لافتاً إلى أن للشباب دوراً كبيراً خلال المرحلة المقبلة في تحقيق أهداف الثورة. وأشار صباحي في مؤتمر في مدينة دمنهور (دلتا النيل) إلى «أن الهدف من وصول الثورة للحكم هو إقامة دولة مدنية ديموقراطية عادلة تقضي وتطهر مؤسسات الدولة من الفساد»، موضحاً أن الدولة تحتاج إلى إدارة حكيمة لتحقيق أهداف الثورة. وشدد صباحي على أنه لن يقبل في حالة فوزه بالرئاسة أن يضطهد أي مواطن مصري، سواء كان قبطياً أو فقيراً أو امرأة أو صاحب رأي، مؤكداً المساواة بين الجميع من دون تمييز أو تفرقة، وأن مصر لن تعود إلى الوراء. وكرر صباحي مطالبته بعقد مناظرة مع منافسه عبد الفتاح السيسي، مؤكداً أن المناظرة حق أصيل للشعب المصري مثلما يحدث في جميع الدول المتقدمة.