تعهد قائد الجيش المصري السابق المشير عبد الفتاح السيسي الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية السبت بتحقيق "الاستقرار والامان والامل" عند بدء الحملات الدعائية للاقتراع، وذلك غداة يوم دام سقط خلاله ثلاثة قتلى في تفجيرات. وينظر الى انتخابات الرئاسة المقرر اجراؤها في 26 و27 مايو والتي تهدف الى انتخاب رئيس جديد بعد الاطاحة بالرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في يوليو الفائت، على انها محسومة النتيجة سلفا لصالح قائد الجيش السابق. والمنافس الوحيد للسيسي هو اليساري حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات 2012 والذي يواجه دعما شعبيا غير مسبوق لقائد الجيش السابق الذي القى بنفسه بيان عزل مرسي في الثالث من يوليو الفائت. وقال صباحي في تجمع انتخابي في مدينة اسيوط (جنوب) تم بث وقائعه على التلفزيون "السياسات الموجودة ايام مبارك هي السياسات الموجودة لحد الان". واضاف "هدفنا في الانتخابات ان نأخذ ثقة شعبنا لتغيير سياسات الفساد والاستبداد والفقر". وقال صباحي انه حال فوزه فإنه سيقيم علاقات قائمة على الندية مع بقية دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة وروسيا. وأضاف، على هامش مؤتمر تدشين حملته الانتخابية الرسمية من الصعيد في أسيوط، يوم السبت إحنا مش عايشين من خير أمريكا، ومصر مش متجوزة أمريكا، حاشا لله أن تكون كذلك ، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية، نبيل فهمي، التي قالها في واشنطن، بأن مصر متزوجة من الولاياتالمتحدة. وقال إننا نريد إقامة علاقة محترمة لا عدائية ولا تبعية ولا فيها رضوخ للأمريكان.. وسنؤمن لجيشنا ألا يكون مرهونا بمعونة أمريكا، الكلام عن قطع المعونة تهديد لأمريكا وليس تهديدًا لمصر. حمدين صباحي وأضاف أن برنامجه الانتخابي يقدم فرص متكافئة للجميع دون تمييز طائفي أو عرقي أو سياسي. وأكد صباحي على حق كل مصري في التعبير عن رأيه الحر وحقه في التظاهر السلمي أو الاعتصام السلمي من أجل هذا الوطن، مضيفا أن الحريات المدنية والسياسية هي التي تكمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى إن انتخابات الرئاسة هي باب وصول السلطة للثورة، ووصول الشباب إلى حكم هذ البلد، والأهداف النبيلة إلى قرارات، وتنمية الصعيد جزء أساسي من برنامجنا. وأكد المرشح الرئاسي "لن نسمح بعودة رموز النظام السابق أو الأسبق، ولن تستمر سياسات السابق ولا الأسبق لأنها سياسات واحدة، فمصر تحتاج إلى تغيير وتطوير كل أجهزة الدولة، ولن نسمح بأن يتم وصف الدولة المصرية بالرخوة أو العجوز أو الفاشلة، وسوف تكون دولة شابة ومنتجة بشبابها وأهلها الذين يتمتعون بقدر من الحرية والرخاء، كما ستكون دولة فاعلة فى عالم حديث". لكن بعد ثلاث سنوات مليئة بالاضطرابات السياسية والامنية، يتوق الكثير من الناخبين الى زعيم قوي قادر على استعادة الاستقرار والنهوض بالبلاد وهو ما يجسده بالنسبة لهم السيسي. وتعهد السيسي، الذي يمقته انصار مرسي، بالقضاء على الهجمات المسلحة مثل تلك التي وقعت الجمعة واسفرت عن مقتل ثلاثة قتلى بينهم جندي وشرطي، فيما قتل شخصان آخران في اشتباكات بين انصار مرسي ومعارضين له في الاسكندرية، شمال البلاد. وكتب السيسي صباح السبت على تويتر "أعد بالعمل الشاق واطالب الجميع بتحمل المسؤولية معي بناء هذا الوطن هو مسؤوليتنا جميعا". واضاف "ابناء مصر... بإرادتنا وقدراتنا يتحقق الاستقرار والامان والامل لكل المصريين... ومعاً نحقق للوطن حلمه و "تحيا مصر". وتنتشر صور ولافتات كبيرة للقائد العسكري السابق في مختلف احياء القاهرة والعديد من باقي المدن المصرية. وبفوز السيسي المتوقع تستعيد المؤسسة العسكرية قيادة دفة القيادة في البلاد، التقليد القديم الذي كسره وصول المدني مرسي للحكم لمدة عام واحد. ومن المتوقع ان تتكثف تظاهرات جماعة الاخوان المسلمين وتتزايد هجمات المسلحين المتشددين في حال فاز السيسي، رغم تواصل حملة القمع الاوسع والاكبر منذ عقود.