أعلن الجيش الفيليبيني أمس، أن ضربة جوية على متمردين إسلاميين يتحصنون في مدينة جنوب البلاد، تسببت في مقتل 11 جندياً بطريق الخطأ، وذلك في ضربة قوية لمساعي الحكومة لإنهاء أكبر أزمة أمنية داخلية تواجهها منذ سنين. وقع الحادث الأربعاء عندما أسقطت طائرتان من طراز (إس إف- 260) قنابل على هدف في قلب مدينة ماراوي. وأصابت الطائرة الأولى هدفها، لكن الأخرى أخفقت في إصابة الهدف. ويخوض الجنود الفيليبينيون معركة منذ تسعة أيام ضد المتشددين الإسلاميين المتحصنين في وسط المدينة. وقال وزير الدفاع دلفين لورينزانا في مؤتمر صحافي: «أحياناً في خضم المعركة تحصل الكثير من الأمور. وتقع حوادث مثل هذه». وأضاف: «من المحزن للغاية أن نقصف قواتنا. ثمة خطأ ما حتماً قد وقع إما من شخص يصدر التوجيهات من الأرض أو من الطيار». وتسعى القوات المسلحة في الفيليبين من خلال عمليات برية وضربات جوية بمروحيات إلى طرد متمردي جماعة ماوتي من المدينة. وأرسلت طائرات (إس إف - 260) للمرة الأولى الأربعاء. وأثبتت جماعة ماوتي الموالية لتنظيم «داعش» أنها عدو شرس ورابطت في قلب مدينة ماراوي بعد ضربات جوية استمرت أياماً ووصفها الجيش بأنها «دقيقة» وتضرب أهدافاً معروفة للمتمردين. وستضيف قدرة ماوتي على الصمود أمام الجيش الذي يملك أعداداً أكبر وقوة نار أفضل، إلى مخاوف اعتراف زعامة «داعش» في الشرق الأوسط بها وتحولها إلى جناح التنظيم المتشدد في جنوب شرقي آسيا. وبمقتل الجنود يرتفع عدد القتلى في صفوف أفراد قوات الأمن إلى 38 قتيلاً إلى جانب 19 قتيلاً من المدنيين و120 من المتمردين قتلوا في معارك ماراوي خلال الأيام التسعة الماضية. وقال لورينزانا إن هناك متشددين من الخليج وماليزيا وإندونيسيا واليمن والشيشان بين ثمانية أجانب قتلوا في المعارك. ويقول خبراء إن هذا مؤشر على أن الفيليبين تواجه مشكلة كبيرة. وبدأ سكان مدينة ماراوي التي يغلب عليها المسلمون نزوحا جماعيا منها منذ 23 أيار (مايو) الماضي، عندما عاث متمردو ماوتي فساداً وأحرقوا وسيطروا على مبان ونهبوا أسلحة وسيارات الشرطة واحتجزوا رهائن وحرروا سجناء لينضموا إليهم. وقال لورينزانا إن الجيش قد يعلق الضربات الجوية ووصف المتمردين بأنهم قوة صغيرة «لا يمكنها الصمود لوقت طويل». وأضاف الجيش 21 مدرعة وكتيبة ثالثة من الجنود إلى العملية العسكرية أمس، لوضع حد لاحتلال جزء من المدينة. ويخشى الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي انتشار الأيديولوجية المتشددة في جنوب البلاد وأن تتحول المنطقة إلى ملاذ للمتشددين من جنوب شرقي آسيا وما وراءه. وقال إن التمرد في جزيرة مينداناو ليس من تدبير عناصر جماعة ماوتي وإنما هو «داعشي صرف»، لافتاً إلى أنه حذر منذ وقت طويل من قرب وصول التنظيم إلى بلاده. وقال البريغادير- جنرال ريستيتوتو باديلا الناطق العسكري إن الجيش سيجري تحقيقاً في مقتل الجنود.