عثرت القوات الفيليبينية على جثث 8 مدنيين معدومين، فيما شنّت غارات جوية أخرى أمس لإخراج مسلحين مرتبطين بتنظيم «داعش» من مدينة ماراوي المحاصرة جنوب البلاد. واقترب عدد القتلى من المئة منذ بدء القتال قبل 6 أيام. وكانت معلومات أفادت بأن مسلحي جماعة «ماوتي» قتلوا مدنيين أثناء استيلائهم الدموي على المدينة، في خطوة يعتبر الجيش الفيليبيني أنها تستهدف نيل «ماوتي» إقراراً من «داعش» بأنها جماعة تابعة لها في جنوب شرقي آسيا، بدعم متطرفين من إندونيسيا وماليزيا. ونشر الجيش قوات برية إضافية قبل أيام وأرسل مروحيات لشنّ ضربات صاروخية على مواقع «ماوتي»، إذ استولى مسلحوها على مبان وجسر في عمق المدينة التي تقطنها غالبية من المسلمين وبقي فيها عدد ضئيل من المدنيين. وأعلن الجيش مقتل 61 مسلحاً و11 جندياً و4 شرطيين في الاشتباكات. وأعلن ناطق عسكري العثور على جثث 4 رجال و3 نساء وطفل قرب طريق تحاذي جامعة مينداناو الرسمية في ماراوي. وأشارت الشرطة إلى عثورها على جثث 8 رجال أُطلق الرصاص على معظمهم في الرأس وبعضهم مقيّد الأيدي إلى وراء. وأضافت أن الضحايا كانوا نجارين ضمن قافلة نازحين أوقفهم المسلحون على أطراف المدينة، أثناء محاولتهم الفرار من الاشتباكات. ووَرَدَ في ورقة أُلصقت بواحد من القتلى أن الضحايا «خانوا عقيدتهم». وتجددت المعارك العنيفة أمس، إذ اشتبكت القوات الحكومية مع مسلحي «ماوتي» بأسلحة ثقيلة. وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد، وأطلقت مروحيات 8 صواريخ على مواقع للمسلحين. واندلع العنف بعد محاولة فاشلة لقوات الأمن لتوقيف إسنيلون هابيلون، قائد أحد الفصائل المتطرفة لجماعة متشددة أخرى، والذي تعتقد السلطات بأنه زعيم «داعش» في الفيليبين. ويعتبر الجيش أن جماعة «ماوتي» تحمي هابيلون، وحدد المنطقة المقيم فيها، علماً أنه يقود فصيلاً متطرفاً تابعاً لجماعة «أبو سياف» التي تتخذ مينداناو قاعدة لها. ولفت وزير الدفاع دلفين لورنزانا إلى أن هابيلون تلقّى مليونَي دولار من متشددين في سورية، لتمويل حملته في مينداناو. وقال قائد عسكري في مينداناو: «نحاول استخدام أقصى مقدار من القوة لدينا. الهدف الرئيس من الهجوم هو إنهاء الفوضى وإعادة الأمور إلى أوضاعها في ماراوي، لكي يستطيع الناس العودة إليها، خصوصاً مع حلول (شهر) رمضان». وكان الرئيس رودريغو دوتيرتي أعلن الثلثاء الماضي الأحكام العرفية ل60 يوماً في جنوب الفيليبين. وذكر ناطق عسكري أن العمليات القتالية ما زالت مستمرة، مستدركاً أن المسلحين ضعفوا. وأضاف: «نعتقد بأنهم يعانون نقصاً في الذخيرة والأغذية. ومقارنة مع الأيام الأولى (للقتال)، باتت مقاومة المسلحين أقل في شكل متزايد داخل ماراوي». وبقي في المدينة حوالى ألفين من 200 ألف شخص يقيمون فيها، وجّه كثيرون منهم رسائل نصية يائسة تطلب إنقاذهم، مشيرين إلى تدمير منازلهم. وكان مسؤولون تحدثوا عن إجلاء بين 80 و90 في المئة من السكان. وبقي سكان آمنين في بعض الأحياء، فيما تقطعت السبل بآخرين كانوا قرب مسلحي جماعة «ماوتي» ومتشددين آخرين في المنطقة. ويسيطر المتشددون على مبان حكومية، بينها سجن، ما أسفر عن هروب أكثر من 100 سجين، بينهم أعضاء في «ماوتي». في غضون ذلك، حاول دوتيرتي طمأنة جنود في مينداناو قد يواجهون اتهامات بارتكاب انتهاكات بموجب قانون الأحكام العرفية، اذ قال مازحاً إنه سيعلن مسؤوليته عن احتمال قيام أحدهم باغتصاب 3 نساء. وأضاف مخاطباً الجنود: «بالنسبة إلى قانون الأحكام العرفية وعواقبه، أنا وحدي سأكون مسؤولاً. فقط أدوا مهمتكم وسأتولى أنا الباقي». وأشار إلى أنه «سيسجن» أي جندي يرتكب انتهاكات، مستدركاً:»إذا اغتصبت ثلاث (نساء) فسأقبل ذلك عليّ». وأثار هذا التصريح انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفت تشيلسي كلينتون، ابنة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون، دوتيرتي ب«قاطع طريق قاتل لا يأبه بحقوق الإنسان»، وزادت: «مهم الاستمرار في الإشارة إلى أن الاغتصاب ليس دعابة إطلاقاً». ولم تكن تلك أول مرة يلقي فيها دوتيرتي دعابة في شأن الاغتصاب، إذ تطرّق خلال حملته الانتخابية العام الماضي إلى شغب وقع في سجن عام 1989، قُتلت خلاله مبشرة أسترالية ووقف السجناء طابوراً لاغتصابها. وقال دوتيرتي إن الضحية كانت جميلة، لكنه اعتذر لاحقاً، مؤكداً أنه لم يقصد عدم احترام المرأة أو ضحايا الاغتصاب.