شهد ريف حلب الشمالي الشرقي معارك عنيفة أمس بين فصائل سورية تعمل ضمن إطار عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا، وبين «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين، في أعنف مواجهة بين هذين الطرفين اللذين يخوضان في الوقت نفسه معارك ضد تنظيم «داعش» في المناطق المحيطة بمدينة الباب، معقله الأخير في ريف حلب. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «معارك عنيفة» تدور بين «مقاتلي مجلس منبج العسكري من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في «درع الفرات» المدعمة بالقوات التركية وطائراتها من جهة أخرى، في قرية الشيخ ناصر الواقعة بالقرب من بلدة العريمة في ريف منبج الغربي». وينضوي «مجلس منبج العسكري» ضمن تحالف عربي - كردي باسم «قوات سورية الديموقراطية»، وهو أحد المكوّنات العربية لهذا التحالف الذي تشكّل «وحدات حماية الشعب» الكردية عماده الأساسي. وطالبت تركيا مراراً بانسحاب الأكراد من مدينة منبج بعد طرد تنظيم «داعش» منها قبل شهور، ولم يستجب الأكراد لذلك سوى قبل أيام عندما أعلنوا أنهم سحبوا قواتهم إلى شرق الفرات للمشاركة في عملية «غضب الفرات» المدعومة من الأميركيين والهادفة إلى عزل مدينة الرقة وطرد «داعش» منها. لكن الإعلان عن انسحاب الأكراد من منبج لم ينه كما يبدو التحفظات التركية، إذ أن الفصائل السورية المدعومة من أنقرة تبدو عازمة على التقدم نحو منبج بعد الانتهاء من معركة الباب وطرد «داعش» منها. وبحسب تقرير ل «المرصد السوري» أمس فقد تمكنت فصائل «درع الفرات» من دخول قرية الشيخ ناصر المجاورة لبلدة العريمة والواقعة في منتصف الطريق تقريباً بين منبج والباب. لكنه أضاف أن «مقاتلي مجلس منبج العسكري عمدوا إلى محاصرة القرية» قبل أن يشنوا هجوماً معاكساً ويطردوا فصائل «درع الفرات» منها، متحدثاً عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وكانت قرى الشيخ ناصر وقرت ويران وإيلان تعرضت أول من أمس لضربات جوية تركية قتلت مقاتلاً من «مجلس منبج العسكري» وأصابت 3 آخرين بجروح، على ما أورد «المرصد» الذي لفت أيضاً إلى أن رئيس «مجلس منبج العسكري» عدنان أبو أمجد توعد بالرد على الغارات التركية. وعلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، قال «المرصد» إن طائرات التحالف الدولي شنّت غارات عدة على مناطق في ريف الرقة الشمالي، وسط استمرار الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، في محاور بريف عين عيسى، «وسط تقدم لقوات سورية الديموقراطية وسيطرتها على قرية رجم الأبيض، ليرتفع إلى 48 عدد المزارع والقرى والمواقع التي سيطرت عليها منذ بدء حملة «غضب الفرات» في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري». وتهدف هذه العملية إلى عزل مدينة الرقة عن ريفيها الشرقي والشمالي تمهيداً لطرد تنظيم «داعش» منها. وأشارت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس إلى أن طائرات التحالف ارتكبت فجر الاثنين «مجزرة مروعة بحق المدنيين شمال مدينة الرقة بعد استهداف قرية الصالحية بغارة جوية»، متحدثة عن «مقتل تسعة أشخاص بينهم ستة من عائلة واحدة من أبناء قرية الصالحية». وتابعت: «تعد هذه المجزرة الثانية خلال أسبوع حيث قضى عشرة أشخاص قبل يومين في قصف لطائرات التحالف على قرى بعاص وحزيمة والعبارة» في إطار دعم القوات المشاركة في «غضب الفرات» للتقدم نحو الرقة، العاصمة الفعلية ل «داعش» في شمال شرقي سورية.