تراجع تنظيم «داعش» مجدداً في ريفي محافظتي حلب والرقة، حيث يتعرّض لهجمات يشنّها أكثر من طرف لطرده من معاقله في الشمال السوري. وفيما أفيد بأن «قوات سورية الديموقراطية» واصلت تقدّمها نحو مدينة الرقة في إطار عملية «غضب الفرات»، شهد ريف حلب الشمالي الشرقي مزيداً من المكاسب لفصائل «الجيش الحر» المدعومة من الأتراك والمشاركة في عملية «درع الفرات»، في إطار هجوم يهدف في مرحلته الحالية إلى الوصول إلى مدينة الباب، أكبر المدن الخاضعة لسيطرة «داعش» في محافظة حلب. وقالت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي عبارة عن تحالف كردي - عربي مدعوم من الولاياتالمتحدة، أنها سيطرت على قرية الهيشة الصغرى أول من أمس الجمعة، في إطار هجومها لعزل مدينة الرقة، العاصمة المفترضة ل «داعش» في سورية. وتقع القرية جنوب عين عيسى وعلى بعد بين 30 و35 كيلومتراً شمال الرقة، حيث توجد معسكرات تدريب للتنظيم ويخطط منها لعملياته، وفق ما أوردت «رويترز». وشنّت «قوات سورية الديموقراطية» عملية «غضب الفرات» انطلاقاً من عين عيسى في 5 تشرين الثاني (نوفمبر)، بهدف استعادة الرقة. وتشارك في العملية «وحدات حماية الشعب» الكردية وجماعات أخرى عربية. أما بالنسبة إلى عملية «درع الفرات» المدعومة تركياً، فقد أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين «الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعمة بالقوات والدبابات التركية من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وسط قصف مكثف من الفصائل على مناطق الاشتباك». وأضاف: «تمكنت الفصائل منذ صباح اليوم (أمس)، من بسط سيطرتها على 6 قرى على الأقل، هي: العون وحج كوسا وحليصة وبصلجة وأقداش والشعيب، ليرتفع إلى 18 على الأقل عدد القرى التي تمت السيطرة عليها» خلال الأيام الأخيرة. وتحاول قوات «درع الفرات» حالياً، التقدّم نحو الباب التي لم تعد تبعد منها سوى قرابة 12 كيلومتراً. ويتعرض تنظيم «داعش» في الوقت ذاته، لهجوم تشنه «قوات سورية الديموقراطية» في ريف حلب الشمالي الشرقي غرب نهر الفرات، لكن ليس واضحاً ما إذا كانت تريد أيضاً الوصول إلى الباب قبل فصائل «درع الفرات». وفي هذا الإطار، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي المكوّن الأساسي في «قوات سورية الديموقراطية»، سيطرت الجمعة على قرى عدة واقعة شرق الباب بعد انسحاب «داعش» منها. ونقلت عن «مصدر عسكري» أن التنظيم انسحب من قرى قرط صغير وقرط كبير والشيخ ناصر، التي تتبع لناحية العريمة، مشيراً إلى «أن هذه القرى تعتبر خط الدفاع الأول» عن هذه الناحية. وتابع المصدر أن «داعش» انسحب من القرى التي «تُعد المنطقة الفاصلة بين منبج والباب، وقام بالتحصن في ناحية العريمة، وذلك تزامناً مع تقدُّم الجيش السوري الحر في تلك المنطقة». أما «المرصد السوري» فأشار إلى أن 8 عناصر من «قوات سورية الديموقراطية» قُتلوا إثر استهدافهم من «داعش» بمفخخة في منطقة أم العمد بريف حلب الشمالي، «بالتزامن مع اشتباكات بين الجانبين في المنطقة ذاتها». وأضاف أن جثثهم موجودة لدى «داعش». وفي أنقرة، أفادت وكالة «ترك برس» بأن الاجتماع الأمني التركي الذي عقد برئاسة رئيس الوزراء بن علي يلدريم، أقرّ «مواصلة مكافحة الإرهاب سواء في الداخل أو الخارج، وتوسيع المنطقة الآمنة التي بدأت (تركيا) تشكيلها في شكل فعلي مع انطلاق عملية درع الفرات في الشمال السوري». ونقلت عن مصادر في رئاسة الوزراء، أنّ «الاجتماع الأمني قرر أيضاً مواصلة عمليات القوات المسلحة التركية خارج حدود البلاد، بخاصة في العراق وسورية، إلى أن يتم القضاء على التهديدات المقبلة كافة من الأراضي العراقية، وأكّد المجتمعون مواصلة وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة (قرب الموصل) حتّى القضاء على المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا». وفي ما يخص الحملة العسكرية المرتقبة على محافظة الرقة السورية، أوردت «ترك برس» أن «الاجتماع الأمني أكّد أنّ تركيا لن تسمح أبداً بسيطرة عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي (الامتداد السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني) على هذه المحافظة، وأنها ستعمل على إفشال فكرة إنشاء حزام إرهابي من جانب عناصر وحدات حماية الشعب الكردية في الشمال السوري». و «وحدات حماية الشعب» هي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، وتعتبره أنقرة إرهابياً بوصفه امتداداً لحزب العمال الكردستاني في تركيا.