أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، الأحد، بدء معركة تحرير الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم داعش في سوريا، ما يزيد الضغوط على الإرهابيين بعد دخول القوات العراقية إلى معقلهم في الموصل. بينما أعلنت فصائل من المعارضة السورية عن عملية عسكرية واسعة تم إطلاقها في ريف حماة الشمالي، وذلك لصدّ هجمات قوات النظام والميليشيات الموالية لها على القرى التي تسيطر عليها المعارضة. يأتي ذلك، فيما قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، أمس: إن على التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة للتصدي لتنظيم داعش أن يبدأ المعركة ضد التنظيم الإرهابي في مدينة الرقة معقله في سوريا بالتزامن مع عملية الموصل في العراق. وقال لإذاعة أوروبا 1: «أعتقد أن هذا سيكون ضروريا». وأضاف لو دريان -الذي تعد بلاده ثاني أكبر مساهم في التحالف ضد داعش- أن معركة الموصل قد تكون طويلة ومعقدة إذ إن الإرهابيين يختبئون وسط السكان. وفي السياق، قتل صبيحة الأحد، خمسة أطفال على الأقل وأصيب 25 آخرون بجروح بعد استهداف قوات نظام الأسد بقذائف الهاون لروضة أطفال بمدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حصيلة أعلنتها مديرية التربية والتعليم، وهي مرشحة للارتفاع بسبب خطورة الإصابات. وقامت فرق الدفاع المدني في مراكز 90 و450 بنقل الإصابات وإجلاء الطلاب، ونقل العديد من المصابين إلى المراكز الطبية في الغوطة الشرقية. وقالت شبكة «سوريا مباشر»: إن قذيفة هاون أطلقتها قوات النظام أصابت وبشكل مباشر الروضة، مضيفا أن حالات عديدة من الأطفال الجرحى في العناية المركزة. ووفق مصادر من فرق الدفاع المدني في ريف دمشق، فإن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب خطورة الإصابات التي تعرض لها عدد من الأطفال. غضب الفرات وقالت المتحدثة باسم الحملة التي أطلق عليها تسمية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، في مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومترا شمال مدينة الرقة: «إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش». وأوضحت أن العملية بدأت ميدانيا مساء السبت، مع «تشكيل غرفة عمليات غضب الفرات من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال». وأضافت: إن «ثلاثين ألف مقاتل سيخوضون معركة تحرير الرقة»، مضيفة: «ستتحرر الرقة بسواعد أبنائها وفصائلها (عرب وكرد وتركمان)، الأبطال المنضوين تحت راية قوات سوريا الديموقراطية، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي». وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا إنهم يتجهون نحو الجبهة. ويسيطر تنظيم داعش منذ يناير 2014 على مدينة الرقة، ومنذ أغسطس من العام ذاته، على محافظة الرقة الغنية بالحقول النفطية والقطن والقمح. وخسر السنة الماضية مناطق في المحافظة أبرزها تل أبيض وعين عيسى اللتان سيطر عليهما الأكراد. ومنذ تشكيلها في أكتوبر العام 2015، نجحت قوات سوريا الديموقراطية التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثها من الأكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد تنظيم داعش من مناطق عدة كان آخرها مدينة منبج (شمال) في شهرأغسطس الماضي. وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية التي تتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من التحالف الدولي: «وصول قرابة خمسين مستشارا وخبيرا عسكريا اميركيا موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي». وجددت قوات سوريا الديموقراطية، الأحد، التأكيد على عدم وجود أي دور تركي في العملية. وقال المتحدث العسكري باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو لوكالة فرانس برس الأحد في اتصال هاتفي «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة». وأوضح أن «دفعة أولى من الأسلحة والمعدات النوعية بينها أسلحة مضادة للدروع وصلت تمهيداً لخوض المعركة». خسائر المليشيات الطائفية إلى ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول: ان فصائل المعارضة السورية المسلحة كبدت قوات الأسد والميليشيات الأجنبية الموالية لها عشرات القتلى، منذ بدء معركة فك الحصار عن الأحياء الشرقية من مدينة حلب قبل 8 أيام. وأوضح المرصد، الذي يعتمد على ناشطين في تقاريره، أن «93 على الأقل من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية قتلوا في معارك حلب، جراء القصف والاشتباكات وتفجير المفخخات». وأشار المرصد وفقاً ل«العربية» إلى أن القتلى توزعوا على الشكل التالي: «46 عنصراً من قوات النظام والمسلحين السوريين الموالين لها، و21 عنصرا وقياديا من ميليشيا حزب الله اللبناني، و26 عنصرا من المسلحين الإيرانيين والعراقيين الموالين للنظام».