يهاجم "داعش" بين الحين والآخر حقلي عجيل وعلاس النفطيين في منطقة حمرين، شرق تكريت، في محاولة لإعادة السيطرة عليهما. وكانت قوات من الجيش و «الحشد الشعبي» استعادت السيطرة على الحقلين والمناطق المحيطة بهما خلال عملية استعادة المدينة في آذار (مارس) الماضي. وقال الصحافي المختص في الشأن الأمني في صلاح الدين، غزوان حسن ل «لحياة»، إن "داعش ينظر إلى الحقول ويسعى إلى إعادة السيطرة عليها أكثر من إعادة السيطرة على تكريت، لما تشكله من أهمية استراتيجية بسبب وجود النفط». ويقع حقلي عجيل وعلاس في منقطة حمرين على بعد نحو 35 كيلومتراً شرق تكريت، ويحرسهما مقاتلون من «الحشد الشعبي» (فصيل أمية جبارة، واللواء الأول، واللواء 21)، إضافة الى قوات من الجيش (الفرقة الخامسة وعمليات دجلة) وعناصر من الشرطة الاتحادية التابعة. ويضم كل حقل 100 بئر للنفط والغاز، لكن معظم المنشآت القريبة منهما مدمرة بسبب الحرب التي دارت هناك خلال الأشهر الماضية والهجمات المتواصلة للتنظيم عليهما أخيراً. وكان حقل عجيل يعمل بشكل منتظم قبل اجتياح «داعش»، لكن علاس توقف قبل الاجتياح، وسحب التنظيم النفط من الحقلين عندما سيطر عليهما، وهربه عن طريق الحويجة، في جنوب محافظة كركوك، وبيجي شمالي محافظة صلاح الدين. وما زالت النار تلتهم نحو ستة حقول أشعل عناصر التنظيم النار فيها قبل 20 يوماً عندما تسللوا إلى المنطقة ووقع قتال مع عناصر الحماية لكنهم فشلوا في السيطرة عليه. وقال الشيخ ونس الجبارة، وهو قيادي في «الحشد الشعبي» (فصيل أمية جبارة) وأحد المسؤولين عن تأمين منطقة حمرين ل "الحياة"، إن «التنظيم يحاول إعادة السيطرة على الآبار التي تمتاز بقوة ضغط عالية من دون الحاجة إلى مضخات وكميات كبيرة من النفط والغاز". وأضاف أن "التنظيم يهاجم بشكل شرس الحقول لإعادة السيطرة عليها والحصول على مكاسب مالية لكن القوات تتصدى له»، مشيراً إلى أن «الحشد في حاجة إلى دعم وزارة النفط لأنها المستفيد من عملنا حيث لا تمتلك شرطة نفط قوية تستطيع شغل أماكننا، لذلك نحن في حاجة إلى آليات ووقود، والوزارة دائماً ما ترفع أسعار الوقود علينا". ويسيطر الجيش والمقاتلون على كامل منطقة حمرين، فيما يسيطر «داعش» على مناطق الرياض والرشاد والحويجة في محافظة كركوك القريبة، ومن هناك يشن هجماته على الحقول. وما زال التنظيم يقاتل في بيجي الواقعة على بعد 45 كيلومتراً شمال تكريت والتي ترتبط مع حمرين أيضاً حيث يقاوم للبقاء في المدينة التي تضم أكبر مصفاة نفط في العراق. ودمرت معظم مصفاة النفط بسبب الحرب داخلها منذ 11 شهراً عندما سعت الحكومة العراقية لاستعادة المدينة الواقعة شمالها لكن التنظيم ضرب بكل قوته وما زال يسيطر عليهما بشكل كبير.