المدينة المنورة - المحررة الثقافية : قال الباحث والمفكر الإسلامي فضيلة الشيخ محمد بن صالح الدحيم ان الخطاب الإسلامي مصدر تشريعي، يتمثّل في المنتج البشري في تكويناته الفكريًّة والثقافيًّة والسلوكيًّة وله أبعاده العقليّة والنفسيّة، وتأثّراتها السياسيّة والاجتماعيّة،التي لم تفتأ تفعل فعلها في الخطاب الإسلامي جاء ذلك في محاضرته التي ألقاها في نادي المدينةالمنورة الأدبي يوم أمس الأول بعنوان (الخطاب الإسلامي وتحديات المعرفة). وأشار الدحيم في مستهل المحاضرة الي عصرية الخطاب الإسلاميين الإمكان والممانعة، في واقع مختلف وطرح أسئلة على الخطاب الإسلامي ثم حدد أنواع الخطاب الإسلامي وظروفه التي تشكل من خلالها، وقال أنها ظروف غير جيدة، ولكنها مؤثرة في تكوّنه وتمرحله ومخرجاته. الأمر الذي يجعلنا نطرح أسئلة صريحة على الخطاب الإسلامي كنقد تصحيحي تكمن إجابتها في تغيّر ملموس ومشهود في كل أدوات الخطاب وآليّاته. وبين الدحيم أن المقصود بالتحدي الذي يواجهه الخطاب الإسلامي ليس حديثًا عن مؤامرة ضدّ الخطاب، ولكنه واقع فرضته الحياة بتحوّلاتها وتغيّراتها، كما لا يمكن القول إن الخطاب الإسلامي شكل واحد، ، لأن هناك الخطاب القابع في تأريخ أصوله من دون أن يأخذ من تلك قدرتها على الصلاحية الرمانية والمكانيّة. وهناك الخطاب الشرعي المتزن بالوسطيّة والاعتدال. ولكل نوع ما يضادّ هو يختلف معه. وبين هذا وذاك تموّجات كثيرة. فينشأ بين فينة وأخرى خطاب يقظ يحاول فيمسار التصحيح، وهو متعدّد ومختلف أيضًا. وأثار الدحيم بعض الأسئلة التي تركت ردود فعل لدي المداخلين حيث طرح أسئلة حول الخطاب الإسلامي و هل يغذيه فكر إنتاجيّ، أم أن الذي يغذيه خطاب مثله، يضعف نسله إلى حدٍّ لا يقبل التلاقح مع الأفكار، وهل كان الخطاب الإسلامي قائمًا بذاته، أم كان يخضع لأجندةسياسيّة يفتقد الوعي بها وهل أدرك الخطاب الإسلامي أن مشروع المواجهة الذي صنعه، أو الذي يستند إليه دائمًا. هو الذي أهدر طاقته وبدّد جهوده وهل آن للخطاب الإسلامي أن يتخلّص من ثنائيّاته الخانقة والمتجدّدة مع كل فكرة أو حدث. من ناحية الدين والسياسة- والدين والمواطنة- والإسلام والقومية- والإسلام والعلمانية- والإسلام والليبرالية. وهل تجاوز الخطاب الإسلامي إخراج منتجاته من دائرتي المؤامرةوالابتلاء إلى دوائر الفعل والمشاركة ثم أكد الدحيم إن الشهود الحضاري للخطاب الإسلامي يجب أن يتحقق وبشكل ضروري حتمي ولن يكون شهودا إلا من خلال المنتجات الفكريةالتي يقوم بصرفها الخطابيون والمثقفون وهذا يؤكد على وجود مركز لدراسات وأبحاث الفكر الإسلامي تنبع وبقوة من بلادنا الغالية ذات الخصوصية والإسلامية الفردية وعلى هذاالمراكز أن تنتج إليه خطابية ومناهج سلوكية وأن تتعاون مع القانون ورجاله والتربية والتعليم والمسجد والأعلام لأننا أصبحنا مدعوين جميعا الى وعي كبير نتجاوز فيه كسلنا وأخطائنا ومغالطاتنا وعيآ يليق بالعظمة الفكرية بالقرآن الكريم الذي هو خطاب الله للإنسان ولن أقول أنها دعوة للرجوع إلى القرآن كما يتم تداوله ولكنها الدعوة إلى التقدم نحو القرآن وبدوره انتقد الدكتور غازي المطيري قراءة الدحيم للخطاب الإسلامي ووصفه بغير الدقيق كونه أثار بلبلة فكرية وطرح تساؤلات كبرى قابلها إجابات صغيرةغير شافية وكافية فيما رأت رئيسة اللجنة النسائية أمل زاهد أن الأسئلة التي طرحها المحاضر تستغرق وقت طويل للإجابة عليها وفهم محتواها وقالت أن الخطاب الديني يعيد نفسه في عدة صور وان الفضائيات تقدم خطاب مستهلك متسائلة من المستفيد من بقاءهذا الخطاب علي شكله أما الدكتور عبد الله الشريف قال أن القراءة السطحية طغت على الجوانب الفلسفية والمحاضر لم يضع إجابات للأسئلة وان العنوان لم يتطابق مع المحاضرة وتساءل الشريف هل الخطاب الإسلامي واجه المعرفة وأصبح يعارضها أم حصل تشويش بين الخطاب الإسلامي والمعرفة أم يريد أن يركع الخطاب الإسلامي للمعرفة أو يمازج بين المعرفة والخطاب الإسلامي حتى يحدث قبول في الأوساط المعرفية وجهات القوة السياسية بمواصلة جهوده في الساحة الاجتماعية وهل الخطاب الذي نادىبه المحاضر مرحلي ينفع في هذا الوقت ولا ينفع في وقت أخر أم هو إصلاحي مرحلي. وأعاب الشريف على الخطاب الإسلامي الحالي بأنه أصبح تصادمي مع الأفكار الأخرى وجاءت ردود الدحيم متلائمة مع وجهات نظر المتداخلين حيث أسهب في شرح نقاط عديدة تبرر قراءته للمحاضرة.