طالب الباحث والمستشار الشرعي الشيخ محمد الدحيم، الفقيه بأن يكون مقاصديا، موضحاً أن المقاصدية درجة لا تأتي بفتاوى وتصرفات أشبه بردود الأفعال، بل بتقديم المصالح العامة وإدراك حاجات الناس. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها القاضي السابق في وزارة العدل، في أحدية الدكتور راشد المبارك بالرياض الأحد الماضي بعنوان «المثقف الديني ماله وما عليه». وتساءل مؤسس مركز التجديد الثقافي: هل الخطاب الإسلامي يغذيه فكر إنتاجي أم خطاب مثله أدى إلى ضعف في النسل، وطرح ما يتعارض مع العقل والنقد؟ مشيرا إلى أن الحالة الصحية تقتضي أن الخاطب ينتجه فكر ما، ينتج السلوك في النهاية، مؤكدا أن هذه الحالة كانت عليها بواكير الخطاب الإسلامي. كما تساءل الدحيم: هل الخطاب الإسلامي قائم بذاته، أم يخضع لأجندة سياسية؟ وهل هذا الخطاب يوسع مناطق الخلاف وجعلها مركزا للحروب؟ وهل هذا الخطاب يركز على حقوق الناس وحرياتهم؟ واختتم الدحيم تساؤلاته بمدى إدراك الخطاب بوجوب التخلص من الثنائيات «الدين والسياسة الدين والمواطنة، الإسلام والليبرالية»، مؤكدا أن الذين يخنقون الفكر لا يخنقون إلا أنفسهم، وهل وسع هذا الخطاب الفجوة بين المسلمين والعالم؟ واعترف الدحيم بأن الإعلام الجديد كشف عن العجز الثقافي والمعرفي الذي يعانيه المجتمع، وأنه لا يزال يتناقش في قضايا لم تحسم، وأن طاقاته أرهقت في حروب مصطلحات، فمصطلح السلفية كبير، ويشمل أنواعا كثيرة، ففي تونس على سبيل المثال خمس سلفيات، موضحا أن المسؤولية مشتركة على الجميع، وألا يزايد أحد بالإسلام، فالدين لله، وأن المجتمع في مرحلة لا تسمح له بالتباطؤ والتغابي.