فرجُ الله سيأتي ، وفَتْحهُ سيحل، وخيراتهُ ستنساق فلا تَتَضَجَّرْ يوماً ، ولاتَتَبَرَّمْ لحظةً ، وحين ( تحتار ) فليكن صَبْرُكَ هو ( الخِيار ) ؛ فما بعد الصبرِ إلاَّ الظَّفَر ، ولم يَعْقبْ التريُّث إلاَّ الغَيث ، وماجلبَ الاصطبارُ غير الانتصار . ثُمَّ لتكنْ دائم الثِّقة بأنَّ ما أفل منكَ بالأمس سيتجلَّى في الغد ، وما أفُلِتَ من يدك سيعود لك ، وما نأى من غير إرادتك سيحضر من حيث لا تتوقع ! فالشمسُ ماغابتْ ؛ إلاَّ لِتُشرق ، والرياح ماهاجتْ ؛ إلاَّ لِتُمْطِر . ( فهاجرٌ ) تَمَنَتْ شَربةَ ماءٍ ؛ فإذا ( بزمزم ) ينبجسُ لها ولا ينحبس ( وزكريا ) قال بعد أنْ بلغ من الكِبر عتيا : ربِّ لاتذرني فردا ؛ فَوُهِبَ ( يحيى ) سيدا وحصورا ونبيا . ( ومحمدٌ ) عليه الصلاة والسلام حزن حين إستعْصَتْ عليه ( الطائف ) ؛ فكانتْ أول من ثبتَ على الحق حين ارتدت الكثير من ( الطوائف) . ( وأم الربيع بنت البراء ) حين استُشهدَ ابنها أتتْ رسول الله صلى الله وسلم متوجسةً تقول : هل حارثة في الجنة يارسول الله قال لها : ليست جنةً يا أم حارثة بل هي جِنانٌ ثمان وابنك أصاب الفردوس الأعلى منها . فلا ( يُقْلِقُكَ) يأسُ الأيام ، و لا ( يُقَلْقِلُكَ) سأمُ الليالي واعلمْ أنَّ أبوابَ (الوظائف ) التي أُغْلِقَتْ في وجهك حيناً ، سَتُشَرَّعُ ؛ لتدخل مع الباب الذي كتب الله لك ، وطُرق ( التَّرقيةِ ) التي تَعَسَّرتْ أمامك لسنوات سَتُعبَّدُ بإذن الله ؛ لتتسع لجيش أمنياتك المتحشِّدة ، وبشائر (المولود ) التي لطالما مَلَّها الترقب ، وضجر منها التكهن ، سيُلقى عليكَ قميصها ، وستجدُ ريحها ، ولسوف ترى النور بإذن الله . فقط تغلَّبْ على ذلك بالصبر واليقين ، وقُلْ : غداً أجمل .