• مشكلتي هي أمي، فالمفترض أن تكون قدوتي وأكثر الناس حرصا على تصرفاتها وعلى محافظتها لأداء صلواتها، وممسكة في يديها العصا أن تأخرنا عن صلاتنا، لكنها للأسف تتهاون كثيرا في أداء الصلوات وفي بعض الأمور الدينية كالغيبة والنميمة، حاولت كثيرا أن أوضح لها أن تصرفاتها هذه خاطئة وأن المفترض أن تكون هي قدوتنا وناصحتنا لكني في كل مرة كنت أتحدث معها في هذا الأمر كانت تنهرني وتنزعج مني وتطلب مني أن لا أريها وجهي، ولأني أحبها وأخاف عليها من عواقب الأمور، خاصة أن بعض إخوتي بدأ يقتدي بها في التصرفات الخاطئة، بت أفكر في طريقة تجعل أمي تعود إلى صوابها دون إحراجها أو جرح مشاعرها أو إغضابها مني لكني عاجزة في الوصول إليها فماذا أفعل؟ بنت سارة أبها الصلاة أمر مفروض على كل مسلم يا ابنتي، وهي سلوك يحاسب كل منا عنه بصورة فردية، ومن لا يصلي مسؤول هو عن هذا السلوك، والمهم بالنسبة لك كما يبدو في رسالتك الكيفية التي تدفعين فيها عن أمك وزر تركها للصلاة وكيف يمكنك أن تحثينها على الصلاة دون أن تجرحيها أو تسوء العلاقة بينكما، في هذه الحالة، تذكري أن الله عز وجل يقول: «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها»، والجزء المهم بعد طلب الصلاة ممن لا يصلي من الأهل هو الاصطبار، وليس الصبر على كسلهم أو معاندتهم، والاصطبار يعني اصطناع الصبر بعد نفاده، بمعنى أن المطلوب الصبر ثم الصبر ثم إذا وصل أحدنا إلى مرحلة نفاد الصبر أن يصطنع هذا الصبر، هذا هو الشرط الأول الذي يجب أن تتذكريه دائما، وعليك أن تتذكري أمرا آخر أشرنا إليه قبل قليل وهو أنك لست مسؤولة عن حسابها من ربها في الآخرة، فلا تزر وازرة وزر أخرى كما تعلمين، وحرصك على صلاتها وعدم التحدث في الآخرين أفهمه باعتباره تعبيرا عن حبك لها وخوفك عليها، وهذا أمر يحمد لك وهو من برك بها، حاولي بعد أخذ كل ما قلناه بعين الاعتبار أن تتيقني من أن دعوتها بالحب خير بكثير من تقريعها أو إهمالها، حين تأتين لدعوتها للصلاة قبلي يدها ورأسها واصبري على كسلها أو صراخها عليك، واستقبلي بابتسامة ما قد تسمعينه منها من قبيل: «دعيني وهل ستحاسبين أنت عني؟ أو: اذهبي وصلي ثم سأقوم أنا بعد قليل وأصلي، وفي هذه الحالة، لا تحاولي أن تسأليها: هل صليت؟ لأنها ستشعر أنك تلاحقينها وقد تثور عليك، فقط قولي لها إذا حان وقت الصلاة: أمي حبيبتي لقد أذن الظهر مثلا أو أذن العصر... إلخ، وفي كل مرة تذكرينها احرصي أن تقبلي رأسها ويدها، واتركيها واذهبي، بمعنى اصنعي ارتباطا جميلا وسارا بين دعوتك لها للصلاة وبين احترامك وتقديرك لها، واحرصي أن لا تنجرفي لحوارات صاخبة معها تدفعك لتذكيرها بعقاب من لا يصلي، فقط في هذه المرحلة احرصي في كل مرة تدعينها للصلاة أن تتركي في نفسها شعورا بحبك لها وتقديرك واحترامك لها من خلال ابتسامتك في وجهها وتقبيلك ليدها ورأسها.