قفص حديدي وحجرة سجن في أرض المعارض بالقاهرة ستتوجه إليها أنظار الكثيرين يوم الأربعاء القادم 3 أغسطس/آب، حيث من المقرر أن يطل من القفص الرئيس المصري حسني مبارك ونجلاه علاء وجمال في أول ظهور علني منذ تخليه عن منصبه في 11 فبراير/شباط الماضي. ليس من المؤكد حتى الآن مثول مبارك أمام المحكمة نظرا لتطورات مرضه رغم تأكيد وزير العدل على ذلك، كما أنه ليس مؤكدا حضور وزير الداخلية و6 من قياداته وزارته لأن تحويلهم إلى دائرة محاكمة مبارك ونجليه لم يصدر به حكم من المحكمة حتى الآن حسب قرار التأجيل الذي اتخذته المحكمة الخاصة بهم في الأسبوع الماضي. وحتى يتضح الأمر تماما، فإن محاكمة الرئيس ونجليه التي ستنقلها كاميرا واحدة تابعة للتلفزيون الرسمي ستكون تاريخية، لم تشهد لها مصر مثيلا في تاريخها. المحاكمة ستجري في قاعة الاستثمار بأرض المعارض التي تسع ألف شخص. أما القفص الحديدي الذي سيظهر من داخله مبارك ونجلاه وربما العادلي وقيادات وزارته السابقين في وقت واحد، فمساحته 90 مترا، أي بحجم شقة صغيرة، والمفترض أن تنتهي مساء السبت 30 يوليو/تموز شركة المقاولين العرب من تجهيز قاعة المحكمة والقفص الحديدي واحاطته بأسلاك شائكة قوية وأعمدة حديدية من أجل تأمينه حسب طلب وزارتي الدفاع والداخلية،وبجانب القفص الحديدي ستجهز حجرة حجز المتهمين. تبلغ مساحة قاعة المحاكمة 2500 متر مربع، وستكون لها مداخل ومخارج لم تحدد بعد، وتؤدي لها بوابات من شارع الفنجري وأخرى من شارع صلاح سالم. وتبلغ مساحة أرض المعارض 412 ألف متر مربع، وكانت تضم صالة استغلتها وزارة العدل حتى عام 1995 كقاعة محاكمات. وتتبع أرض المعارض الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة. الشكوك تراود الكثيرين حول جدية مثول مبارك أمام المحكمة، فهم يخشون من أن يتقدم محاميه فريد الديب بما يفيد مرضه وعدم قدرته، وهنا لا يمكن حسب القانون اجباره على الحضور وستؤجل المحاكمة، ومن الممكن أن تؤجل مرات عديدة، لأنه لا يمكن عقد محاكمة غيابية لمحبوس احتياطيا. فيما يرى قانونيون أن المحكمة قد تقرر اخلاء سبيله وذلك للاسراع في المحاكمة، إذ أنه في تلك الحالة ستتم المحاكمة بحضوره أو غيابه وسيصدر الحكم غيابيا عليه، ويمكنه أيضا أن يرفع دعوى لنقض ذلك الحكم. فيما رجحت مصادر قضائية أن تعقد المحاكمة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، وتتميز أكاديمية الشرطة بأن مساحتها تقترب من 800 فدان، وستكون مهيأة أمنيا، وتسمح بحضور أكبر، بجانب قربها من مكان سجن المتهمين وبعدها عن الزحام فى وسط القاهرة، وهي كلها تصب في مصلحة الاختيار