دخلت الاستعدادات في أرض المعارض بالقاهرة لتجهيز القاعة الخاصة بمحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وقيادات الوزارة المتهمين بقتل متظاهري ثورة 25 يناير، مراحلها الأخيرة. وبدأت وسائل الإعلام المحلية، أمس، بنشر صور للتجهيزات الجارية في القاعة التي تقع على مساحة أربعة آلاف متر مربع، ومكونة من طابقين. كما تم إنشاء مهبط خاص بالطائرات في الجانب الخلفي للقاعة، وتأمين منافذها بسواتر ودروع حديدية إضافة إلى قفص المحاكمة الذي يبلغ طوله ستة أمتار وعرضه مترين. وقام وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي بجولة تفقدية لمتابعة خطة التأمين ومعرفة جميع منافذ الدخول والخروج منها. أكدت وزارة الداخلية المصرية استعدادها لعملية تأمين قاعة المحاكمة، المعروفة باسم «صالة الاستثمار»، ويتم استخدامها عند افتتاح المعارض الدولية التي تتم إقامتها في أرض المعارض سنويا في مدينة نصر إحدى ضواحي العاصمة، من خلال خطة تشارك فيها جميع قطاعات الوزارة بالتنسيق مع القوات المسلحة. وأجرت اللجنة القضائية المشكلة من وزارة العدل لاختيار مكان انعقاد محاكمة الرئيس السابق، أمس، معاينة نهائية للقاعة التي وقع عليها الاختيار استمرت أكثر من ساعة، وتم إعداد تقرير نهائي عن المكان تم رفعه إلى وزير العدل المستشار محمد عبدالعزيز الجندي، وذلك بعد أن تفقدت اللجنة عدة أماكن كان من المتوقع أن تشهد المحاكمة التاريخية المرتقبة. وشهدت أرض المعارض ما يقرب من خمس محاكمات سابقة لمسؤولين، منها قتلة رفعت المحجوب، وقضية الريان، وتنظيمات الجماعات الإسلامية، وثورة مصر، والناجون من النار. والقاعة التي وقع عليها الاختيار متسعة وتستوعب أكثر من ألف شخص، وسيسمح لجميع وسائل الإعلام ببث المحاكمة. وأوصت اللجنة بضرورة توفير سيارات للحماية المدنية؛ لأن مقاعد القاعة من الجلد، كما أن أرضيتها من الباركيه وهي مواد قابلة للاشتعال، علاوة على كلاب الحراسة وبوابات إلكترونية للكشف عن المفرقعات. ويتوقع أن يتم الانتهاء من تجهيزات القاعة مساء اليوم. وسيتم وضع شاشات عملاقة أمامها لعرض وقائع أولى جلسات محاكمة الرئيس مبارك. كما سيقوم التليفزيون المصري بنقل وقائع المحاكمة على الهواء مباشرة ومنه إلى الفضائيات الأخرى، بالإضافة إلى شاشات عرض سيتم وضعها في ميادين القاهرة الرئيسة. وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن ستقوم بإدخال بعض التعديلات على القاعة، حتى تتمكن من إحكام سيطرتها عليها، حيث يتوقع أن يتوافد على أهم محاكمة في تاريخ مصر الحديث، أكثر من 50 ألف شخص لمتابعتها. من جانب آخر، بدأت إحدى الشركات أعمالا إنشائية داخل القاعة وخارجها، وذلك لتجهيز قفص الاتهام الذى سيمثل فيه مبارك والمتهمون معه بقتل المتظاهرين. فيما كشفت مصادر قضائية عن أن الرئيس السابق لن يحضر جلسة محاكمته الأولى لظروفه الصحية، مؤكدة أن رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت سيأمر في هذه الحالة أحد أعضاء الدائرة للانتقال إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لمواجهة مبارك بالاتهامات المنسوبة إليه. والطريف أن رئيس هيئة المعارض قام بإعطاء إجازة لمدة أربعة أيام لجميع الموظفين والعاملين بأرض المعارض تبدأ من اليوم الأول لشهر أغسطس المقبل، استعدادا لتسليمها للأجهزة الأمنية من الشرطة والقوات المسلحة قبل المحاكمة. وقاعة الاستثمار تم افتتاحها في عهد مبارك، وقام العادلي بتطويرها. وهي تقع من الناحية اليمنى بعد الدخول من البوابة الرئيسة الوحيدة المفتوحة بالقرب من منزل الرئيس السابق بكوبري الفنجري. وتوجد خلف القاعة أرض فضاء بها رمال وخالية من المباني. وهناك أبواب مغلقة من الناحية الخلفية للقاعة لا يدخل منها الموظفون ولا الجمهور، حسب موقع «المصري اليوم». وتقوم اللجنة الهندسية بتقسيم القاعة، حيث يتم عمل مقاعد من الناحيتين اليمنى واليسرى للجمهور، ومكان لوسائل الإعلام، وبالنسبة إلى القفص سيتم تجهيزه في منتصف القاعة أو من الناحية اليمنى .