استأنفت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة امس الاثنين الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم حيث يواجه المتهمون اتهامات بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والتربح والإضرار العمدي بالمال العام، وتصدير الغاز لإسرائيل. و وصلت الطائرة التي تقل الرئيس السابق حسني مبارك صباح امس من المركز الطبى العالمى إلى قاعة المحاكمة بمقر أكاديمية الشرطة، وتم نقل الرئيس السابق فور هبوط الطائرة التي أقلته بعربة اسعاف الى قاعة المحاكمة. وقد تم انزال مبارك فور وصوله من عربة الاسعاف، وهو منقول على سرير طبي متحرك، حيث شوهد وهو يرتدي حلة داكنة اللون، على غير المرة السابقة التي ارتدى فيها زيا أبيض، وهو المخصص للمحتجزين احتياطيا على ذمة القضايا. وشوهد نجل مبارك الأكبر علاء أثناء نقل والده وهو يشير الى الكاميرا التي كانت تتولى النقل المباشر طالبا منها التوقف عن التصوير. وبدأت وقائع الجلسة بإثبات حضور الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال داخل قفص الاتهام، فيما يحاكم حسين سالم غيابيا. وقد نادى رئيس المحكمة على المتهم الاول محمد حسنى مبارك فرد بقوله :أنا موجود وكذلك فعل كل من نجليه علاء وجمال. وتقتصر الاتهامات المتعلقة بالاتفاق والتحريض على قتل المتظاهرين (والتي تمثل اشتراكا في ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار) على المتهم محمد حسني مبارك (الرئيس السابق). كما يحاكم مبارك ونجلاه علاء وجمال، وحسين سالم عن وقائع تتعلق بقبول وتقديم رشاوى وفساد مالي والإضرار العمدي بالمال العام واستغلال النفوذ الرئاسي بغية تربيح الغير (حسين سالم) دون وجه حق في شأن صفقة تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل والحصول على مساحات شاسعة من الأراضي بالمناطق الأكثر تميزا بمدينة شرم الشيخ. متظاهرون يساعدون شابا أصيب خلال الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس مبارك ومعارضيه خارج المحكمة. «أ. ب» وفور دخول مبارك الى قفص الاتهام ردد بعض الحاضرين عبارات وهتافات ضده، كما لوحظ ان عدد الحاضرين هذه الجلسة يفوق عددهم خلال الجلسة الأولى للمحاكمة، التي عقدت يوم 3 أغسطس الجاري. وقال سامح عاشور نقيب المحامين السابق أن المحامين المدعين بالحقوق المدنية أعدوا كشفا "قائمة" كاملة بأسماء المحامين الذين لديهم مجموعة من الطلبات القانونية عن المجني عليهم سواء من أسر الشهداء في الثورة أو المصابين فيها.. داعيا المحكمة إلى أن يتسع صدرها لسماع طلبات المحامين المدعين بالحقوق المدنية. وطالب عاشور المحكمة باستكمال سماع طلبات المحامين المدعين بالحقوق المدنية إذا ارتأت تأجيل القضية إلى جلسة أخرى، حال عدم تمكنها من سماع كافة الطلبات بالجلسة الحالية. وأكد حرص المحامين على ألا تضيع حقوق الدفاع سواء من المدعين بالحقوق المدنية أو محاميي المتهمين، متعهدا بألا يستغرق عرض كل محام لطلباته أكثر من دقيقتين فقط حرصا على وقت المحكمة. وجدد عاشور طلبه الذي كان عرضه اول امس الاحد على المحكمة في قضية محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومعاونيه الستة، بضرور ضم القضيتين معا (مبارك والعادلي) بشأن قتل المتظاهرين في ضوء وحدة القضية والشهود وأدلة الثبوت فيهما.. محذرا من مغبة الفصل في إحدى القضيتين على حدة قبل أو بعد الأخرى. وأشار إلى أنه سوف يطلب إضافة مواد اتهام جديدة من قانون العقوبات بحق المتهمين. وبعد جلستين تابعها الملايين بإهتمام بالغ، أعلن رئيس محكمة جنايات القاهرة القاضي احمد رفعت تأجيل قضية الرئيس المصري السابق حسني مبارك الى الخامس من سبتمبر المقبل ومحاكمته في نفس الوقت مع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي يواجه مثله اتهاما بقتل المتظاهرين. كما اعلن القاضي وقف البث التلفزيوني لجلسات المحاكمة "حفاظا على الصالح العام". وهلل محامو اسر الضحايا فرحا فور اعلان القاضي ضم قضيتي مبارك والعادلي اذ كان هذا احد مطالبهم الرئيسية، كما صفقوا ترحيبا بقرار وقف البث التلفزيوني معتبرين ان هذا القرار ينحو بالمحاكمة منحى جادا. وقال رفعت "قررت المحكمة ضم القضيتين" الخاصتين بمبارك والعادلي "بحيث تسير اجراءاتهما معا في وحدة واحدة". وكان القاضي نفسه قرر الاحد تأجيل محاكمة العادلي وستة من معاونيه في قضية قتل المتظاهرين الى الخامس من سبتمبر. إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن وقوع 23 حالة إصابة بين مؤيدي ومعارضي لمحاكمة الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك أثناء الاشتباكات بين مؤيدي مبارك ومعارضي التى وقعت أمس أمام أكاديمية الشرطة حيث تعقد محاكمة مبارك. وصرح مصدر مسئول بوزارة الصحة المصرية انه قد تم إسعاف 15 منهم بموقع الحدث ونقل 7 إلي مستشفي البنك الأهلي ومصاب بالقاهرةالجديدة والإصابات تتنوع ما بين جروح وكدمات وسحجات.. تم تبادل إلقاء الحجارة بين الجانبين، بينما قامت قوات الأمن بمحاولة تفرقة المتظاهرين، وملاحقة عدد من مثيري الشغب والعناصر التي تقوم بإلقاء الحجارة. وكانت الاشتباكات قد وقعت عقب وصول الرئيس السابق إلي مقر الأكاديمية ودخوله قفص الاتهام، واندفع الجميع ناحية الشاشة العملاقة الموضوعة خارج سور الأكاديمية، وأخذ المؤيدون لمبارك يرددون هتافات تحمل التأييد له وقالوا "الشعب يريد حرية الرئيس وعدم إهانته"، بينما حمل الجانب الثاني من المعارضين له بعض الصور وعليها شكل المشنقة للرئيس السابق.