أنكر الرئيس المصري السابق حسني مبارك يوم الاربعاء الاتهامات المنسوبة إليه في بداية محاكمته بتهم تتصل بقتل المتظاهرين عمدا واستغلال النفوذ وإهدار المال العام. لكن المحكمة قررت استمرار حبسه على ذمة القضية وإبقائه في القاهرة للإسراع بالمحاكمة استجابة لطلب المحتجين فيما يبدو. وأجلت المحكمة نظر القضية لجلسة 15 اغسطس اب لاتاحة الفرصة للمحامين للاطلاع. وقال مبارك الذي ظهر في قفص الاتهام مُمددا على سرير طبي متحرك بعد أن ووجه بالاتهامات "كل هذه الاتهامات أنا أنكرها كاملة." كما أنكر علاء وجمال ابنا مبارك الاتهامات الموجهة اليهما باستغلال النفوذ الذي تمثل في الحصول على منازل فاخرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر من المتهم الذي يحاكم غيابيا رجل الاعمال حسين سالم الذي كان صديقا مقربا من مبارك والذي حصل على مساحات واسعة من الارض المملوكة للدولة في شرم الشيخ. وسالم محتجز في اسبانيا منذ أسابيع بتهمة غسل الاموال ويحاكم في القاهرة غيابيا. وقال المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة بعد عودتها من مداولة استمرت بعض الوقت ان المحكمة قررت "ايداع المتهم الاول محمد حسني السيد مبارك مستشفى المركز الطبي العالمي بطريق مصر (القاهرة) - الاسماعيلية الصحراوي." وبعد اسقاطه في الانتفاضة في فبراير شباط انتقل مبارك الى منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر الذي اعتاد قضاء أوقات طويلة فيه خلال وجوده في المنصب. وفي ابريل نيسان نقل الى مستشفى شرم الشيخ الدولى خلال تعرضه لمتاعب في القلب خلال أولى جلسات التحقيق معه وصدر قرار النيابة العامة بحبسه هناك. وقررت المحكمة أيضا استمرار حبس علاء وجمال ابني مبارك على ذمة القضية. وفصلت المحكمة القضية المتهم فيها مبارك وابناه وصديقه المقرب رجل الاعمال حسين سالم عن القضية المتهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين. ويواجه مبارك تهما تتصل بقتل المتظاهرين خلال الانتفاضة. وقتل ما يصل الى 850 متظاهرا وأصيب أكثر من ستة الاف آخرين خلال الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني واستمرت 18 يوما. وقررت المحكمة مواصلة نظر القضية المتهم فيها العادلي والضباط الستة يوم الخميس. وكانت الدائرة الرابعة في محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة قررت ضم قضية العادلي والضباط الستة الى قضية مبارك التي أُحيلت الى الدائرة الخامسة التي يرأسها رفعت. لكن فريد الديب الذي يدافع عن مبارك قال للمحكمة اليوم ان ضم قضية العادلي الى قضية مبارك غير سليم قانونا لانه صدر من جمعة الذي كان بينه وبين محامين موكلين خصومة بعد أن طالبوا بتنحيه عن نظر القضية. وكان قضاة ومحامون نوهوا عن صدور أحكام من الدائرة التي يرأسها جمعة لمصلحة حكومة مبارك قبل الانتفاضة بينما كان المتهمون فيها معارضين للرئيس السابق. وقررت المحكمة الاستجابة لطلبات محامين مثل الاطلاع وفض الاحراز. لكن رفعت لم يعلن الموافقة على طلبات سماع شهود. وكان محامي مبارك طلب سماع ألف وستمئة وواحد وثلاثين شاهدا أحدهم المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ إسقاط مبارك. وبعد سماع طلبات المحامين واستراحة تلا ممثل النيابة العامة الاتهامات الموجهة الى مبارك وشملت الاشتراك بالاتفاق مع العادلي في جنايات قتل المتظاهرين عمدا مع سبق الاصرار. وقال ممثل النيابة ان المظاهرات كانت سلمية وأن باعثها تمثل في تردي الاوضاع في البلاد. وتابع أن مبارك استهدف من قتل المتظاهرين تفريق زملائهم بما يحفظ له منصبه وأنه في سبيل ذلك سمح لوزير الداخلية الاسبق باستخدام الذخيرة الحية في ضربهم واستخدام السيارات في دهس أعداد منهم. ويواجه مبارك والعادلي والضباط الستة الاعدام شنقا اذا أدينوا. كما يواجه نفس العقوبة ضباط وسياسيون في قضايا قتل المتظاهرين في القاهرة ومحافظات أخرى. وطالب محامون المحكمة يوم الأربعاء بضم كل قضايا قتل المتظاهرين في قضية واحدة لكن المحكمة لم تسجب لطلبهم في المرحلة الحالية على الاقل. وأنكر علاء وجمال أيضا الاتهامات المنسوبة اليهما. وقال محامون ان قرار ضم قضية العادلي الى قضية مبارك يعتبر تنحيا غير مباشر من جمعة الذي طلب محامون تنحيه عن نظر القضية لسابقة إصداره أحكاما على معارضين لمبارك في عدد من القضايا. وطعن محامون على قرار ضم قضية العادلي الى قضية مبارك باعتبار صدور القرار عن قاض بينه وبين محامين في القضية خصومة. ونقلت محكمة جنايات القاهرة (الدائرة الخامسة) جلستها الى أكاديمية الشرطة في شرق القاهرة لاجراءات أمنية. وقبل بدء الجلسة عرض التلفزيون لقطات لعربة اسعاف أقلت الرئيس السابق الى مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة. وأحاط بعربة الاسعاف عدد كبير من رجال الامن واخرون مما حال دون مشاهدة مبارك وهو يغادر العربة التي كانت قادمة من مطار عسكري قريب وصل اليه مبارك من منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر. وفي بداية الجلسة طلب رئيس المحكمة من الحضور الهدوء والالتزام بنظام الجلسة خلال نظر القضية. وقال "من يخرج عن هذا النظام من حق رئيس الجلسة أن يخرجه من القاعة فاذا تمادى من حق رئيس المحكمة أن يصدر أمرا بحبسه 24 ساعة لإخلاله بنظام الجلسة." وشاهد مراسل رويترز الطائرة الهليكوبتر التي أقلت مبارك من القاعدة العسكرية وهي تهبط في أكاديمية الشرطة. وقالت وسائل إعلام رسمية ان فريقا طبيا رافق مبارك في الاسعاف الطائر. وقالت مصادر في مطار شرم الشيخ الدولي في وقت سابق ان طائرة صغيرة تتسع لنحو 20 راكبا أقلت مبارك ومرافقين. ونقل مبارك في سيارة اسعاف من مستشفى شرم الشيخ الدولي الى المطار في حراسة من قوات الجيش والشرطة. وقال مصدر ان دوي طلقات نار سمع خارج المطار قبل اقلاع الطائرة. وكان عمال وافدون من صعيد مصر وبدو اشتبكوا بالرصاص على فترات ليل الثلاثاء أمام المستشفى وأوقعت الاشتباكات خمسة مصابين. وبمثول مبارك أمام محكمة جنايات القاهرة يكون أول حاكم عربي يقف وراء القضبان منذ اندلاع انتفاضات مطالبة بالاصلاح في المنطقة عرفت اعلاميا باسم "الربيع العربي". وحوكم الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي -الذي كان أول زعيم عربي يطاح به في الاحتجاجات - غيابيا ويعيش في السعودية. وجابت الشرطة الشارع القريب من مستشفى شرم الشيخ الدولي الذي أقام فيه مبارك في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر وسدت الطريق أمام مجموعة صغيرة من المحتجين في الخارج كانوا يهتفون "الشعب يريد اعدام السفاح". وفي تعليقاته العلنية الوحيدة منذ الاطاحة به تعهد مبارك في ابريل نيسان بتبرئة اسمه واسرته من الاتهامات بالفساد. وفي موقع المحاكمة أقيمت شاشة عملاقة لنقل وقائع الجلسة. وفي ساحة قريبة اشتبك المؤيدون والمناهضون لمبارك وتراشقوا بالحجارة مما تسبب في سقوط عشرات المصابين أغلبهم اصاباتهم طفيفة. وتدخل مئات من أفراد الجيش والشرطة للفصل بينهم. وقال شهود عيان ان الجنود استخدموا القوة في الفصل بين المتعاركين. وردد المعارضون لمبارك الذين وصل عددهم الى مئات هتافات تقول "القصاص القصاص حسني ضربنا بالرصاص" و"الاعدام الاعدام" في اشارة الى طلب الحكم بالاعدام على المتهمين بقتل واصابة المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أسقطت مبارك هذا العام. وتجمع حشد صغير من الرجال والنساء الموالين لمبارك ورددوا هتافات منها "التحرير بلطجية" في اشارة الى المناوئين للرئيس السابق الذين نظموا مظاهرات حاشدة في يناير كانون الثاني وفبراير شباط في ميدان التحرير في وسط القاهرة انتهت باسقاط مبارك. وشددت اجراءات الامن في ميدان التحرير مركز الاحتجاجات التي أطاحت بمبارك. وطالب مصريون اعتصموا في ميدان التحرير بالقاهرة لاكثر من ثلاثة أسابيع في يوليو تموز الماضي المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة منذ تنحية مبارك في 11 فبراير شباط باصلاحات أسرع بما في ذلك محاكمات سريعة لمبارك ومعاونيه بتهم الفساد وقتل المتظاهرين. وسعد كثير من المصريين لمجرد رؤية مبارك في قفص الاتهام. وأقيم خصيصا قفص اتهام مثل فيه مبارك بأكاديمية الشرطة التي كانت تحمل اسم مبارك قبل اسقاطه وهو نفس المكان الذي ألقى فيه مبارك اخر خطاب له قبل اندلاع الانتفاضة وكان ذلك يوم 23 يناير كانون الثاني أي قبل يومين من اندلاع الثورة. وظهر مبارك وعلاء وجمال والمتهمون الاخرون بملابس السجن البيضاء لحبسهم احتياطيا على ذمة القضية لكن العادلي ظهر بملابس السجن الزرقاء لصدور حكمين عليه بالسجن لمدة 17 عاما في قضيتي فساد مبارك: ينكر التهم المنسوبة إليه دخول الرئيس مبارك ونجلاه إلى قفص الإتهام محاكمة مبارك وهو في قفص الاتهام على سرير طبي (1) محاكمة مبارك وهو في قفص الاتهام على سرير طبي (2)