يعج الوسط الرياضي بكل مكوناته و أطيافه بأولئك الذين “يهرفون بما لا يعرفون” بل أن هؤلاء الهارفين يفسدون الرياضة بظهورهم الإعلامي المتكرر بداعٍ و بدون داع و في أغلب الأحيان يكون الظهور فقط من أجل الظهور و البرستيج. هؤلاء يجهلون بأن المشاهد البسيط أصبح لديه الوعي الكافي الذي يمكنه من التمييز بين من يجيد لغة الحديث و يملك المنطق و الحجة و الهدف منه و بين من يملئ الدنيا ضجيجاً. و من يملئ الدنيا ضجيجاً بالتأكيد لن يكون محور اهتمامنا في هذا التقرير. و إنما الضوء كله سنسلطه على شخصية رياضيه أعطت بحضورها زخماً كبيراً للرياضة ككل و للوسط الرياضي الإعلامي على وجه الخصوص. هذه الشخصية عُرفت بتصاريحها المثيرة و (المؤثرة) و باختيارها الفائق و الفاخر (للمفردات) المستخدمة في اللحظات و المواقف المناسبة. الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال هو المعني هنا و هو الذي يعطي في كل تصريح لسموه درساً جديداً في كيفية التعاطي مع الإعلام و الرياضة ككل. مثير هذا الأمير بكل “تصريحاته”. يصنع الأحداث “بتلميحاته” .لا يترك شاردة أو وارده تختص بفريقه إلا و يمزجها “بسابقه” تتناقلها الألسن و الأقلام. الأمير عبد الرحمن يتحدث فيصمت الآخرون و يصمت ليفسح المجال لهم للتعليق على مجمل حديثه. في كل مداخلاته و تصريحاته يُعطى المساحة الكافية من الوقت لأنه باختصار لا يتحدث من فراغ. يفتح أبواب الجدل على مصراعيها و حينما يدرك بأن الجدل لن ينتهي يتدخل مرة أخرى ليغلق الأبواب و يفض النزاع.اتهم من خلال تصاريحه “بالغرور” و “التنكيت” و “إملاء القرارات” على لجان الإتحاد السعودي. هو تارة “قاسي” و تارة “ساخر” و أخرى “حازم” لذلك يجد المتلقي نفسه أمام قمة التعقيد في بساطة سموه. “الأمير” “المثير” هكذا هو عبد الرحمن بن مساعد. بعض من تصاريح سموه و ما خالطها من جدل سنسرده هنا في هذا التقرير تاركين للقارئ العزيز متعة القراءة و التأمل في المواقف التي ظهر من خلالها الأمير عبد الرحمن و كيف تعامل مع الحدث و ما هي الأصداء التي خلفها كل تصريح صدر من سموه. تصريح “ لي الذراع” بمقاطعة أبوظبي الرياضية خرج الأمير عبد الرحمن هذه المرة و على نفس القناة المراد مقاطعتها بتصريح و نقاش على الهواء مع مدير عام القناة الأستاذ محمد نجيب مفاده بأن الهلال في غنى عن قناة أبوظبي و أن قراراً نافذاً اتخذته الإدارة الهلالية بمقاطعة القناة الغير منصفه في نظر الأمير عبد الرحمن و هذا القرار لن يتغير إلا بانتفاء أسبابه. الأمير عبد الرحمن فند في هذا التصريح الشهير أسباب القرار و أهمها عدم استجابة القناة للمطالب الهلالية بتغيير الضيف الهلالي المتزن في برنامج خط الستة الأستاذ صالح ألطريقي و إبداله بآخر يتسم بالتعصب للنادي الأزرق و ألحده في الطرح أسوة بتعصب و حده طرح الضيفين الاتحادي و النصراوي بحسب رأي سموه. إخفاقات الهلال إنجازات لبعض الآخرين.. جمله لم يأتي بها رئيس نادٍ قبله هنا وضع الأمير عبد الرحمن المتلقي في حيره من أمره حين صدح بهذا التصريح المفاجئ و مفاده “أن إخفاقات الهلال يحتفل بها (بعض) الآخرين”. الجميع تسأل من هم الآخرين؟ و لماذا البعض منهم فقط؟ مناسبة التصريح كانت بعد خروج الهلال من البطولة الآسيوية و حينها أصدرت إدارة النصر بيان أعلنت فيه بأن النصراويين سيحتلفون بمضي عشر سنوات على تحقيق انجاز العالمية. تصريح الأمير عبد الرحمن لم يشر إلى أي طرف بعينه بل كان اتسم بالغموض الصعب تفسيره. هنا رمى الأمير عبد الرحمن هذه التهمه الخطيرة بل و أكد وجودها و لكنه أخفى هوية المتهمين أو بالأصح فوت عليهم فرصة الرد على تصريحه المبهم و ترك المساحة الأكبر للتأويل و التخمين. في المقابل تغنى الهلاليون بهذا التصريح بطريقتهم الخاصة. تصريح الإست قاله..شجاعة أم هروب؟ كان الخروج المرير من البطولة الآسيوية أمام ذوب آهن أصفهان الإيراني بمثابة الصدمة التي أوجعت عشاق الزعيم كثيراً. تلك الصدمة تلتها صدمه أخرى بقرار استقالة الأمير عبد الرحمن على الهواء من خلال تصريحه للقناه الرياضية محملاً نفسه كل مسؤوليات الهزيمة و تبعاتها. حينها تناسى الجمهور الهلالي الصدمة الآسيوية لتسلط جميع الأضواء على استقالة الرئيس و الخسارة الفادحة برحيله. تصريح الأمير عبد الرحمن رآه الهلاليون بأنه قمة الشجاعة من رجل حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الآخرون. في المقابل تحدث الآخرون عن هروب محتمل من المساءلة و إشغال الرأي العام الهلالي بالمطالبة بعودة سموه بدلاً من محاسبته هو و إدارته على الأخطاء التي ساهمت في ضياع البطولة (الحلم) و أهم تلك الأخطاء كانت الإبقاء على المدرب جيريتس الذي وقع قبلها عقداً مع المنتخب المغربي. الحكام (يتجرؤون) على الهلال..استنكار جرئ تصريح آخر مثير اختار فيه الأمير عبد الرحمن لغة أكثر حده و أسلوب مغاير تماما لكل تصاريحه السابقة. فالمواجهة المباشرة مع لجنة الحكام بالإتحاد السعودي كانت الحل الأمثل في تقدير سموه بعد مباراة دوريه أمام التعاون احتسب فيها الحكم سعد ألكثيري ضربتي جزاء للتعاون لم تكن صحيحة كما ذكر سموه في تصريحه. النقاد باختلاف ميولهم اختلفوا في تفسير ما يرمي إليه الأمير بمفردة ( يتجرؤون) فهناك من رأى بأن الأمير عبد الرحمن اتهم الحكام بأنهم لا يتوانون في اتخاذ قرارات (مشكوك) في صحتها و أن تلك القرارات أثرت من قبل و ستؤثر على مسيرة الهلال في مختلف البطولات. في حين كان هناك في الطرف الآخر من رأى بأن الأمير عبد الرحمن أراد التأثير على الحكام بتصريح قوي كهذا و حتى يُعامل الهلال بمعاملة خاصة من قبل قضاة الملاعب مستقبلا. أملي في الله ثم في الأمير سلطان بن فهد ..فقط فقط فقط كلمه واحده و لكنها أثارت حفيظة الكثير و البعض منهم اتخذها مسلكاً و سبيلاً للإساءة للأمير عبد الرحمن. تكرار كلمة “فقط” ثلاث مرات تداوله الوسط الرياضي أيضاً بعدة تأويلات أبرزها و أكثرها (تطرفاً) صدر من فئة كانت ترى بل و تجزم بأن الأمير عبد الرحمن أراد بهذه المفردة تجاهل و تهميش الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الحالي و نائب الرئيس آنذاك. و للإيضاح و إنهاء اللغط المتداول قطع الأمير عبد الرحمن الطريق من جديد على هواة الصيد في الماء العكر بإستدارك في تصريح آخر أوضح فيه أن معظم القرارات التي تصدر من الرئاسة العامة تكون باعتماد من الأمير نواف و أن مناشدة الأمير نواف مره أخرى و هو من اعتمد القرار في المقام الأول ليس لها أي هدف أو معنى لذلك كان اللجوء للرئيس العام الأمير سلطان بن فهد مباشرة. دعوه “ للتنكيت” مع لائحة الانضباط الجديدة لم يمضي على صدور لائحة الانضباط الجديدة سويعات إلا و بدأت الانتقادات تنهال على اللائحة ومن صاغها. تلك اللائحة حملت في طياتها الكثير من المغالطات البعيدة كل البعد عن الواقع الكروي في بلادنا. أشهر تلك الانتقادات وأكثرها سخونة صدرت من الأمير عبد الرحمن بن مساعد و الذي خرج بتصريح عبر القناة الرياضية السعودية وصفه فيما بعد الأمير نواف بن فيصل كما وصف غيره من التصريحات ذات العلاقة بأنها أشبه “بالتنكيت” و أن البعض يمتلك حس “الظرافة” في الوسط الرياضي. بالتأكيد أن الأمير عبد الرحمن كان من جملة المقصودين في تصريح أمير الشباب الشاب و لكن الأهم من ذلك هو التأثير الإيجابي الذي خلفه التصريح بإلغاء العمل بتلك اللائحة و تشكيل لجنه خاصة لدراستها و تعديلها. أكبر مآخذ الأمير عبد الرحمن في هذا التصريح هو تذمره الشديد من استشارة الأندية و ثم عدم الأخذ بمرائياتها قبل إقرار اللائحة. الحكم السعودي مرشح لقيادة كلاسيكو برشلونة و ريال مدريد تصريح الأمير عبد الرحمن الأخير يمثل تحول مفاجئ و مبتكر في إيصال الرسالة التي يتبناها سموه عادة في تصاريحه. الأمير عبد الرحمن و رغم استياء و اعتراض المدرج الهلالي على الحكم مطرف القحطاني في مباراة التعاون الأخيرة لم ينتقد الحكم أبداً بل أثنى عليه و رشحه لنجومية اللقاء. و بعكس كل التوقعات استحدث الأمير عبد الرحمن في هذا التصريح شخصية مشجع هلالي وهمي وصفه مراراً (بالعاطفي) انتقد من خلالها الحكم و أبرز كل أخطائه فيما دافع هو - أي رئيس الهلال - عن مطرف القحطاني بل و رشحه لقيادة كلاسيكو اسبانيا و نهائي التشامبيونز ليق مما أثار استغراب الزميل عبد الرحمن الدحيم. بالتأكيد الأيام المقبلة ستشهد الساحة الرياضية الكثير من الرؤى المختلفة و الانقسامات التي لن تمرر مثل هذا التصريح بتلك البساطة التي غلف بها الأمير عبد الرحمن عباراته. ختاماً يظل الأمير عبد الرحمن قيمه و قامة رياضيه كبيره بكل ما يملك من كفاءة إداريه و ثقافة رياضيه و أيضا بلاغه لغويه. لم يكن سردنا لتصريحات سموه في هذا التقرير إلا توثيق و اعتراف بأن الشخصيات التي يمثلها سموه في الرياضة السعودية لا يمكن أن تمر على الإعلام الرياضي مرور الكرام بل يجب الوقوف عندها مراراً