وانتقل سعد الحارثي إلى الهلال، ولا يزال جمهوره في النصر يسخط ويلوم ويرفض ويتهم الإدارة بتعمدها، بقلة خبرتها، بمماطلتها، بأنها فرطت في معشوقها، ولا يمكن أن يلام هذا الجمهور الذي قدم له مختلف أنواع الدعم، حتى وهو مصاب قرروا أن يعبروا له عن حبهم ومشاعرهم تجاهه عندما منحوه لقب أفضل لاعب في قناة أبو ظبي وقبلها منحوه المزيد والكثير وهو يعرف ذلك جيدا ولا يمكن أن ينكره، كما لا يمكن له أن ينكر أنه تحصل من النصر، إدارة وأعضاء شرف، ما يستحقه وأكثر، ما عدا تعويضه عن عقد «موبايلي» الإعلاني الذي يعتقد البعض أنه بداية الخلاف وهي ليست كذلك. كانت هناك غصة في داخل محبيه تحولت إلى صدمة، سببها أنهم لمسوا جحودا ونكرانا لما قدموه له، وجدوه «متهلهلا» خلال يوم يتحدث ويمدح ولم يتطرق لهم، تذكروا وفاء حسين عبدالغني مع جمهور الأهلي الذين قاتلوا لعودته بعد أن ترك نادي نيوشاتل السويسري، وتذكروا ماذا قال محمد الراشد لجمهور التعاون عندما غادر للاتحاد، فرأوا أن دعمهم خلال ستة أعوام ضاع في يوم، فليس من المعقول أن يجحد معروفهم؛ بسبب مشكلات بينه وبين الإدارة أو أعضاء الشرف، فجمهوره الذي قدم له كل ذلك الدعم تيقن أنه كان مخدوعا بلاعب بحث عن نفسه ونسيهم. حزنت على هذا الجمهور الذي قاتل وغضب وطالب وهتف من أجله؛ لأنهم خدعوا أساسا ممن صوروا لهم أنه محارب من أسماء معينة في النصر، فلم تمر إدارة إلا واختاروا منها أسماء مدعين أنهم يعملون ضده، حتى ماجد لم يسلم منهم عندما رفض مشاركته في حفل اعتزاله وشككوا في قراره، ولم يقتنعوا أن ما مر به مع النصر كان سببا رئيسا فيه. عموما لم أكتب لتأليبهم على اللاعب، ولا لزيادة حسراتهم على نسيانه لهم، بل رغبت في توضيح السبب الذي عمق مشكلاته مع النصر وتكبير الصورة أكثر وبشكل أوضح، فإن يرى أن في النصر قلة وفاء، فهو لم يظهر أي وفاء لجمهوره ومحبيه.